ضيوف الملك من أوروبا يزورون معالم المدينة    انقاذ طفله من انسداد كلي للشرايين الرؤية مع جلطة لطفلة في الأحساء    فيصل بن بندر يرعى حفل الزواج الجماعي الثامن بجمعية إنسان.. الأحد المقبل    المملكة واليمن تتفقان على تأسيس 3 شركات للطاقة والاتصالات والمعارض    اليوم العالمي للغة العربية يؤكد أهمية اللغة العربية في تشكيل الهوية والثقافة العربية    "الوعلان للتجارة" تفتتح في الرياض مركز "رينو" المتكامل لخدمات الصيانة العصرية    الصحة تحيل 5 ممارسين صحيين للجهات المختصة بسبب مخالفات مهنية    قمر التربيع الأخير يزين السماء .. اليوم    القبض على ثلاثة مقيمين لترويجهم مادتي الامفيتامين والميثامفيتامين المخدرتين بتبوك    نائب وزير الخارجية يفتتح القسم القنصلي بسفارة المملكة في السودان    "سعود الطبية": استئصال ورم يزن خمسة كيلوغرامات من المعدة والقولون لأربعيني    تنفيذ حكم القتل بحق مواطنيْن بتهم الخيانة والانضمام لكيانات إرهابية    طقس بارد إلى شديد البرودة على معظم مناطق المملكة    أسمنت المنطقة الجنوبية توقع شراكة مع الهيئة الملكية وصلب ستيل لتعزيز التكامل الصناعي في جازان    اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر "المستجدات في أمراض الروماتيزم" في جدة    "مجدٍ مباري" احتفاءً بمرور 200 عام على تأسيس الدولة السعودية الثانية    إقبال جماهيري كبير في اليوم الثالث من ملتقى القراءة الدولي    إصابة 14 شخصاً في تل أبيب جراء صاروخ أطلق من اليمن    «عكاظ» تنشر توصيات اجتماع النواب العموم العرب في نيوم    التعادل يسيطر على مباريات الجولة الأولى في «خليجي 26»    «الأرصاد»: طقس «الشمالية» 4 تحت الصفر.. وثلوج على «اللوز»    ضبط 20,159 وافداً مخالفاً وترحيل 9,461    مدرب البحرين: رينارد مختلف عن مانشيني    فتيات الشباب يتربعن على قمة التايكوندو    «كنوز السعودية».. رحلة ثقافية تعيد تعريف الهوية الإعلامية للمملكة    وفد «هارفارد» يستكشف «جدة التاريخية»    حوار ثقافي سعودي عراقي في المجال الموسيقي    رينارد: مواجهة البحرين صعبة.. وهدفنا الكأس الخليجية    «مالك الحزين».. زائر شتوي يزين محمية الملك سلمان بتنوعها البيئي    200 فرصة في استثمر بالمدينة    «العالم الإسلامي»: ندين عملية الدهس في ألمانيا.. ونتضامن مع ذوي الضحايا    5 حقائق حول فيتامين «D» والاكتئاب    «يوتيوب» تكافح العناوين المضللة لمقاطع الفيديو    مدرب الكويت: عانينا من سوء الحظ    سمو ولي العهد يطمئن على صحة ملك المغرب    التعادل الإيجابي يحسم مواجهة الكويت وعُمان في افتتاح خليجي 26    السعودية أيقونة العطاء والتضامن الإنساني في العالم    الحربان العالميتان.. !    معرض وزارة الداخلية (واحة الأمن).. مسيرة أمن وازدهار وجودة حياة لكل الوطن    رحلة إبداعية    «موسم الدرعية».. احتفاء بالتاريخ والثقافة والفنون    رواية الحرب الخفيّة ضد السعوديين والسعودية    لمحات من حروب الإسلام    12 مليون زائر يشهدون أحداثاً استثنائية في «موسم الرياض»    رأس وفد المملكة في "ورشة العمل رفيعة المستوى".. وزير التجارة: تبنّى العالم المتزايد للرقمنة أحدث تحولاً في موثوقية التجارة    وزير الطاقة وثقافة الاعتذار للمستهلك    هل يجوز البيع بسعرين ؟!    وفاة مراهقة بالشيخوخة المبكرة    وصول طلائع الدفعة الثانية من ضيوف الملك للمدينة المنورة    أمير القصيم يرعى انطلاق ملتقى المكتبات    محمد بن ناصر يفتتح شاطئ ملكية جازان    ضيوف خادم الحرمين يشيدون بعناية المملكة بكتاب الله طباعة ونشرًا وتعليمًا    المركز الوطني للعمليات الأمنية يواصل استقباله زوار معرض (واحة الأمن)    الأمر بالمعروف في جازان تفعِّل المعرض التوعوي "ولاء" بالكلية التقنية    شيخ شمل قبائل الحسيني والنجوع يهنى القيادة الرشيدة بمناسبة افتتاح كورنيش الهيئة الملكية في بيش    الأمير محمد بن ناصر يفتتح شاطئ الهيئة الملكية بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية    السيسي: الاعتداءات تهدد وحدة وسيادة سورية    رئيس الوزراء العراقي يغادر العُلا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوم الوطن.. توحيد ورؤية
نشر في الرياض يوم 23 - 09 - 2024

سياسة المملكة منذ عهد التوحيد وحتى يومنا تسير باتجاه تصاعدي نحو البناء والتنمية والأمن والسلم والاستقرار الدولي والإقليمي
المملكة مازالت الداعم الأول للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية
المملكة قائدة العالم في العمل الإنساني
استقرار النظام السياسي مكّن المملكة أن تكون نموذجاً على المستوى الدولي
في 2030 سيكون لدينا محتوى محلي متقدم جداً
المملكة أنشأت مراكز لنشر الوسطية في المجتمع ومكافحة التطرف والإرهاب
تمكين المرأة والتوسيع الاقتصادي أمران شجعا على خفض البطالة إلى رقم تاريخي
المملكة تصنف ثالثة في الإنفاق العسكري
الملك عبدالعزيز جعل أمن وسلامة الحرمين الشريفين وخدمتهما في أولوية سياساته الداخلية
الاهتمام الأساسي للملك عبدالعزيز جمع الناس تحت راية واحدة
مسيرة البناء والتطوير نحو مستقبل مشرق
الملك عبدالعزيز صانع السلم الاجتماعي على الصعيد المحلي والعربي والدولي
تحت راية العز نمت هوية وطن سيف شاهد على أمجاد دولة تعلوه شهادة التوحيد دستورها، وسند قيامها (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وحدة تجسد تلاحم، وتروي سيرة مملكة ذات عمق تاريخي، وإرث حضاري، ودلالات من النماء، العطاء، والتلاحم الوطني، واليوم تطل ذكرى اليوم الوطني السعودي نستذكره بفخر كل عام مكلل باعتزازنا بهويتنا، وقيمنا الراسخة كشاهد على برهان النجاحات للمملكة، وتميزها بوجهها الحاضر والمستقبلي.
ندوة «الرياض» وبمناسبة الذكرى الرابعة والتسعين لليوم الوطني السعودي، تلقي الضوء على أهم المنجزات والشواهد التنموية في هذه الذكرى الوطنية العظيمة.
