سعد بن جمهور السهيمي - الاقتصادية السعودية تقوم بعض المساجد في بلادنا بمبادرات إيجابية متمثلة في فتح مواقع لها على الإنترنت بغية تطوير عملها وتقديم أنشطتها وبرامجها إلكترونيا، وقد خطا في هذا الطريق عدة مساجد، كنت قد تحدثت عن بعض منها في مقالات سابقة، وكان لهذه المساجد تجارب ناجحة في خطواتها التي نفع الله بها كثيرا. ولعل من أهم الأمور التي تركز عليها تلك المساجد تعليم القرآن الكريم ونشر الدروس العلمية، وقد تحققت منها فوائد عظيمة من واقع متابعة لبعض أنشطة هذه المساجد الإلكترونية عبر شبكة الإنترنت. وكما هو معلوم فإن الأفكار الرائدة تبدأ صغيرة ثم تكبر لكنها لا تنتهي ولا تقف عند حد لمن كان لديه الإصرار والعزيمة، وتصبح أكثر اهتماما لدى الناس عندما تقدم رسالتها على أحسن وجه وتستهدف نشر الخير، ولذا ليس غريبا أن نجد ونلمس أن التواصل بينها وبين المتصفحين عبر شبكة الإنترنت كبير حتى أن موقع مثل جامع شيخ الإسلام ابن تيمية وصل عدد زواره إلى (14017921 زائرا) وهو رقم كبير يوضح حجم الإقبال على مثل هذه المواقع التي تسعى لتحقيق الفائدة للناس، ويطلع عليه المسلمون من أجناس شتى لما يحتوي عليه من مواد علمية نافعة منها الدروس المباشرة أثناء إقامة الدورات الصيفية ولعل آخرها الدورة التي أقيمت صيف هذا العام، فمثل هذه المواقع المفيدة تحتاج إلى الدعم المعنوي لتواصل رسالتها في عالم أصبح قرية واحدة، متواصلة وتبشر بخير كثير. التجربة تحتاج إلى دعم لذا فإننا نأمل من وزارة الشؤون الإسلامية وهي الجهة المشرفة على المساجد ولها اطلاع دون شك على هذه المواقع أن تشجع مساجد أخرى على دخول هذه التجربة ما دام أنها هي المشرفة عبر فروعها على مثل هذه المواقع لأن التجربة تحتاج إلى دعم الوزارة معنويا وماليا حتى تواصل المساجد رسالتها، ويكون ذلك باختيار الوزارة لبعض المساجد التي ترى أنها يمكن أن تدخل التجربة من حيث انتهى سابقوها لتختصر الطريق ويتم عن طريقها تطبيق فكرة المسجد الإلكتروني الشاملة التي يستفيد منها أبناء الحي والمجتمع برمته، فالهدف الأول للمسجد الإلكتروني أن يربط المصلين بالمسجد والحي مما يسهم في تقوية العلاقة بشكل أكبر بين المسجد ورواده وهو الذي يناديهم يوميا للصلاة فيه، والنداء الآخر على شبكة الإنترنت لمتابعة البرامج والتفاعل معها ومتابعة الجديد فيها، يضاف إلى ذلك تجميع أفكارهم وبلورتها لتكون مفيدة للمسجد ومرتاديه حتى يكون لها أثر إيجابي عليهم في المستقبل ولا سيما أن كل مسجد إلكتروني ينبغي أن يكون نسيجاً متفرداً يعبر عن خصوصية المكان والبشر واحتياجاتهم الحقيقية، يؤدي فيه كل مسلم واجبه الدعوي تجاه أبناء مجتمعه من رواد المسجد مباشرة مما يساعد على القيام بالدور الدعوي بشكل يحقق الفائدة المرجوة، خاصة أن المساجد في غير بلادنا مؤسسات متكاملة وهذا ما نحتاج إلى أن يتم التركيز عليه عند إنشاء المساجد الكبيرة لتكون منارة كبيرة ينتشر من خلالها الخير.