نصح الأمير تركي الفيصل، السفير السعودي السابق في واشنطن والقائد السابق للاستخبارات في الرياض الدبلوماسيين السعوديين بعدم مصافحة أي إسرائيلي، وذلك في أعقاب الجدل الذي دار إثر مصافحته نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني آيالون، في مؤتمر دولي بميونخ. ولكن الفيصل رفض إبداء الندم على ما جرى، قائلاً إنه إن عاد لتاريخه المهني، "فسيندم على مصافحة العديدين أثناء عمله الدبلوماسي والاستخباراتي،" وردد المثل الشعبي السعودي "المرجلة تحضر وتغيب،" وربما غاب عنه تبني الموقف المناسب في تلك الحادثة. وفي معرض حديثه أمام منسوبين ومنسوبات من وزارة الخارجية في الرياض، ضمن لقاء المعرفة الشهري، تحدث الفيصل عن قوة العلاقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وتناول قضية مصافحة أيالون قائلا إنها "تمت كما شاهدها الجميع بعد طلب من المسؤول الإسرائيلي مما اضطرني إلى مصافحته على اعتبار أني لا أمثل السعودية وأن المصافحة لا تعني شيئا." وأضاف الأمير السعودي: "كان من الممكن أن ألتفت إلى الجمهور وأقول له إن هذا من دولة استولت على بلادنا هل يجب أن أصافحه، وأنا لا أنصح أي دبلوماسي سعودي أن يصافح أي إسرائيلي، وفقاً لما أوردته صحيفة الوطن. أما صحيفة عكاظ، فقد أوردت الحادثة بالتفاصيل عينها، مضيفة أن الفيصل أعرب عن عدم نيته تسجيل خبرته العملية اقتداء بوالده، الذي رفض تدوين مذكراته بحجة أنها "لن تبقي لديه أصدقاء." من جانبها، اكتفت وزارة الخارجية السعودية ووكالة الأنباء الرسمية بإيراد خبر مقتضب عن حديث الفيصل، لم تشيرا فيه إلى قضية المصافحة، وقالتا إنه "حض منسوبي وزارة الخارجية على الاجتهاد في مواجهة الصعاب مشيراً أن العمل الدبلوماسي عمل يحتاج إلى الصبر وسعة الأفق." وتعود تفاصيل القضية إلى السابع من فبراير/شباط الماضي، عندما ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن الفيصل صافح أيالون بعدما تجنب الأمير السعودي المشاركة إلى جانب الأخير في لجنة حول أمن الشرق الأوسط، ضمن مؤتمر دولي بميونخ، مما أثار حفيظة المسؤول الإسرائيلي تلاها "استنكار أميركي حاد" لتصرف الفيصل. وتعمد أيالون في مستهل مشاركته بالندوة إلى "إحراج" الفيصل بالقول إن: "ما جرى هو عالم مصغر للصراع في الشرق الأوسط. فالعرب غير مستعدين للجلوس معنا والاعتراف بنا والتحدث إلينا،" وعقب السيناتور الأمريكي ليبرمان بالقول: "خاب ظني في السعوديين." وقال أيالون: "إذا لم يكن في الواقع هو (الأمير تركي الفيصل) الذي اعترض على وجودي هنا معه فأنني أدعوه لمصافحة يدي الممدودة"، فاقترب الأمير تركي من المنصة ونزل أيالون من عليها وتصافحا وسط تصفيق المشاركين، حسبما أوردت الصحيفة. عدت المصافحة أول "لقاء علني" بين شخصيات سعودية وإسرائيلية رفيعة، علماً أن رئيس المخابرات السعودي السابق والسفير السابق للسعودية في واشنطن ولندن لا يشغل منصبا رسميا في الوقت الحالي، لكنه يعتبر من الشخصيات المؤثرة ضمن العائلة الحاكمة. وعاد الفيصل ليقول إن المصافحة كانت "بادرة من أيالون للاعتذار عن إساءته للمملكة،" عبر اتهامها بعد دفع الأموال للحكومة الفلسطينية، داعياً إلى عدم التوسع في تفسير ما جرى، الأمر الذي سارع آيالون إلى نفيه لاحقاً، مؤكداً أنه لم يعتذر عمّا قاله حول الرياض.