في بداية الندوة رحب رئيس التحرير سعادة أ. هاني وفا بالحضور، وقال: إن هذه الندوة التي دائماً ما تطرح موضوعات مهمة لمناقشتها ولعل أهمها موضوعها اليوم وهو اليوم الوطني (94) للمملكة العربية السعودية، حيث إن المملكة منذ تأسيسها وحتى يومنا الحاضر قد تغيرت تغيراً شاملاً في جميع المجالات، فمن الفرقة إلى التوحيد، ومن الخوف إلى الأمن، ومن الأمراض إلى الصحة، وغير ذلك، لذا فإن هذه المناسبة عزيزة على قلوبنا جميعاً، ونستذكرها في كل عام.. وضيوفنا الكرام سيثروا هذه الندوة بما لديهم عن هذه المناسبة العظيمة من معلومات وأحداث تاريخية ومعاصرة، ونتطلع أن تكون هذه الندوة ذات مضامين نوعية كما تعودنا عليها، وتطرح كل ما يهم قارئ «الرياض».
قالت الزميلة نوال:
نرحب اليوم بضيوف ندوة الرياض الكرام.. معالي السفير عبدالله المعلمي (مندوب المملكة العربية السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة سابقاً).. د. إبراهيم النحاس.. (عضو مجلس الشورى سابقاً؛ عضو هيئة التدريس بقسم العلوم السياسية - جامعة الملك سعود - محلل في الشأن السياسي). طلعت حافظ.. (كاتب اقتصادي وخبير مصرفي)، اللواء طيار ركن عبدالله القحطاني.. (لواء طيار ركن في القوات الجوية الملكية السعودية مختص بالشؤون العسكرية).. د. إسماعيل سلامات.. (باحث في علم الاجتماع البدوي والانثروبولوجيا)، عبدالعزيز الحسين.. (كاتب ومهتم بالشؤون الاجتماعية والإنسانية).
طرفة المطيري.. (سيدة أعمال) عبدالمحسن آل محمود.. (موجه ومرشد ديني في الأمن العام وخطيب جامع).. أمل العتيبي.. (باحثة دكتوراه في العمران السكني).
... ونرحب بالزملاء من جريدة «الرياض» وهم: رئيس تحرير جريدة الرياض الأستاذ هاني وفا، ومدير تحرير الشؤون الاقتصادية الأستاذ خالد الربيش، ونائب رئيس القسم الرياضي الأستاذ سليمان العساف، ومدير تحرير المحليات صالح الحماد، والزملاء المحررون ناصر العماش والمصور بندر بخش.
معالي السفير عبدالله المعلمي.. نسعد بأن ننقل
صورة المملكة الإيجابية الوثابة والمتدفقة حيوية إلى العالم أجمع!
وقالت الزميلة نوال الجبر: المملكة في يومها الوطني 94 للحديث عن مسيرة البناء والتطوير نحو مستقبل مشرق، نود أن تشاركنا رأيك في هذا الجانب ليجيب معالي السفير عبدالله المعلمي: سعادة رئيس التحرير، الإخوة والأخوات الكرام.. شكراً لكم على هذه الدعوة الطيبة، ويسعدني أن أشارك في ندوة الرياض لمرة أخرى، وهي التي دائماً تختار المتحدثين المتميزين والموضوعات المهمة والحيوية.
إن ذكرى اليوم الوطني في المملكة هي ذكرى عزيزة وغالية، وكلنا نحتفل بها انطلاقاً من حرصنا وحبنا لبلادنا، ولتقديرنا للمراحل التي مرت بها المملكة في تاريخها الطويل، والمملكة في هذه الأيام ستحتفل بالعيد الوطني الرابع والتسعين، وهي - ولله الحمد - أكثر إشراقاً وأكثر نماءً وأكثر حيوية مما كانت عليه في أي وقت مضى، ونحن نسعد بهذا الاحتفال ونسعد بأن ننقل صورة المملكة العربية السعودية الإيجابية الوثابة والمتدفقة حيوية إلى العالم أجمع، وعندما كنا في نيويورك نحتفل باليوم الوطني، وندعو إليه أعيان المجتمع في نيويورك من الأمم المتحدة من أمينها العام ومندوبي دول العالم الأعضاء، وغيرهم من المسؤولين، ونجد أن الكل يتسابق لحضور هذه المناسبة السعودية لأنها مناسبة منفتحة على الناس، وكانت المملكة حريصة على أن تقدم المعلومات الوافية والأطروحات المميزة حول المملكة في تلك المناسبة.. أنا سعيد بمشاركتي معكم هذا المساء، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يمدنا بعونه وتوفيق، ويحفظ لبلادنا أمنها واستقرارها، وأن يساعدنا جميعاً على أن نؤدي دورنا في خدمة هذا الوطن.
د. إبراهيم النحاس: المملكة من الدول القلائل في المجتمع الدولي
التي تتميز بالثبات في سياساتها الخارجية
أ. نوال الجبر
* شهدت الساحة السياسية حراكاً سعودياً لتصفير المشكلات مع الدول المجاورة من بعض القضايا المعلقة، المملكة لديها سياسة الاعتدال، في إطار سياسي كيف ترى المملكة في يومها الوطني الرابع والتسعين وهي قائمة على هذا النهج.. ليجيب د. إبراهيم النحاس: المملكة العربية السعودية من الدول القلائل في المجتمع الدولي التي تتميز بالثبات في سياساتها الخارجية فيما يتعلق بالالتزام بالقانون الدولي ودعمها الدائم للأمن والسلم والاستقرار والتعاون فيما يخدم القضايا الإقليمية والدولية ويخدم مصالحها في جميع دول العالم، مع هذه الملفات التي تعمل عليها المملكة العربية السعودية، في هذا الوقت الحالي نستذكر هذه العلاقات الطيبة مع جميع الدول الإقليمية والعالمية، وتحرص المملكة بصفتها الدولة التي تتبنى النهج المعتدل في سياستها الخارجية أن لا تكون الإيديولوجيات مصدراً رئيساً لسياساتها، لأنها تتناقض مع سياستها الثابتة التي أُسست عليها، كما أنها تتعامل مع الدول الأخرى بناء على المصالح المشتركة بما يخدم الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة، وعلى هذا المبدأ حرصت المملكة على أن تحل مشكلاتها مع الدول الإقليمية والعالمية بالحوار والدبلوماسية الثنائية المباشرة، وأن تحقق قواعد القانون الدولي في علاقاتها الدولية، والحرص على ألا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، وهذا ما جعل المملكة دولة مقبولة لدى الدول الإقليمية والعالمية، كما جعل منها دولة رئيسة في المحافل الدولية، وبعيدة عن الاتهامات بتدخلها المباشر في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، كما أنها لا تسمح للدول الأخرى التدخل في شؤونها وهي حازمة في هذه النقطة، وهذا ما أدى إلى تعزيز هذه المكانة لدى الدول الأخرى حتى وإن اختلفت السياسات بينها وبين تلك الدول ومن ذلك السياسة التي بُنيت مع الدولة الإيرانية فيما يتعلق بالمصالحة التي وقعت اتفاقيتها مؤخراً.
ولقد ساهمت مثل هذه السياسة في حل كثير من المشكلات العالقة بين الدول أو تُفهم كسياسات خاطئة من الدولة تجاه الدول الأخرى، وبالتالي فإن سياسة المملكة العربية السعودية منذ عهد التوحيد وحتى يومنا هذا تسير باتجاه تصاعدي نحو البناء والتنمية والأمن والسلم والاستقرار الدولي والإقليمي.
