سؤال عريض طرحته في أكثر من مجلس ومكان.. على الزملاء في العمل.. والأصدقاء.. وبعض الأقارب.. وعدد لا بأس به من الطلاب ومضمون السؤال "ما أسوأ قرار اتخذته في حياتك وندمتَ عليه ؟وكيف تعاملت مع نتائج هذا القرار.. وهل استفدت من النتائج لتصحيح مسار حياتك؟". لا أخفيكم ودون مبالغة أن درجة الاحتفاء بهذا السؤال كانت كبيرة جدا.. واتسمت الإجابات بكثيرمن الصراحة.. ورأى البعض أن هناك أكثر من قرار سيئ اتخذه وندم عليه.. فيما ذهب آخرون إلى أنهم أصبحوا لا يتذكرون من كثرة القرارات السيئة التي اتخذوها.. ومالت فئة قليلة جدا إلى التأكيد على أنها لم تتخذ بعد قرارات من تلك النوعية التي قد تضعها في محطة الندم أو الحسرة. تركزت تلك القرارات السيئة والتي أورثت الندامة في نفوس متخذيها في مجالات منها:الدراسة.. والعمل.. والزواج.. والعلاقات الزوجية.. وتجارة الأسهم.. واليكم فيما يأتي خلاصة لأهم الإجابات: @ أسوأ قرار اتخذته أنني سافرت لأهلي رغماًعن زوجي مما أدى إلى حدوث مشاكل كثيرة لازلت أعيش فيها حتى اليوم.. وأخرى ندمت على قرار التخلي عن البيت والانفصال عن زوجها.. وتقول إحداهن إنني ندمت على الزواج مبكرا.. وتضيف أخرى أنها لازالت نادمة على قرار الزواج.. والأخرى ترى أن أسوأ قرار بالنسبة لها ولازالت تعيش آثاره المرة قبولها بالسكن عند أهل زوجها. @ أحدهم يرى أن أسوأ قرار ارتكبه تسرعه الذي أدى إلى إضاعته فرصة مواصلة الدراسات العليا.. وآخر ندم على أنه ترك الدراسة.. وثالث تحسر على تغيير تخصصه في الجامعة.. أو ذاك الذي يرى أنه قد أخطأ كثيرا حين قرر دخول تخصص غير مناسب ولايتواءم مع قدراته. @ هناك فئة غير قليلة من الذين أجابوا عن سؤالي لازالوا يندبون حظهم الذي قادهم لمهنة التعليم.. أو من رأى سوء تقديره في أكبر خطأ ارتكبه عندما قبل بأن يكون مدير مدرسة ثانوية. @ آخرون أبدوا استياءهم من قراراتهم الخاطئة في المجال التجاري ويعبر أحدهم بحسرة فيقول: وضعت كل ثروتي في سوق الأسهم فخرجت صفر اليدين!ولازلت إلى يومي أندب حظي العاثر. الجميع اتفقوا على أن تلك القرارات قد أثرت على مجرى حياتهم، ومنهم من لازال يعيش آثار تلك القرارات ولم يتمكن من تجاوزها.. وهناك من أكد على أنه برغم تأثير تلك القرارات إلا أنه حاول التكيف معها والتصحيح ما أمكن.. أما فئة قليلة فذهبت إلى أنها قد تعاملت بعقلانية ومنطقية مع النتائج.. وبادرت وقبل أن يمضي الوقت إلى تصحيح المسار. لو أمعنا النظر ودققنا في مسيرتنا الحياتية سنجد أننا قد اتخذنا الكثير من القرارات الخاطئة.. وأن هناك قرارات قد تعدت مرحلة الخطأ إلى السوء وأثرت كثيرا في ضياع كم هائل من الفرص الثمينة والذهبية وربما الألماسية.. والسبب يعود لضعف التوجيه والإرشاد في الأسرة ثم المدرسة.. وغياب التوعية بالفرص المتاحة والبدائل المتعددة.. وضعف قدراتنا في حل المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة واختيار البديل الأفضل بعد دراسة كافة البدائل والمجازفة غالبا في اتخاذ قرارات مصيرية دون دراسة وتروّ وطلب المشورة من أهل الرأي والاختصاص. بقى أن أسألك نفس السؤال "ما أسوأ قرار اتخذته وندمتَ عليه".. بطبيعة الحال الإجابة اختيارية.