لم يجد نادي القصيم حرجا أن يطلق على منتداه هذا العام اسم الشاعر العربي امرئ القيس رغم أنه شاعر جاهلي ورد في الأثر أنه حامل لواء الشعراء في النار، كما لم يجد نادي القصيم حرجا قبل ذلك حين أطلق اسم عنترة بن شداد، رغم ما كان عليه عنترة من جاهلية، على منتداه العام الماضي. ولم يكن لهذه التسمية أو تلك أن تستوقف من يتأملها لولا أننا غدونا في زمن نحتاج فيه إلى التنويه بما قام به نادي القصيم لمواجهة حملة من التخلف والجهل المفضي بأهله إلى عمى البصيرة تحاول طمس تاريخنا وقطع صلتنا بماضينا ورموزه، وحسبنا في هذا المقام أن نشير إلى ما حدث في حائل من نزع اسم حاتم الطائي عن إحدى المدارس بزعم أنه رجل جاهلي لا ينبغي أن نطلق اسمه على مدرسة من مدارسنا. لم تجد القصيم وهي المنطقة التي قدمت للدعوة رجالا كبارا يقف في مقدمتهم شيخان جليلان هما ابن سعدي وابن عثيمين لا تجد حرجا في أن تسمي منتداها السنوي باسم عنترة مرة، واسم امرئ القيس مرة أخرى، في زمن يزايد فيه المزايدون على اسم مدرسة تحمل اسم حاتم الطائي، ثم لا نجد غير الاستسلام لهذه المزايدة والخضوع لها وشطب اسم حاتم، وكأنما الذين أقدموا على ذلك يجهلون أنهم يشطبون قيمة ثقافية حضارية من قيم ثقافتنا العربية ويمدون التشدد والتطرف بمزيد من الحطب لنتلظى جميعا بناره الموقدة. القصيم لا تقدم درسا للمتشددين والمتطرفين فقد غسل الوطن يده منهم بل تقدم الدرس لمن يمثلونهم أو يستسلمون لهم في مؤسساتنا وهم فئة على الوطن أن يغسل أثرها من مؤسساته كذلك.