طلعت حافظ: في عام (1933) قبل توحيد المملكة قامت شركة ستاندرز أويل بالتنقيب عن النفط وبعد خمس سنوات تم اكتشاف البئر (7) التي تسمى ببئر الخير
ومن جانبه تحدث أ. طلعت حافظ التوجه العام للاقتصاد في المملكة من خلال تخفيض الاعتماد على النفط الإنجاز الأهم ضمن سلسلة من النجاحات منذ إعلان رؤية 2030: لعلني أقسم الاقتصاد إلى عدة أقسام، أولاً قبل فترة توحيد المملكة وبعدها على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - ومن ثمَّ بعد توحيد المملكة واكتشاف النفط، وبعد ذلك الخطط الخمسية إلى إطلاق الرؤية.
فقبل توحيد المملكة كان المؤسس منشغلاً بتوحيد أجزاء المملكة العربية السعودية والتي تعد كقارة في مساحتها الشاسعة في عام (1933) أي بعد سنة من تأسيس المملكة وتوحيدها قامت شركة ستاندرز أويل بالتنقيب عن النفط وبعد خمس سنوات تم اكتشاف البئر (7) التي تسمى ببئر الخير لتكون أول شحنة تجارية في عام (1938)، بعد ذلك أصدرت أول ميزانية في المملكة العربية السعودية والتي كانت تبلغ (14) مليون ريال وكانت المصروفات آنذاك (17) مليوناً، فكانت الإيرادات أقل من المصروفات، علماً أن الإيرادات كانت تعتمد على القوافل التجارية والحجاج، وفي السبعينات كانت المرحلة مرحلة مفصلية، حيث ارتفع برميل النفط من حفنة دولارات إلى (42) دولاراً مما مكّن المملكة من البدء بتنفيذ البنية التحتية وبناء المستشفيات والتوسع في الطرق، والاستغلال الجيد للأموال.
لكن ذلك واجه صعوبات وتقلبات في سوق النفط في الثمانينات والتسعينات حين هبطت أسعار النفط إلى ما دون (10) دولارات، الخطط الخمسية بدأت في السبعينات ولكن هل خدمتنا؟
نعم، لقد خدمتنا في أمور كثيرة ولكن لم تخدمنا في التنويع الاقتصادي، ومن هنا انطلقت رؤية المملكة 2030 في 25 أبريل 2016 لتحقيق التنويع الاقتصادي، وكذلك تنويع إيرادات الدولة، والأهم من ذلك الاستدامة على ذلك بغض النظر عن أسعار النفط سواء في صعودها أو هبوطها، الحمد لله احتفلنا في العام الفائت بوصول رحلتنا إلى منتصفها ولم تمض ثماني سنوات على رؤية 2030، حيث صدر تقرير ممتاز عنها، وقد تحقق من مبادرات الرؤية نحو (78 ٪) منها ما اكتمل 100 ٪ وتمضي في مسارها ومنها ما زال على طريق اكتمالها، وفي جانب مؤشرات الأداء مثل (KPIS) أطلقت (105) من هذه المؤشرات التي سبقت مستهدفات الرؤية خلال الفترة 2024 و2025.
إن ما تحقق لنا اليوم من خلال الرؤية هو تشكّل اقتصادي قوي ومتين، ومجموع إيرادات بصرف النظر عن النفط وأسعاره والتي كان متوسطها في العام الماضي نحو (90) دولاراً وتبلغ حتى الآن (70) دولاراً وهناك توقعات بوصولها إلى (60) دولاراً، لكن رغم ذلك لا تزال الميزانية العامة للدولة قوية وكذلك مشاريعها وقدرتها على القيام بمشاريع ضخمة تبلغ (1٫3) تريليون دولار، وأنا أسميها مشاريع (mega +) كمشروع نيوم والقدية وأمالا.. إلخ، فالميزانية قوية بفضل الله عز وجل، وبتوجيه سيدي خادم الحرمين الشريفين وقيادة عراب الرؤية الأمير محمد بن سلمان سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
د. إسماعيل سلامات: الذي يميز مسيرة النهضة الأمنية للملك عبدالعزيز
عن غيرها من التجارب أنها ذات طابع أخلاقي إنساني حضاري سامٍ
وحول اليوم الوطني باعتباره لحظة تاريخية يحتفل بها السعوديون بوطنهم ويعبرون عن مشاعر الولاء للقيادة، وهو أمر يشير إلى أن العديد من الدول جعلت يومها الوطني يوم النصر على عدو خارجي بينما المملكة رغم أن في تاريخها أحداث بالغة الأهمية إلا أنها تجاوزت هذه الأحداث واختارت يوم توحيد المملكة يوماً وطنياً لها.. تحدث د. إسماعيل سلامات: سوف نتحدث عن الأصول التاريخية للأمن المجتمعي في المملكة العربية السعودية العظمى، إن نعمة الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي التي نعيشها اليوم في المملكة في ظل القيادة الرشيدة لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان هي ثمرة لشجرة طيبة غرسها الملك المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - في بداية مسيرة التوحيد والبناء لأنه أدرك أن الأمن هو الركيزة الأساسية في بناء الدولة العصرية الحديثة، فشرع في تحقيق وإرساء أمن الحرمين الشريفين ومن ثم أمن الحجاج والمعتمرين والزوار ثم أمن المنشآت ثم أمن الدولة ثم أمن الهوية الوطنية السعودية، والذي يميز مسيرة النهضة الأمنية للملك عبدالعزيز عن غيرها من التجارب المحلية والإقليمية والدولية في الجانب الأمن أنها ذات طابع أخلاقي إنساني حضاري سامي، حيث كان هدفها حماية الإنسان وبناؤه وتنميته من خلال مبادئ وقيم العدل والمساواة والحرية والتآخي والتسامح، بهدف الارتقاء بهذا الإنسان ليكون فرداً واعياً مؤهلاً منتجاً قادراً على استيعاب التطور الدولي الذي يعيش في ظله، وفي الحقيقة فإن الملك عبدالعزيز هو صانع السلم الاجتماعي في بلادنا على الصعيد المحلي والعربي والدولي، حيث نقل المنطقة بكاملها من حالة الفوضى والاضطراب إلى حالة الأمن والاستقرار، ومن حالة الضعف إلى حالة القوة، ومن حالة الفرقة إلى حالة الوحدة، ومن حالة التخلف إلى حالة التطور والتقدم، ومن حالة الظلم إلى حالة العدل والمساواة، وفيما يتعلق بالأصول التاريخية للأمن المجتمعي في المملكة العربية السعودية فمن المعلوم أن خطاب التنمية والمشاريع في ظل رؤية 2030 السعودية الواعدة تتطلب دراسات نوعية تكشف النقاب عن حقيقة أصولها التاريخية ضمن أطوار الحكم السعودي الأول الذي بدأ مع الإمام محمد بن سعود الذي أسس الدولة السعودية الأولى سنة 1139ه، والذي أرسى دعائم الأمن والاستقرار الاجتماعي في المنطقة بعد أن وحد شطري الدرعية (المليبيد وغصيبة) وتابع على هذا النهج القويم حفيده الإمام تركي بن عبدالله مؤسس الدولة السعودية الثانية ومن ثم ابنه الإمام فيصل بن تركي الذي أرسى قواعد الأمن والسلم الاجتماعي في نجد والجزيرة العربية.
