دعوني هنا أبدأ مقالتي باحتفالية مستحقة فكم نحن بحاجة للاحتفال بالأمل لمستقبل العمل وللدرب المضيء للوطن الذي ينتظر المواطن بلهفة أن يجده برنامجاً يعيشه واقعا ويراهن عليه مستقبلا، أما هذه الاحتفالية فمزدوجة لشخص واحد إنها عودة القلم الوطني الكبير أخينا العزيز الزميل محمد الرطيان وأين ..؟ في صحيفتنا المدينة، فشكراً ودوداً له أن حطّ رحاله لدينا وشكراً كبيراً لمعالي د. عبد العزيز خوجة وشكرا لأخي الزميل الكبير في الصحيفة د. فهد آل عقران ولرئيس وأعضاء مجلس الإدارة للمؤسسة بمبادرتهم وأهنئهم على هذا الفوز بقلم الوطن المخلص . هنا ونحن في هذه الروح نركّز لنتحدث بهدوء ناضج على حقيقة مهمة جداً للغاية أقول بلا تردد إن خطاب الملك الأخير في قرارات جدة أكدتها ما هي ..؟ إنها العلاقة الحيوية الأكيدة بين حرية وسقف التعبير في الصحافة الوطنية وبين الحرب على الفساد فبكل جلاء أثبتت لنا الأحداث وكفاح الملك المتكرر واصطدام قرارت الإصلاح بواقع خلقه ذلك الفساد من أن القلم الوطني الصحفي الذي يوجّه حربة سلاحه الإعلامي لرفع سقف الحقوق الوطنية وتعزيز وصول المستحق للفرد وزيادة نصيبه من الثروة مع التركيز على مصادر تسريب المال العام أو عرقلة قرارات الحرية الفردية وحقوق الناس في الجهات الأمنية والقضائية وغيرها، كل ذلك إنما هو برنامج إسناد رئيسي لقرارات الإصلاح، وهي حين تنتشر في الصحافة الوطنية فهي تخلق برنامج توعية شاملا يُثقّف المواطن في كل المسارات بحقوقه المتعدى عليها، ويُشعر المسؤول المتعدي حقوقياً أو تنموياً بأن الصحافة الوطنية في خطها الإصلاحي تسير جنباً إلى جنب مع المشروع الإصلاحي وتتناقل هموم النّاس وتترصد أين أحبطوا في هذه المؤسسة الحكومية التنموية أو الاجتماعية أو الاقتصادية فيدرك أو تدرك المؤسسة المقصرة أنّ هناك ضريبة عليهم أن يسددوها وأسئلة يجب أن يجيبوا عليها ...لماذا انتهك حق المواطن في ماله أو شخصيته أو حريته ..؟. وهذا بالضبط هو برنامج الإسناد للمشاريع الإصلاحية في حركة المجتمع الإنساني المعاصر، ثانياً: إنّ المواطن حين يستشعر أنّ الإعلام يحمل قضيته فتتفاعل ثم تنجح قراراً أو تركيزاً على جهة الانتهاك والتقصير، فهو يتعزز في وحدته مع الوطن وقرارات القيادة ويخرج من دائرة الإحباط، لذلك فإن الإصلاح الصحفي ضرورة وليس حاجة للإصلاح الوطني فقط، وحينما تنخفض المساحة المطلوبة تتحول الحالة الصحفية إلى سبق متوحش ينهش في الجسم الوطني ووحدته ويتسلل إلى قضايا جدلية عبثية تُشبع غرائز الصراع بين أطياف الوطن ومناطقه وتعبئهم، فتصير أداة إفسادٍ للعلائق الوطنية وللجدليات العبثية وكأنما هي تتصادم مع مسيرة الوحدة والإصلاح الحقوقي والتنموي الضرورية لبلادنا . إنني ارجو مخلصا أن ننطلق في تنافس مشروع نحو هذا الإصلاح الصحفي لتقوية مشروعنا الوطني الإصلاحي وبلا شك فإننا نحتاج من المسؤول دعما كبيرا في هذا الاتجاه لتعبر السفينة وتستوي على الجودي، وأعود وأؤكد دعوتي التي كررتها في هذه الصحيفة من ضرورة تأسيس رابطة كتاب الرأي لمن يؤمنون بهذا التوجه من كل الأطياف والمناطق خاصة بعد أن تأكد المؤكد ونقولها باحترام بالغ أن هيئة الصحفيين لم تعد ومنذ تأسيسها إلا مجلس علاقات عامة وبروتوكولا لاحتياجات الوفود المستضافة والجوائز، وهذه قضية تخص الهيئة وبعض الفعاليات الرسمية لكن العلاقات الصحفية بين الكتاب والإصلاح الوطني لها شأن آخر لم ولا أعتقد أنه سيولد في هذه الهيئة، وأعتقد أن مؤسسات وزارة الثقافة والإعلام المتعددة بإمكانها أن تستضيف ندوات حول هذه الفكرة التي شاركني فيها بعض الزملاء قديما لتتطور إلى واقع تنفيذي.