قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجات الصائم القائم)، وقال: (وما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلقٍ حسن). فكما أن العبادات حسابها بين العبد وربه، إن شاء غفر كل تقصير فيها، فإن التعاملات حسابها بين العبد والعبد، والعبد لا يغفر لعبد. رغم التركيز الإعلامي الشديد –المبالغ فيه أحيانا- على نشر العبادات والعقيدة ومسائل التوحيد، نجد الترهل (الواضح) في الجانب التوعوي الخاص بالتعاملات. وقد نتج عن هذا (التركيز) و(الترهل)، تناقض في شخصية المجتمع. على سبيل المثال، من أجل اللحاق بصلاة العصر، قد يقطع الفرد إشارة المرور، ويتجاوز السرعة القانونية، ويقف في مكان ممنوع الوقوف... وهو على يقين بأن ما قام به من سلوكيات همجية، كلها مبررة أمام الهدف الأسمى.. (العبادة). المطلوب هو أن تتبنى وزارة الثقافة والإعلام فكرة فتح قناة راقية وعلى مستوى عال، مهمتها نشر الفضيلة فقط، بعيدا عن العبادات والعقيدة والتوحيد. فالفضيلة سلوك إنساني راق، وهو الغاية التي تنشدها كافة الأديان السماوية والمعتقدات الوضعية. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم تبني فكرة (قناة الفضيلة) تحت إشراف علماء نفس وعلماء اتصال وعلماء اجتماع.. بهدف تحسين سلوك الأفراد وتعريفهم بالقيم الإنسانية التي يتفق عليها أصحاب الأديان والملحدون على حد سواء. إن هذه القناة ستعمل بشكل كبير على تحقيق الغايات الأسمى للأديان وهي (الفضيلة)، كما أنها طريق مختصر وممهد وجذاب للتواصل بين الشعوب.. فالقيم الإنسانية واحدة والخصوصيات الأخلاقية واحدة أيضا، ولو تم التركيز عليها، لوجدنا كثيرا من أوجه الشبه بيننا وبين كل شعوب العالم.