اللواء ركن طيار عبدالله القحطاني: اليوم الوطني هو يوم عظيم
يرمز إلى الوحدة الوطنية وتكاتف إنسان هذه الجزيرة العربية الكبيرة
وفي محور اليوم الوطني السعودي، احتفال يتردد صداه عميقًا في روح الأمة، يخلد لتوحيد المملكة، وهي لحظة محورية في تاريخه. تم توحيدها من قبل الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله -، وتعتبر هذه المناسبة الجليلة،، بمثابة إعلان يلامس قلوب ومشاعر المواطنين السعوديين.. هلا حدثتنا عن تجربة المملكة ونجاحاتها العسكرية ذكر اللواء ركن طيار عبدالله القحطاني: اليوم الوطني مناسبة عظيمة، وفرصة تاريخية لنعيد استذكار توحيد هذه البلاد ولم شتاتها، يوم وطني عظيم ليس يوم استقلال وليس يوم إعلان عن انسحاب قوات أجنبية، وإنما هو يوم عظيم يرمز إلى الوحدة الوطنية وتكاتف إنسان هذه الجزيرة العربية الكبيرة، التي أصبحت المملكة العربية السعودية ونحتفل بهذه الأيام بيومها الوطني، ولا شك بأن القوات المسلحة هي أُس قوي في بناء الدولة وفي تكوينها وأيضاً لها السبق في رؤية المملكة 2030، وأتحدث عنها عن تاريخ طويل لهذه القوات منذ اليوم الأول لهذه البلاد وهذه القوة وهذه الإرادة متوفرة في الإنسان والقيادة والوجدان والفكر السعودي الذي حمى لنا هذه البلاد والذي جعلنا في طليعة الدول التي لديها قوات عسكرية وقوات مسلحة تدافع عن وحدتها وتدافع عن وجودها، قوات سلام وقوات وحدة وقوات تدعو للخير وقوات تصل لكافة أنحاء العالم لأعمال البحث والإنقاذ والإغاثة عبر أساطيلها البحرية والجوية.
الأستاذ عبدالعزيز الحسين: المملكة منذ توحيدها هدفها الإنسان
والعمل الذي تمتزج فيه الرؤية الإنسانية مع الرؤية المجتمعية
حول التغييرات المجتمعية التي كان لها تأثير أعمق في البيئة الاجتماعية، ومن خلال التنمية الثقافية والمعرفية، وتمكين المرأة لعب دوراً محورياً في تفعيل التغيير في المجتمع السعودي، أجاب الأستاذ عبدالعزيز الحسين: إذا أردنا الحديث عن أمن الاجتماعي فإنه مرتبط بالأمن الإنساني، والمملكة العربية السعودية منذ توحيدها على يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وهدفها الإنسان والعمل الإنساني الذي تمتزج فيه الرؤية الإنسانية مع الرؤية المجتمعية، ومنذ توحيد المملكة العربية السعودية وعلى يد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - والملك مهتم بهذا المجتمع والإنسان السعودي، في عام (1928) شكلت لجنة لتوزيع الصدقات، والبلد وما زالت في مرحلة التأسيس والتوحيد، لكن الملك عبدالعزيز بشخصيته الإنسانية العظيمة حرص على المواطن والإنسان وتطويره، ومن الجوانب العظيمة التي تحدث عنها العلماء والسياسيون أن الاهتمام الأساسي للملك عبدالعزيز عند قيام الدولة هو حقن دماء المسلمين في هذه الأرض، وجمع الناس تحت راية واحدة، ودفع المظلومية وتحقيق العدل والمساواة وإعطاء كل فئة من المجتمع حقها، وهذا ما تحقق ولله الحمد ونحن نقطف ثمرة ذلك في هذا العصر.
أ. أمل العتيبي: ينسب الفضل للملك عبدالعزيز - رحمه الله -
في تأصيل مفاهيم العمارة في المملكة
وتناولت أ. أمل العتيبي الحديث عن محور حقبة تاريخية في نجد ظهر الملك عبدالعزيز آل سعود ذلك الشاب العشريني الذي حمل طموحاً عظيماً لتأسيس دولة، فكان هو القائد الذي يدعم بغزواته ومعاركه مشروعه الوطني المتمثل في تأسيس مملكة متقدمة ذات سيادة وثقل إقليمي ودولي، فأحدث نهضة لبلاد عظمى تحقيقاً لمسيرة آبائه أمراء الدرعية الذي حكموا في منتصف القرن الثامن عشر.. لتجيب: ينسب الفضل للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في تأصيل مفاهيم العمارة في المملكة العربية السعودية منذ إعلان توحيدها سنة (1351ه)، وقد نص نظام التوحيد في مادته الثالثة على أن لا يكون التحول من مسمى مملكة الحجاز ونجد ملحقاتها إلى المملكة العربية السعودية أي تأثير على المقاولات والعقود الأفرادية بل تبقى كما هي، الملك عبدالعزيز هو ابن الصحراء ويفهم طبيعتها ويتعايش مع أنماطها الاجتماعية، عرف أن سياستة التي اتبعها والاستماع إلى شكاية الناس وملامسة احتياجاتهم قرّبت الكثير من وجهات النظر في العديد من الأمور، لا يمكن لبنيان أن يستقيم ولحقوق أن تحفظ إلا بعنصرين في غاية الأهمية وهما: دعم الدولة وتوفير الأمن. لذا فعل تنظيم الهجرة وعزز من عمارتها الاقتصادية والدينية، وأما المدن فانتهت من مرحلة الأسوار المحيطة بها، فمدينة الرياض كما نتذكر كانت محاطة بالأسوار وكان لها بوابات تفتح وتغلق في أوقات معينة، ومن المعروف أن إحاطة المدينة بالسور فإنه يحددها جغرافياً ويكسبها جموداً مكانياً حيث تمارس الأنشطة الاقتصادية ضمن حدود، فتحملت الرياض ظهور (.....) خاصة مع زيادة الهجرة إليها، وأكبر نقلة في تاريخ الرياض كانت التوسع خارج أسوارها، فقصر المربع الذي بناه الملك عبدالعزيز سنة (1355) ومن ثمَّ انتقل إليه سنة (1357) خارج حدود سور الرياض، حيث أراد بذلك إظهار انتشار الأمن في كل مكان وحان وقت التغيير في البحث عن أماكن جديدة، ولم يحتكر السكني حول القصر لأفراد أسرته فحسب بل أتيح البناء حوله لمن أراد ذلك، كما عزز حضور البترول في إتمام مشاريع العمران في التنقيب عن المياه واستخراجها وتيسير الطرق لذلك.
ثم جاءت (مداخلة) أ. طلعت حافظ: سعادة اللواء عبدالله القحطاني ذكر في التطور العسكري، لعلي أضيف من الجانب الاقتصادي لهذا الأمر، يذكر الجميع في عامي (2015) و(2016) كنا الدولة الثالثة والرابعة في الإنفاق العسكري على مستوى العالم، ولكن للأسف كان المحتوى المحلي لا يتجاوز (2 ٪)، وكان لدينا عدد محدود من الشركات التي تصنع أسلحة خفيفة، وذلك لم يُرض طموح سيدي ولي العهد، وكانت الرؤية تنص على رفع المحتوى المحلي إلى (50 ٪) بحلول 2030، ولله الحمد بعد أن بدأنا في سنة الأساس ب (2 ٪) تجاوزنا العام الماضي (11 ٪).
