يقول الدكتور عبدالقادر القط : “والحركة الوجدانية حركة ايجابية تقوم في جوهرها على فرحة الفرد باكتشاف ذاته بعد أن ظلت ضائعة مقهورة.. وتطلعه إلى المثل الإنسانية العليا في حرية وكرامة وعدالة وعفة، وعشق للجمال والكمال..”اه. وهذه مختارات من أبيات شعرية حملت اتجاهاً وجدانياً في أدبنا العربي المعاصر، أحسب ان في قراءتها وتأملها ما يعين النفس على كبد الحياة ومرارة الأيام وغربة الطريق: إذا لم تكن لي آسيا أو مؤاسياً فلا تك لواماً، وذرني وما بيا فإني رأيتُ اللوم يذكي صبابتي كذاك عهد الزند بالقدح واريا ألا حبذا من سالف العيش ما مضى ويا حبذا لو كان يرجع ثانيا زمان كقلب الطفل صاف، وكالمنى لذيذ، ولكن كان كالحلم فانيا خليليَّ اعوام السرور دقائق وأيامه كادت تكون لياليا ومن ذا الذي يدرك من الشعراء ما ادركه محمود حسن اسماعيل في رائعته “حصاد القمر” رائية قرأتها عشرات المرات عجزت أن احفظها، وعجزت أن أرتوي منها، وفيها: قف مرة في سماء النيل واصغ الي محيَّرين سروا في الحقل وانتشروا قوم هم الدمع والآهات تحملها أقفاص عظم لهم من خطوها نُذُر كادتْ مناجلهم، والله مشربها بأس الحديد، من البأساء تنصهر جاسوا الحقول مساكينا، جلاببهم توراة بؤس عليها تقرأ العبر ونختم اختياراتنا بقصيدة الدكتور غازي القصيبي - رحمه الله - أغنية للخليج ومنها: خليج يا موجة بيضاء تنقلها اصابع الشوق من قلبي إلى بصري أعيذ وجهك ان تغزو ملامحه رغم العواصف إلا بسمة الظفر عهدته عربياً ما لوى فمه بلكنة هاجرتْ من شاطئ التتر عهدته عربياً ما غفا وصحا إلا على لغة الاعجاز والسور