محمد بن عبدالله المشوح - عكاظ السعودية بهذه العبارة أجزم أنها صدحت أروقة وأسقف وجدران وساحات قصر الحكم في الرياض الذي تاق شهورا لذلك الصوت الذي لا يهدأ حين يدلف «سلمان بن عبدالعزيز» إلى ساحة قصر الحكم مع ساعات الصباح الأولى. في عشق فريد ونادر للرياض والوطن أفنى منها ساعات عمره وقضى زهرة حياته وشبابه في السعي لحاجات الناس والنظر في أمور وشؤون المواطنين ليس في الرياض فحسب بل حتى من مناطق المملكة المختلفة حيث يجدون في سلمان بن عبدالعزيز الأب والأخ والصديق وولي الأمر. بل بلغ بالبعض أن يأخذ ويستأذن سموه الكريم في خصوصيات عائلية وشؤون شخصية لما يحظى به حفظه الله من محبة وتقدير لا نظير له. لم أستغرب وغيري أن ينال سموه شيء من التعب والإرهاق لظهره وهو الذي يقضي أكثر من ثماني ساعات متواصلة على مكتبه متناسيا صحته الغالية في سبيل خدمة الوطن والمواطن. إنه مجلس سلمان بن عبدالعزيز الذي أصبح أحد المعالم المهمة في الرياض كما غدت الرياض معلما في العالم تستحق الزيارة والقصد والإقامة. وإذا كانت العديد من الدراسات والبحوث والمقالات قد تناولت سياسة الباب المفتوح التي درج عليها ولاة الأمر في هذه البلاد حفظهم الله منذ عهد الملك عبدالعزيز رحمه الله وكل أبنائه الملوك البررة إلا أن مجلس سلمان بن عبدالعزيز يبدو مختلفا في كل شيء حتى بساطة الاستقبال والدخول وعرض الحاجة بلا تكلف أو عناء. ليس سرا أن كثيرا من المشكلات العالقة والقضايا الشائكة حلت وانتهت بمجرد ذكر اسم سلمان ابن عبدالعزيز. فالتلويح بعرض الأمر عليه كاف لدى الكثيرين لإنهاء المشكلة والقبول بالحلول المعتدلة. كيف لا وهو يدلج ويدلف إليه الفقير والغني والمحتاج واليتيم وهو يرعى ويؤسس ويتبنى جمعيات منذ خمسين عاما. التقيت بفضيلة الشيخ عبدالعزيز المسند رحمه الله لقاء مطولا عن مسيرة حياته وخصصت الحديث عن جمعية البر فحكى لي قصتها التي بدأت مع سلمان بن عبدالعزيز الذي رعاها فكرة ثم تعاهدها بسقيه ودعمه طيلة أكثر من أربعين عاما. لن أسرد أسماء عديدة لجمعيات ومؤسسات لها مع سموه قصة ابتداء بدت سامقة شامخة. أما فطنة الحاكم ودهاء الأمير وذاكرته التي لا تسمح للمتلاعبين بالتجاوز أو المناورين بالمرور فهي تمثل مدرسة أخرى في الإدارة والحزم من غير عنف أو قسوة تحمل معها عطفا وابتسامة تصل كثيرا إلى الدمعة حينما يتعلق الأمر بمظلمة أو يتيم أو فقير أو حق مفقود من غير لين أو ضعف. إنها إمارة العدل والإنصاف في الرياض التي تحتل أنموذجا مثاليا للحكم في هذه البلاد. لقد التقيت قبل أيام بعدد من المثقفين في بيروت وكانوا يتحدثون بإجماع تام عن جمال الرياض وإبداع الأمير سلمان في صناعة هذه المدينة العصرية التي لا تكاد تهدأ نشاطا في ليل أو نهار.. الجميع يتحدثون عن القدرة الإدارية في حسن الإدارة رغم تعدد المسؤوليات وعبء الأمانة مع ما أكرمه الله به من شيم إنسانية وعطف أبوي وخلق فريد. أما قصة عشق العلم ومحبة الثقافة وإمارة التاريخ التي انتهت إليه فلا يصدق من يستمع إليه المعرفة الدقيقة بأحداث المملكة وقصة وحدتها ومعرفة الشخصيات والرجالات وحفظ السنين والوقائع والأخبار. فضلا عن الهوى المتين مع القراءة التي جعلت منه مثقفا متميزا، فالجميع يطمحون إلى الاستماع إليه وإلى رؤاه، وإلى ما تختزنه ذاكرته الثقافية الفريدة. ولتهنأ الرياض بك يا أمير العلم والثقافة.