وبدأنا نصنع السفن الحربية وطائرات الهليكوبتر، وهذا شيء جيد لتقوية وضعنا العسكري الدفاعي، فهي ليست للاعتداء لأننا دولة غير معتدية.
معالي السفير عبدالله المعلمي: دور المملكة
في القضية الفلسطينية دور تاريخي مشهود
وعاد معالي السفير عبدالله المعلمي ليتحدث عن: السياسة السعودية الخارجية المتوازنة مع خطط كثيرة، وتأثيرها على مكانة المملكة في المجتمع الدولي، وجهودها في رأب الصدع وإيجاد الحلول الخاصة بالقضية الفلسطينية.. لا شك أن دور المملكة في القضية الفلسطينية دور تاريخي مشهود، منذ أيام الملك عبدالعزيز وحتى الآن، وكانت المملكة وما زالت الداعم الأول للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، في جميع المحافل الدولية، المملكة تسخّر مكانتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والقيادية والروحية في العالم لخدمة قضايا العرب والمسلمين وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ودائماً ما تكون القضية الفلسطينية على رأس جدول الأعمال في أي لقاء تشهده المملكة العربية السعودية، ونحن نشهد في الوقت الحاضر التوافد المستمر لقادة دول العالم على مستوى رؤساء الدول والوزراء والوفود الرسمية إلى المملكة العربية السعودية لطلب المشورة والنصح والتوجيه أحياناً في مثل هذه الأمور، والمملكة العربية السعودية لم تتخلَّ يوماً عن دور القيادة في هذا الشأن وهي تمارس هذا الدور بكل فاعلية ورضا وقبول من الأطراف الأخرى التي تشهد أن هذه القيادة لا يتصدى لها إلا دولة مثل المملكة العربية السعودية.
د. إبراهيم النحاس.. المملكة بذلت جهود كبير جداً في إقناع المجتمع
الدولي بأهمية دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني
وحول محور استقرار نظام المملكة السياسي ساهم في حفظ أمن واستقرار المملكة، كيف تجد مساهمات المملكة السياسية في تهدئة الأوضاع الإقليمية غير المستقرة أجاب د. إبراهيم النحاس: نعم، لكي تكون الدولة فاعلة خارجياً يجب أن تكون قوية في نظامها السياسي على المستوى الداخلي، وهذا الذي أسست عليه وما زالت بقوة وشرعية النظام السياسي، واللحمة الداخلية القوية لدينا بين الشعب والقيادة، والإنجازات التي حققتها المملكة على المستوى الداخلي فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية والتنمية البشرية مما مكّن المملكة في أن تسخّر الإمكانات التي تتمتع بها داخلياً لتفعّلها في سياساتها خارجياً، ما جعل من هذه السياسة الخارجية دوراً فاعلاً للمملكة على جميع المستويات العالمية والدولية، ولعل الأحداث الدولية الأخيرة ومنها القضية الفلسطينية والإمكانات الكبيرة التي سخرتها المملكة لخدمة هذه القضية، ولعل على رأس هذه الاهتمامات التي مضينا بها في الأشهر الماضية القمة العربية الإسلامية غير الاعتيادية التي استضافتها المملكة ورأسها نيابة عنه خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وخرجت بقرارات غير اعتيادية أيضاً، كان لها أثر كبير في وضع القضية الفلسطينية بشكل مباشر أمام المجتمع الدولي وأدت إلى اعترافات بالدولة الفلسطينية نتيجة للجنة الوزارية التي شكلت وعملت بجهد كبير جداً لتسويق هذه القضية وإقناع المجتمع الدولي بأهمية دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفيما يتعلق بالجهود السعودية التي جعلتها قوية في حلبة الصراع الدولي عرض الوساطة في المسألة الروسية الأوكرانية، ومازالت هذه الجهود السعودية قائمة، وكذلك استضافة أطراف الأزمة في الدولة السودانية التي كان لها أثر كبير جداً في تقارب الطرفين وبما يسهم حل الأزمة، ومازالت الجهود متواصلة، وفيما يتعلق بالجهود السعودية في المساهمة بتخفيف الصراعات وآثارها على الشعوب هم طريق مركز الملك سلمان للإغاثة، وغير ذلك من الجهود، وبالتالي فإن استقرار النظام السياسي في المملكة العربية السعودية مكّنها من الاضطلاع، وجعلها نموذجاً عندما تتحرك على المستويات الدولية حيث تكون محل تقدير واحترام والاستماع لها وقبول وساطاتها.
أ‌. طلعت حافظ.. المملكة أسرع اقتصادات
المجموعة العشرين نمواً
وعاد أ. طلعت حافظ، ليتحدث عن المملكة باعتبارها أسرع اقتصادات المجموعة العشرين نمواً في العام (2022) وتراجع معدل البطالة بين السعوديين إلى أدنى مستوى : نعم، في العام (2022) كانت المملكة من الأعلى نمواً على مستوى مجموعة العشرين ب (8٫7 ٪)، وكذلك فإن البطالة وصلت لأدنى مستوياتها في العام الماضي (7٫7 ٪)، واليوم وصلت إلى (7٫6 ٪)، كل ذلك كان نتاجاً لإحداث تغييرات هيكلية في الاقتصاد السعودي، وإحداث تغييرات هيكلية في سوق العمل أيضاً، حيث كان يشوبه الكثير من التشوهات الهيكلية، وبالتالي وصلنا إلى رقم تاريخي بأكثر من مليونين ومئتي ألف موظف وموظفة، ولا نخفي سراً أن التقيدات التي كانت أمام المرأة تشكل عائقاً وتؤثر على رقم البطالة في السعودية، حيث وصلت بطالة المرأة إلى أكثر من 33 ٪. واليوم نحن نتكلم عن نصف هذه النسبة تقريباً نحو (15 ٪)، ومن المعوقات التي كانت قيادة المرأة للسيارة والتي بالسماح بها فكت أزمة كبيرة على كاهل المرأة التي كانت تتكلف أجرة السائق وغير ذلك، إضافة إلى أنه كانت بعض المهن حكراً على الرجال وليس للمرأة مجال فيها، لذا أعتقد أن أمرين شجعا على خفض معدل البطالة إلى رقم تاريخي ألا وهما توسيع الاقتصاد ودعم وتمكين المرأة.
د. إسماعيل سلامات شكلت قضية الأمن المجتمعي في الجزيرة العربية واحدة من أهم القضايا التي اهتمت بها الدولة السعودية في أطوار حكم السعودي الثلاثة
وفي محور الأصول التاريخية للأمن المجتمعي في المملكة تحدث د. إسماعيل سلامات: شكلت قضية الأمن المجتمعي في الجزيرة العربية واحدة من أهم القضايا التي اهتمت بها الدولة السعودية في أطوار حكم السعودي الثلاثة، وذلك نظراً لحالة الفوضى والاضطراب التي كانت سائدة في نجد والجزيرة العربية فعندما أتى الإمام محمد بن سعود إلى الدرعية وبدأ بتأسيس الحكم السعودي الأول سنة (1139) أدرك بموروثه التاريخي وبخبرته السياسية أنه لن تتحقق أركان الدولة المنشودة وهي الرسالة التاريخية لآبائه وأجداده إلا من خلال فرض حالة من الأمن عبر إقامة حكم مركزي سياسي يستطيع فرض الأمن على قوافل الحج والتجارة ويحقق أمن الأفراد والأسر والمجتمعات، ومن ثم تابع في هذه المسيرة الإمام تركي بن عبدالله الذي أسس الدولة السعودية الثانية سنة (1240ه) وأيضاً سار على النسق ذاته الإمام فيصل بن تركي في إرساء قواعد الأمن في المجتمع الشامل في نجد والجزيرة العربية.
