ماهي حكاية تزايد أخبار الاختلاسات والرشاوى والتزوير في المحاكم ؟ لاشيء إنه من الطبيعي ان تكون الجرائم من عمل المحاكم وعرض مرتكبيها على عدالة المحكمة لتقتص منهم حق الله والعباد ، يبدو ان الامر يتطلب الكتابة مباشرة وعلى سطور الوضوح والابتعاد عن اخفاء الحقائق بين السطور ، العدالة شمس ساطعة بالحق تستحيل على المغيب ، والكتابة تجاوز في التحليل والتنبؤ ، لا يلجم جموحها الا الضمير الحريص على احترام البشر وحقوقهم ، لا أخفي عليكم ان هيبة المحكمة حاضرة في لحظة الكتابة هذه وتكاد تمنع كل حرف يدفعه الضمير لرسم صورة احتجاج على تجاوز حماة العدالة للعدالة، واستغلال هيبة المحكمة وقدسية احكامها لاقتسام الرشوة مع المرتشي وتبرئة الجناة ودعم قوة الظالم وكسر حق الضعيف ، هما قاضيا النار اللذان يعبثان بالحق تعلما الشرع لانتهاك الشرع، وفهما مقاصد الشريعة ليحققا مقاصدهما المادية ويكسبا ثواب اعمالهما في الدنيا بالعملة المحلية والصعبة ، وبعد انتفاخ البطون يأتي املهما بالله ان يجعل بالعمر متسعا من السنوات ويأمر بالتوبة التي تجب ما قبلها لتلتهم الحسنات السيئات وتزكي الرشوة الصدقات . هناك ملمح جميل وعادل يجب أن لا تخطئة عين ولا ضمير في اخبار انحرافات بعض القضاة وكتاب العدل ، وهو أن العدالة لدينا ممثلة في محاكمها ورجالها تلفظ كل متعدّ على حق ولو كان من اهل الدار ، والا كيف علمنا بأمر هؤلاء المعتدين وجرائمهم ، وبهذه الاخبار طمأنة عادلة على سلامة الجسد القضائي وحمايته من عقوق بعض أبنائه وتجاوزاتهم الدنيئة بدناءة جرمهم الناضح بضعف نفوسهم وخبث ضمائرهم التي فضحت سلطة النشر – الصحافة - قبيح اعمالهم ولعلهم بعد ذلك يتعظون ليندموا على احراق صفحات علمهم الذي كانوا به يحكمون . نشاط النشر لمثل تلك الاخبار يعني شيئا واحدا لا اكثر هو سلامة ضمير المجتمع ووعي المؤسسات الامنية والقضائية التى ترى ان عملية النشرهي جزء من العقاب وتوعية الجمهور وتوجيه عجلة النشر باتجاه التنمية المحمية بعدالة النظام والاجراءات ، النشر هو رأس المال الحقيقي للصحافة ، ومتى ما امتلأت صفحاتها بالاخبار الايجابية فذلك يعني ان الناس الطيبين بعيدون عن الحياة العامة ، وسلبية الاخبار لا تعني فساد المجتمع ومؤسساته بل هو العكس تماما كما انه دليل واقعي على ارتقاء المجتمع وتحضره.. لا قدسية ولا حصانة الا للحق الذي تعرف به الرجال ولا يعرف بها ، والستر قد يكون محببا ومحمودا في حال خطأ الانسان على ذاته او في امر يكون الصلح والاتفاق هدف المتخاصمين ولا يسقط حق ولا يهز هيبة نظام ، ولا يترتب عليه حقوق للبلاد والعباد ، هنا يكون الامتناع عن النشر مطلبا يحقق هدف النشر الذي هو البحث عن الحقيقة والاستقرار ، وإن تتبع اخبار حراس العدالة الهدف منه ، فضح قاضيْ جهنم ، لتبقى العدالة وقاضيها نبراسا مضيئا في الارض بنور السماء وشريعته .