بعد قراءتي لقصة العراك بين شخصين في أحد مساجد حائل، لا أزال غير مستوعب وعلى غير قناعة بأن شخصين دخلا المسجد الذي هو بيت الله من أجل أداء صلاة مفروضة فنشب كل منهما في حلق صاحبه.. وانتهى بهما المطاف إلى الشرطة.. كم هي مسكينة ومنهكة هذه الشرطة.. في النظام الاجتماعي استحدثوها لوضع حد ضد الخارجين عن القانون والنظام، ومن الصعوبة على ضابط خفر مثلا أن يباشر قضية على هذا النحو ما لم تكن هناك جناية أو بعض الجناية كأن يسقط سن أحدهما وما يندرج فيه وإليه بحسب التقرير الطبي.. وباستثناء ما سبق ذكره فالمساجد هي بيوت الله.. ومن غير اللائق أن يقصد المسلم بيت الله طالبا منه الرحمة والعفو والغفران، ويأتي في المسجد عملا نقيضا لما ذهب بقناعته وإيمانه من أجله.. ها نحن أمام ثقافة المناكفات ويفترض على من تقع عليه عهدة الرأي السديد النأي بالمسجد عن جدال لا علاقة للمسجد به مع تطبيق عقوبة الإساءة إلى المكان بوصفه دار عبادة، لا مكان تثار فيه الخصومة والجدال بتوابع التشويش على المصلين.. إنها نظرية بسيطة جدا ولا تحتاج إلى ورشة عمل ولا جهد فكري لاستنباط ما يأتي بطيها من أحكام، ومع ذلك ربما يلقي طرف باللائمة على طرف آخر بدعوى أنه استفزه لدرجة أنه لم يترك له مطلقا ممارسة الخيار البديل..