اللواء عبدالله القحطاني.. الصناعات وتوطينها في المملكة هي استراتيجية ناجحة
ومن جانبه ذكر اللواء عبدالله القحطاني حول سيادة المملكة واستقلالية قراراتها ساهما في توطين الصناعات ضمن برامج رؤية 2030 ويأتي في مقدمة أهدافها رفع الجاهزية العسكرية واستراتيجية المملكة التي تستند على ثلاثة محاور: المشتريات العسكرية، والصناعات العسكري، وتطوير تقنيات العسكرية، كيف ستساهم استراتيجية قطاع الصناعات في بناء قطاع مستدام، وتعزز قدرات التصنيع العسكري قائلاً: إن القطاعات العسكرية والقوات الداخلية السعودية معنية بحفظ واستقلال المملكة العربية السعودية وكذلك معنية أن تكون الأولى في الاحتفالات الوطنية على مستوى اليوم الوطني وأيضاً المناسبات الوطنية الأخرى، إضافة إلى أن تطوير الصناعات وتغيير استراتيجية الصناعات العسكرية جانب مهم جداً، حيث تصنف المملكة ثالثة في الإنفاق العسكري على مستوى العالم، والمحتوى المحلي لا يتجاوز (2 ٪)، وهذا خلل استراتيجي كبير، في ظل السعودية الجديدة في عهد خادم الحرمين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بنيت هذا المفهوم وهذه الرؤية بضرورة أن يكون دينا في 2030 محتوى محلي بنسبة (50 ٪)، وهذه الاستراتيجية في الحقيقة ليست سهلة، وليس على أي دولة أن تقوم بهذه الاستراتيجية ثم تنجح بخطواتها كم يحصل حالياً، ولذلك توطين الصناعات هو ليس للصناعة فقط وإنما هو أيضاً لليد العاملة من خلال التوظيف، ومشاركة القطاع الخاص، والصناعات المدنية، وتغيير المفهوم المحلي الاستهلاكي، وأيضاً تصدير المملكة للصناعات العسكرية.
وبمعنى آخر إن الصناعات وتوطينها في المملكة العربية السعودية هي استراتيجية ناجحة كونها تدافع عن المملكة وعن حريتها، وهي تساهم أيضاً في رفع اقتصادها بشكل كبير جداً خصوصاً وأنه لا يمكن فصل الصناعة العسكرية عن المدنية، فالمصانع تحتاج إلى الكهرباء وأجزاء مختلفة ينتجها القطاع المدني، وهذا لصالح القوات المسلحة والقوات العسكرية، وهذا يدل أن بلادنا خطت هذه الخطوات ونجحت فيها، وبعون الله في (2030) سيكون لدينا محتوى محلي متقدم جداً، ونحن لدينا - حالياً - مئة تستثمر في الصناعات العسكرية داخل المملكة العربية السعودية.
عبد المحسن آل محمود: وثيقة مؤتمر مكة تمثل دستورًا تاريخيًا لتحقيق السلام والوسطية والاعتدال
وفي محور بذلت المملكة جهوداً كبيرة لمواجهة التطرف والإرهاب على الصعيدين المحلي والدولي، كيف نقرأ هذه الجوانب المشرقة للمملكة عبر المبادرات والمراكز التي أقامتها الدولة.. أجاب عبدالمحسن آل محمود: بذلت المملكة العربية السعودية جهوداً كبيرة لمواجهة التطرف والإرهاب على الصعيدين المحلي والدولي، ولها بالغ الأثر في تعزيز الفهم الحقيقي للإسلام وقد بلغت جهودها المباركة في هذا الشأن كافة انحاء العالم.
فعلى الصعيد المحلي قامت المملكة بجهود داخلية كبيرة في مكافحة الغلو والتطرف، بداية منذ تأسيس هيئة كبار العلماء ودار الإفتاء وقيام الدولة بتعيين كبار العلماء الأجلاء لتكون مرجعاً أساسياً للمجتمع وحصناً منيعاً من محاولات خطف الخطاب الديني وقطع الطريق على دعاة التطرف والغلو.
وقد تكثفت بحمد الله جهود مكافحة التطرف والغلو في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وجعله ذخراً للإسلام والمسلمين، حيث تضاعفت الجهود في مكافحة الغلو والتطرف والارهاب، بداية بتفعيل أدوار وزارة الشؤون الإسلامية وجهودها الحثيثة لتحقيق طموحات القيادة الرشيدة في القضاء على دعاة الغلو والتطرف وتحييد كل من يخالف الأنظمة والتعليمات، ولها جهود ملموسة بتوجيه الخطباء والدعاة والحث على الوسطية والاعتدال.
كما أن وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة لهم اليد الطولى في القضاء على التطرف والإرهاب ومكافحته في الميدان واجتثاثه من جذوره وحفظ الأمن والأمان.
كما قامت المملكة في هذا العصر المبارك بإنشاء مركز الاعتدال لنشر فكر الاعتدال والوسطية في المجتمع ومراقبة خطاب الغلو والتطرف والتنسيق مع الجهات المعنية لحماية المجتمع من أضراره والذي كان له أثر بالغ في وقاية المجتمع من آفة التطرف، وقد تكللت تلك الجهود بالنجاح وثبت ذلك بلغة الأرقام حيث تلاشت الحوادث الإرهابية واختفت كافة مظاهر التطرف بفضل الله ثم بفضل جهود الدولة المباركة.
وأما على الصعيد الدولي، فإن جهود المملكة في نشر الاعتدال ومكافحة الغلو والتطرف كبيرة جداً وجليلة حيث كانت سباقة في هذا الشأن منذ زمن حيث قامت بتأسيس رابطة العالم الاسلامي وإنشاء المراكز الإسلامية في شتى أصقاع الأرض لنشر الإسلام الوسطي المعتدل، وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظة الله تم دعم رابطة العالم الاسلامي وتفعيل أدوارها حيث كثفت جهودها في نشر الوسطية والتسامح وقامت بجهود عظيمة أهمها وثيقة مؤتمر مكة المتمخضة عن المؤتمر الدولي لقيم الوسطية والاعتدال الذي نظمته رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة، حيث تمثل الوثيقة دستورًا تاريخيًا لتحقيق السلام والوسطية والاعتدال في الدول الأعضاء.
وتنص الوثيقة على مكافحة الإرهاب والظلم والقهر، ورفض انتهاك حقوق وكرامة الإنسان، وتأصيل قيم التعايش بين الأديان والثقافات والأعراق والمذاهب المختلفة في العالم الإسلامي. وقد أقرّ الوثيقة 1200 شخصية إسلامية من 139 دولة من مختلف المذاهب والطوائف الإسلامية.
كما أن من أهم الجهود التي قامت بها المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمين سمو الأمير محمد بن سلمان حفظة الله تأسيس التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الارهاب حيث جعل للمملكة مكانة هامة واستراتيجية وأدوار دولية فاعلة في مكافحة الارهاب، على الصعيد العسكري والفكرية والثقافية حيث يعمل على محاربة الفكر المتطرف، وينسق كافة الجهود لمجابهة التوجهات الإرهابية، من خلال مبادرات فكرية وإعلامية ومالية بالتنسيق والمشاركة بين الأعضاء.
