مهنا الحبيل - نقلا عن الاسلام اليوم يا لها من مصادفة عجيبة، وأنا أحمل الكيبورد الكريم لأكتب عن إيقاف آيسكريم الصحافة السعودية الزميل الرائع عبد الله المغلوث من عموده في صحيفة الوطن، وإذا بي أقرأ مقابلة معالي وزير الإعلام في صحيفة المدينة، وأنه لم يوقَف في عهده كاتبٌ واحد، وبالفعل فقد عاد الزميل الرطيان وغيره بعد التوقف، ولعل الوزير يشير إلى أنّ الإيقاف تمّ في عهد الوزير السابق. ودعوني هنا أيضاً أن أضيف إيجابية أخرى لن نُغفلها لمعاليه في هذا المضمار، وهي عودة فريق صباح السعودية، إثر إيقافهم عن العمل من إدارة الشركة الأهلية المسند إليها إدارة البرامج الرئيسة في القناة السعودية، ولكن يبقى سُلّم رواتب الموظفين السعوديين في هذه الشركة فاجعة تُفسّر بالفعل أرقام البطالة الكارثية لدينا، وكيف تُستغل أسوأ استغلال. لكنني أعود إلى الموضوع الأصلي وأقول هنا... واضح أن إيقاف أخي الأحسائي العذب الفكرة والأنيق القلم عبد الله المغلوث قد تم تطوّعاً من الصحيفة، وليس توجّهاً مركزياً -كما يُفهم بالقطع من حديث معالي الوزير- وهي علامات استفهام عن قرارات الإيقاف، وخاصة أنني هنا أتحدث عن كاتب من الفريق الوطني الذي لم يتطوع للاصطفاف كهراوة لهذا التيار أو ذاك، واشتغل بتنمية الحس المعرفي للنجاح والتقدم لدى المواطن، كل مواطن، وخاصة الشباب، فلماذا يوقف؟ إنّ هذه الكتيبة من الكتّاب الوطنيّين كنجيب الزامل ومحمد الرطيان وعبد الله المغلوث يُشكّلون حالة توازن مهم أمام استقطابات الصحافة وانفجاراتها الصعبة في مثل هذه المرحلة، وهي مزاوجة بين الفكرة الإبداعية وخفة الظل والنقد الموضوعي، أكان ساخراً أو ضمنياً، مع أن المقال الذي قيل إنّ الأستاذ المغلوث أوقف بشأنه لا يوجد له أي تفسير مسيء إلاّ الذين يُغرمون بالتأويلات وإسقاطاتها... وهذه لا تنتهي وهي إشكالية في ذهنية الرقيب وليس في إبداع الكاتب. مع تأكيدنا الدائم بأن الوطن لا يمكن أن تُعالج أزماته أو كوارثه الاقتصادية دون رفع مساحة حرية التعبير في قضايا الإصلاح بل والتعامل الإيجابي معها، بحيث يُصار إلى الاستفادة من هذه الرؤى النقدية وأفكارها الإصلاحية للمؤسسات والنظام العام، وأنّها أيضاً تُعبّر عن قطاع مهم من الرأي العام في تذمّره ومعاناته المتعددة، نأمل أن يُصحح هذا الموقف عاجلاً من قبل معاليكم أو من يلتقط الرسالة بشأن القلم القدير عبد الله المغلوث، وفضّلت أن أبعث بهذه الرسالة في فضاء الإنترنت والفيس بوك حتى لا أُحرج أحداً بالاعتذار؛ برجاء أن تتطور فكرة احترام الصحافة النقدية لمصالح المواطنين وفسح الحرية أمامها، عوضاً عن تخصيص الأعمدة لإيذاء الشعب مجدداً بحلقات مبارزة وتذكية صراع. دعونا نكتب ونعمل للحرية الراشدة والإصلاح. هذا ما يحتاجه الوطن قبل أن تُشعله الفتن... وشكراً معالي الوزير.. أشعر أنّ القرار بين عينيك.