عضوان الأحمري - الوطن السعودية أكثر من 30 متحدثاً ومتحدثة، اكتفى أكثر من 1000 شخص من الحضور في مؤتمر العلاقات العربية الأمريكية بالتصفيق لهم جلوساً، حتى كان اليوم الثاني وأتى دور الأمير تركي الفيصل بالحديث، فصارح الجميع بالسياسة الأمريكية ودورها السلبي تجاه القضية الفلسطينية، والدور المعتم الذي تقوم به الفضائيات الأمريكية انحيازاً لإسرائيل. أكثر من محور تطرق له الفيصل في حديثه، وبعد انتهائه لم يكتف الأمريكيون وحضور آخرون من جنسيات أخرى بالتصفيق جلوساً، بل وقفوا له وصفقوا بحرارة. لم يجد رئيس الجلسة التي تلي كلمة الفيصل إلا إرسال كلمات الرجاء للحضور بالتزام مقاعدهم بعد أن حاصروا الأمير تركي طلباً لالتقاط الصور التذكارية معهم. الأمير تركي في صراحته هو خليفة والده الملك فيصل بن عبدالعزيز، والذي صارح الغرب والعرب بكل شيء، فكانت جماهيريته ومحبته وشعبيته، والأمير تركي حين كان يتحدث قام بسرد معلومات وتفاصيل لم يتردد لحظة واحدة في إضفاء كل صفة تستحقها تلك المعلومة أو تلك التفاصيل، فقد وصف احتلال العراق بالدموي ووصف دور جورج بوش في القضية الفلسطينية بالتدميري لجهود العرب وخصوصاً الملك عبدالله. لماذا يستحي العرب من المجاملة؟ كان بالإمكان أن يقوم الأمير تركي بمجاملة السفير الأمريكي لدى المملكة جيمس سميث والذي سبقه بالحديث إيجاباً، لكن الحقيقة والزمن والموقف تقتضي المصارحة وكشف الأوراق التي يخجل العرب من كشفها ويسبقهم الغرب في طرحها. يتحدث كثير من الأمريكيين في واشنطن عن أن هناك أزمة حقيقية مع العرب والمسلمين، تكمن في غياب المتحدثين المسلمين في القنوات الأمريكية حين تكون القضايا تتعلق بالإرهاب مثلاً. لأن الدفاع مطلوب، ومسألة الغرور والتعالي في الرد قد أكل الدهر عليها وشرب، فإما أن نواجه الحقائق ونتحدث بما لدينا، أو لنرضى بالهجوم من هنا وهناك. تركي الفيصل يعيد الزمن للوراء كثيراً، ولكن بشكل إيجابي، ولعل هذا المقطع للملك فيصل يشرح الكثير مما ورثه الدبلوماسي الأمير والمثقف تركي من أبيه فيصل. http://www.youtube.com/watch?v=pSMjTKpLqXk