ولا تزال المملكة رائدة في نشر الاعتدال ونبذ التطرف ومكافحة الارهاب، وتسعى لمزيد من الجهود والتنسيق الدولي ليعم السلام والاستقرار في العالم.
عبدالعزيز الحسين.. المملكة العربية السعودية قائدة العالم في العمل الإنساني
وعاد عبدالعزيز الحسين ليصف التطورات الإنسانية والاجتماعية منذ توحيد المملكة وقراءة الوجه الجميل للسعودية من خلال تطور العمل الاجتماعي والتطوعي ومشاركة القطاع غير الربحي في ذلك مجيباً: المملكة العربية السعودية هي الآن قائدة العالم في العمل الإنساني، والجميع يعرف ماذا يقدم مركز الملك سلمان الإغاثي في كل بقعة من الأرض من غير تفريق بين دولة وأخرى من جهة الدين أو اللغة.. إلخ، 102 دولة شملها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية وهذا المركز بني على أساس قويم وتاريخ من العطاء لهذه البلاد من تأسيس للجمعيات الخيرية من عهد الملك عبدالعزيز ومن ضمنها تأسيس الجمعية العربية السعودية الكشفية التي شاركت في أعمال إنسانية منها خدمة ضيوف الرحمن والخدمة البيئية، هذا كله يعطينا صورة جميلة من العمل المجتمعي بعد الحوكمة الجديدة والتطوير في وزارة الموارد البشرية بدعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد - حفظهما الله - في جعل و جميع مناطق المملكة ومؤسسات وقفية لتطوير مجتمع متحضر متكافل.
أمل العتيبي.. عمل الملك عبدالعزيز - رحمه الله - على تحويل شكل المسجد الحرام من الصورة التقليدية إلى وحدة عمرانية متناسقة
وعادت أمل العتيبي، لتتحدث عن محور الاهتمام بالحرمين الشريفين حيث حظي الحرمان الشريفان منذ فجر الإسلام برعاية المسلمين على مر العصور، ولا سيما في العصر الحديث، حيث قدمت المملكة عنايتها، ودعمها الكبيرين التي تمثلت في توسعتهما، مما أحدث نقلة حضارية كبرى يلمسها الحجاج والمعتمرين. للتعرف على تفاصيل هذه النقلة العمرانية منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله-؛ والنقلة التي شهدتها مدن الحج والمشاعر المقدسة في عهده، وتوسعة المطاف وغيرها أجابت :عمل الملك عبدالعزيز على تحويل شكل المسجد الحرام من الصورة التقليدية إلى وحدة عمرانية متناسقة، كانت السيارات آنذاك تخترق مسار المسعى بين الصفا والمروة وكانت المساكن على الجانبين، أصدر قراراً سنة (1344ه) يقتضي بإصلاح ما يمكن إصلاحه في المسجد الحرام وتنوعت هذه الإصلاحات ما بين الصيانة والترميم والتبليط وأعمال الكهرباء وغيرها كما صنع باباً حديدياً للكعبة وإصلاح موقع الحجر الأسود وإصلاح بئر زمزم وإنشاء سبيل لها، وفي المشاعر المقدسة عمل على رؤية هندسية دقيقة تمثلت في تحسين الطرق من مشعر منى إلى عرفات في سبيل إراحة الحجاج، وأصدر قراراً يقضي بتقسيم الطرق وفتحها لتكون على عدة مسارات منها ما هو مخصص للإبل ومنها للسيارات، وتأمين المنشآت المائية، واستفادت مكة من عين العزيزية في جدة حيث كانت مشاريبها تخدم الحجاج. أما في المدينة فقد لاحظ تصدعات وشقوقاً في جوانب المسجد النبوي، وأذاع بياناً ووجهه إلى العالم الإسلامي يقضي بعزمه على توسعة الحرم النبوي الشريف.
عبدالمحسن آل محمود.. جهود وزارة الشؤون الإسلامية عديدة في نشر الكتاب والسنة والقيام بالمسابقات الدينية كحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية
وعاد عبد المحسن آل محمود ليجيب حول محور أساليب الدعوة الدينية سابقاً التي تختلف عن أساليب الدعوة الحديثة ويمكن القول إن المملكة استطاعت باستقطابها لمبادرات تدعو للامتثال لنهج الوسطية ساهم كثيراً في تغيير الصورة الذهنية النمطية ودعم جهودها في هذا المجال.. ليجيب: أساليب الدعوة في المملكة لا شك بأنها تتطور وتواكب العصر بشكل مستمر، وذلك لما للدعوة من أهمية بالغة لهذه الدولة المباركة فبعد تأسيس المملكة العربية السعودية الثالثة على يد جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- قامت الدولة بتأسيس المدارس التعليمية في المدن الكبرى والتي كان لها دور بارز في الدعوة والتعليم وقامت بتأسيس الهجر لاستيطان البادية وتعليمهم ومن بعده قام أبناؤه الملوك -رحمهم الله- بتأسيس الجامعات وكليات الشريعة والدعوة والمعاهد العلمية لنشر العلم وفي عصرنا الحاضر - عصر التكنلوجيا والرقمنة - تم استخدام اساليب الدعوة الجديدة التقنية واصبحت فتاوى هيئة كبار العلماء مؤرشفة في المواقع الالكترونية الرسمية للهيئة واصبحت محاضرات العلماء الكبار المعاصرين محفوظة على المواقع الالكترونية صوتاً وصورة.
وأصبحت المحاضرات والدروس العلمية تبث مباشرة على المنصات الالكترونية وأصبح بالإمكان أن يحضرها أعداد لا يمكن أن يسعهم المسجد بل سهلت التقنية حضور طلاب العلم واستماعهم للدروس من خارج المملكة.
كما أن لوزارة الشؤون الإسلامية مشكوره جهود عديدة في نشر الكتاب والسنه والقيام بالمسابقات الدينية كحفظ القرآن الكريم والسنة النبوية، وأصبح المتسابقون يفدون إليها من كافة دول العالم.
وفي الختام ستضل المملكة العربية السعودية قبلة المسلمين ومهد الإسلام ومنبع الاعتدال والتسامح والسلام، وشعبها شعب كريم مضياف تربى على الدين والأخلاق الحميدة ويستقبل كافة الشعوب سواء في الحج أو العمرة بالورود والترحيب أو الزيارة والسياحة بالقهوة السعودية، شعب معتدل بالفطرة يحب الخير للجميع ويعكس للعالم صورة الإسلام الوسطي المعتدل.
د. إسماعيل سلامات.. جعل الملك عبدالعزيز أمن وسلامة الحرمين الشريفين وخدمتهما في أولوية سياساته الداخلية
وحول سجل التاريخ مولد المملكة بعد ملحمة بطولية حافلة قادها المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مما كشف عن عمق تاريخي لتطور المملكة أجاب د. إسماعيل سلامات تابع الملك عبدالعزيز مسيرة آبائه وأجداده في بناء وتوحيد المملكة العربية السعودية حتى أصبحت في مصاف الدول العصرية المتقدمة وكانت بداية الملك في بناء وتوحيد المملكة، بأن حقق الأمن والأمان في كافة أرجاء المملكة حتى أصبح المواطن السعودي يسافر ويتنقل في أرجاء المملكة دون خوف على نفسه واهله وممتلكاته، وتحقق بذلك السلم الاجتماعي بين الناس.
