عبدالله الجعيثن - الرياض السعودية لا يوجد أسوأ من الندم على ما فات لأنه يحرق الأعصاب ويدمر العقول ويفقد صاحبه القدرة على التمييز واتخاذ القرار الصحيح، وأكبر مثير للحسرة والندم هو كلمة واحدة بغيضة ومريضة وهي كلمة (لو..) فهي تفتح لصاحبها باب مستشفى المجانين إذا استسلم لها وصار يرددها ويفكر فيها وفي نتائجها (لو) أنه عمل كذا بدل كذا، وقد ورد في الحديث الشريف «ولا تقل لو فإن لو تفتح عمل الشيطان» ما أروع البيان البنوي وأبلغه وأنفعه في الدنيا والدين.. إن طبيعة العمل في سوق الأسهم تتعارض مع مفهوم (لو..) تماماً، فالسوق عرضة للتقلبات والمفاجآت دائماً، ولو ثابتة لا تتغير لأنها أصلاً جوفاء بلا معنى فهي مجرد نبات شيطاني سامّ.. إن العاقل يعرف أن أسواق الأسهم تتقلب كالحية الرقطاء لهذا لا يعجب ولا يستغرب أن ينخفض ما اشتراه، أو يرتفع ما باعه، أو تتغير الأمور بسرعة عجيبة، فهو يعرف طبيعة السوق ويتعامل معها على أساس هذه الطبيعة فلا يتفاجأ بمتغيراتها وتقلباتها بل يتوقع منها أكثر، ويتداول بعد أن يستقصي جهده في البحث واختيار أفضل الأسهم ثم يطمئن ولا يقلق ولا تعرف (لو) السامة طريقها إلى قلبه أو لسانه، ولا يلوم نفسه لأنه قد بذل جهده كله، ولا يلام المرء بعد اجتهاده..