يعتبر المطار بالنسبة لأية دولة في العالم واجهة حضارية لها، حتى ان المسافر قد يدخل مطارا في دولة نامية فقيرة ومحدودة الإمكانيات فيجد أمامه مطارا أنيقا منظما يقدم صورة حضارية يفتخر بها أبناء تلك الدولة ويوجد من المسافرين والسياح من يحضر إلى المطارات مبكرا قبل موعد سفره بساعات، لأنه يجد فيها صالات وأماكن للتسوق والراحة وتبادل أطراف الحديث وتناول الأطعمة والمرطبات، وكأن المطار مدينة سياحية متكاملة خلاف التسهيلات التقنية والنظامية والفنية التي يجدها المسافر في المطار عند تنقله من صالة إلى أخرى من مصاعد وسيور متحركة ولوحات ارشاد ومرافق نظيفة. وهذه الصورة العامة ربما تسود معظم مطارات العالم بغض النظر عن الوضع الاقتصادي في بعض الدول التي بها مطارات حديثة وأنيقة وإذا جئنا إلى مطاراتنا، فماذا نجد فيها مما ذكر آنفاً؟ إن الجواب المؤسف على مثل هذا السؤال ان بعض مطاراتنا التي نطلق عليها مطار دولي تفتقد إلى العديد من المزايا التي تجعلها واجهة حضارية، بل إن من أكثر ما يحمله المسافر من هموم هو حال بعض المطارات ابتداء من الدخول اليها حتى الصعود إلى الطائرة فلا صالات منظمة واسعة مريحة، ولا خدمات مناسبة ولا شيء مما هو موجود في المطارات الحديثة يمكن مشاهدته، بل إن السيور التي تنقل الحقائب تتعطل وتفريغ الطائرات يتأخر والصعود إلى الطائرة يتم بوسائل بدائية حتى وصل الأمر في الآونة الأخيرة إلى الحد الذي لا يجد فيه المسافر أو القادم عربة تنقل عفشه، بمقابل أو بدون مقابل، خلاف الصعوبات التي تواجه قاصد بوابة المطار من مداخل ضيقة وفوضى في المواقف وغيرها من الأمور التي تحول السفر من متعة إلى مشقة، وتحول أي مطار يفتقد إلى المزايا الحضارية المنوه عنها إلى واجهة غير حضارية تسيء إلى سمعة البلد الذي ينتمي إليه ذلك المطار. أما الخطوط السعودية فإنها هي الأخيرة اصيبت بعدوى الفوضى التي تعاني منها بعض مطاراتنا، حتى وصلت هذه العدوى إلى مكاتب السعودية في الخارج، التي يكتفي بعض مدرائها بالجلوس في المكتب وترك الحبل على الغارب للموظفين الذين يكونون من أبناء دولة المقر حتى يرى المسافر السعودي وغير السعودي في الرحلات المتوجهة إلى المملكة العجب العجاب من تعامل صنف وتصرفات ينتج عنها انصراف المسافرين بمن فيهم أبناء الوطن عن استخدام خطوطهم السعودية إلى غيرها من الخطوط المتوجهة إلى المملكة، خصوصا في مكاتب الخطوط السعودية الموجودة في بعض الدول التي يواجه المسافر السعودي وغير السعودي فيها ممارسات ترجع على الخطوط السعودية وسمعتها باعتبارها الناقل الوطني الأكبر لدولة عظيمة مثل المملكة العربية السعودية، حتى بات المسافرون يقارنون الخطوط السعودية وخطوط تابعة لدول صغيرة فتترجح خطوط تلك الدول عدة مرات وذلك مما يملأ النفس أسفاً وألماً خاصة بعض ان كانت الخطوط السعودية في يوم من الأيام ملء السمع والبصر على مستوى العالم، أما في الحاضر فإن التراجع حصل حتى في مستوى الصيانة في الطائرة فتجد بعض المقاعد شاغرة، فتسأل عن السبب فيقال لك: انها غير صالحة للاستخدام لأنها معطلة المنافع، فهذا لا يتقدم وهذا لا يتأخر والثالث اذا رفعته لا ينخفض والرابع اذا جلست عليه اسقطك أرضاً والخامس سماعته لا تعمل أو ان طاولة الطعام تسقط عليك فجأة، أما دورات المياه في بعض الطائرات فهي مثل دورات المياه في المطارات حدث ولا حرج. فهل ما ذكر يليق بمطارات وخطوط نتمناها في بلادها العظيمة؟!! أترك الجواب على مثل هذا السؤال للمسؤولين في الطيران المدني والخطوط السعودية؟! [email protected]