إن ما حدث لمدبرة البيت الإندونيسية (سوماياتي) على يد امرأة سعودية في المدينةالمنورة، يندرج تحت مسمى وقوع إنسان بيد شخصية مريضة نفسيا تتلذذ بتعذيب الآخرين، وهذا ما يسمى في علم النفس (الشخصية السادية). يندرج أيضا أي ما حدث لمدبرة البيت المسكينة تحت ما يسمى بالحالات النادرة والموجودة في كل مجتمع في العالم، فهناك في كل مجتمع شخصية سادية تتمتع بتعذيب الآخر، وفي النهاية تتم إحالة تلك الشخصية للسجن في مستشفى الأمراض العقلية لعزلها عن المجتمع بصفتها شخصية مجرمة ومريضة في آن واحد. من هذا المنظور يمكن القول: إن النادر لا يقاس عليه، لكن لدينا هنا كتاب مقالات يمكن تسميتهم بالانتهازيين، الذين يستغلون ما هو نادر ليضعوا أنفسهم على مقصلة الصيت الحسن، وأنهم شخصيات رائعة لا غبار عليها، كما فعل كاتبا جريدة الوطن علي الموسى وتركي الدخيل. فالموسى أرسل خطابين في مقاله؛ واحد يعتذر من الخادمة التي أكد أنها أخته الشقيقة، والآخر للشعب الإندونيسي يعتذر عما بدر من امرأة المدينةالمنورة، ويؤكد أن الإنسان هو الإنسان في أي مكان. هو أيضا أي الموسى كتب ذات مرة مقالا يقول فيه: «أنا أول عنصري في مسألة الزواج والنسب مثالا، وسأعترف أنني أورث هذا وصية لأبنائي ودستور حياة»، فكيف يمكن له أن يعلم المجتمع عدم العنصرية وهو يورثها لأبنائه؟ ولماذا لم يعتذر للسعوديين الذين لا ينتمون لنسبه، من باب الضمير الإنساني الذي يتحدث عنه مع الشعب الإندونيسي؟. في الطرف الآخر كتب تركي الدخيل يدفعنا للتخيل، إذ يقول: «تخيلوا أن النساء الخادمات هن بناتكم، هل سترضون بأن يعاملن كما تعاملون خادمتكم الآن؟». هو أيضا أي الدخيل من شارك بفيلم (أوباما أطلق حميدان) وطالب رئيس أمريكا بفك حميدان، ولم يسأل حميدان: «لماذا لم تعط الخادمة إجازة أسبوعية، وتسحب جواز سفرها؟». إن أجمل ما في الانتهازية (القبيحة)، أنها ورغم ذكاء الانتهازي إلا أنها تكشف تناقضاته سريعا، وتعريه تماما، وكأنها تقول لهم: «مهما كان عدد الآيات المقدسة التي تتلوها، والتي تعظ بها، ما قيمتها إن كنت أنت لا تعمل بها؟».