ثم تابع الملك مسيرة البناء فأمر بتشكيل الوزارات الحكومية الرسمية مثل وزارة الداخلية ووزارة التجارة والأوقاف وغيرها، وبدأ يتابع مسيرة أداء هذه المؤسسات لعملها في المجتمع السعودي.
وجعل الملك عبدالعزيز أمن وسلامة الحرمين الشريفين وخدمتهما في أولوية سياساته الداخلية فعمل على توسعة الحرمين وحفظ أمن طرق الحج والعمرة والزوار.
فأقام النقاط الأمنية لحماية الحجاج والمعتمرين وأمر بإنشاء المستوصفات والنقاط الطبية وأمر بتأمين الأطباء والممرضين والعلاج لكل من يحتاجه حتى أصبح الحاج يشعر بالطمأنينة والسعادة والراحة.
ثم أمر ببناء المساجد والمدارس والمكتبات والمراكز الثقافية وعمل على تأهيل رجال الدين والمدرسين والقراء وإرسالهم إلى القرى والبوادي لتعليم الناس وتثقيفهم.
ثم أنتقل إلى تحقيق التوطين في البلاد توطين القبائل البدوية في الهجر حيث أمن لجميع الهجر كل مستلزمات الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والأمنية والصحية وغيرها.
ثم أمر الملك عبدالعزيز بتشجير الحدائق وبناء الأسواق والأحياء وتعبيد الطرقات وبناء المستشفيات وتأمين كافة الجوانب الخدمية التي يحتاجها المواطن في المملكة فربط جميع مناطق المملكة بشبكة طرق حديثة، وبعد أن حقق الملك عبدالعزيز الاستقرار الداخلي للمملكة وبنى أجهزة الدولة اهتم بالسياسة الخارجية فجعل المملكة ترتبط مع أغلب دول العالم بعلاقات دبلوماسية ومواثيق ووقع معاهدات سياسية واقتصادية وثقافية مع تلك الدول حيث كانت تلك العلاقات تتسم بالاحترام والتكافؤ وتقوم على أساس حماية وخدمة المصالح المتبادلة بين المملكة وتلك الدول على أساس الاستقلالية بالقرار السياسي للمملكة.
اللواء عبدالله القحطاني.. للمملكة مكانة دولية متقدمة جدا فهي دولة ذات تأثير مختلف على السياسات الدولية
أما عن محور الذي ذكر عن مكانة المملكة وما حظيت به من مركز مرموق ودور فاعل ورئيس في تحديد ورسم مستقبل المنطقة وضمان استقرارها وقدرات المملكة في هذا المجال تحدث اللواء عبدالله القحطاني:
للمملكة العربية السعودية مكانة دولية متقدمة جدا فهي دولة ذات تأثير مختلف على السياسات الدولية وعلى الاستقرار والأمن في العالم وعلى أدوارها التي تلعبها مختلفة في العالمين العربي والإسلامي، ولكن المملكة في نفس الوقت هي في الطليعة التي تقوم بأدوار رئيسية لتحديد ورسم مستقبل المنطقة وضمان أمنها واستقرارها، ولكن في نفس الوقت هي تعيش وتواجه جملة من التحديات والمخاطر التي تستهدفها مباشرة، هذه الدولة بمساحتها الهائلة جدا وبمكانتها الدولية وبعمقها العربي والإسلامي ولكونها أكبر مصدر للطاقة في العالم، وأيضا هي من يضمن سلاسل الإمداد بالطاقة لجميع دول العالم وقارات العالم، فهي مستهدفة وهذا الاستهداف ليس في المرحلة الحالية وإنما منذ نشوء هذه الدولة، ومنذ بروزها على حيز الوجود في هذا العالم، المملكة العربية السعودية تمثل إرثا حضاريا عربيا وإسلاميا، وهي ذات قيمة استراتيجية من حيث الموقع وهي أيضا لها بصمات لا تزول في جميع القضايا التي تهم المنقطة والعالمين العربي والإسلامي، ولكن هذه التحديات والظروف والمخاطر لم تثن المملكة العربية السعودية عن أداء أدوارها تجاه داخلها وشعبها بالدرجة الأولى وتجاه عالمها العربي والإسلامي والإنسانية، هذه الدولة تمتلك قوة لا يمكن اغفالها، على الجانب السياسي المملكة فيها قيادة فريدة من نوعها قيادة حكيمة يوجد لديها بعد استراتيجي في التفكير وإدارة التخطيط الاستراتيجي اتجاه نفسها واتجاه محيطها، المملكة تقوم بهذه الأدوار مقتنعة بأن هذا الذي يجب أن تقوم به ومقتنعة بأنه لا يمكن أن تترك المنطقة لتذهب ضحية لأطماع وتهديدات مختلفة من عدة جهات.
القدرة السياسية في المملكة العربية السعودية مشهود لها ببعدها الاستراتيجي، وحكمتها ومصداقيتها وبموثوقيتها التي تحظى بها، لم تتدخل المملكة العربية السعودية في أي شأن الا وكتب لها النجاح لأنها تنطلق من مصلحة الجميع، ولأن المملكة لا يوجد لها أي أطماع ولا تريد أن تأخذ دور أحد ولكن هذه دورها الذي كأن قدرها وتقوم به. أيضا تواجه المملكة هذه التحديات بقوتها الاقتصادية وبحجم ثرواتها وباستقرارها الداخلي، وبوجود لحمة وطنية داخل هذه الدولة مكنتها من أن تلعب كافة الأدوار وهي في ثبات واطمئنان وهي مسنودة بقاعدة شعبية وطنية خلف هذه القيادة قل ما يوجد مثلها على مستوى العالم، هذه القوة مكنت المملكة من مواجهة جملة هذه التحديات وأثبتت المملكة أنها الصخرة القوية جدا التي تتحطم عليها جميع التهديدات وجميع المخاطر سواء من داخل أو خارج الإقليم، هذه القوة الاقتصادية وهذه الوحدة الوطنية وهذا البعد الاستراتيجي الأمني الشامل على جميع مناطق الدولة أعطاها ميزة في هذا الإقليم لا تتوفر بنفس الحجم والمستوى وقوة التأثير لأي دولة أخرى في الإقليم ولا في المنطقة.
المملكة العربية السعودية أيضا كما ذكرنا بأنها مستهدفة لمكأنتها ولأهميتها ولكن أيضا حكمتها في أنشاء منظومة أمنية محلية داخلية وقوة عسكرية رادعة جعلت من المملكة العربية السعودية قوة في مواجهة الإرهاب وقمع هذا الإرهاب والانتصار عليه، فأصبحت المملكة العربية السعودية بفضل الله من الدول القلائل التي أحبطت مشاريع الإرهاب الموجهة اليها من الخارج واستطاعت أن تحطم فكر هذا الإرهاب وأن تمنع انتشاره على أراضيها وأن لا يؤثر على قوتها واستقرارها وأن لا يثنيها من أن تقوم بدورها الاستراتيجي تجاه الإقليم وتجاه العالم، هذه النقطة محورية واستراتيجية أي دولة لديها قدرات أخرى اقتصادية أو حتى على الجانب السكاني ولكنها تفتقر لمحاربة الإرهاب ولا تتمكن من الانتصار عليه في النهاية ليس لها دور استراتيجي ولا محوري ولا تستطيع أن تصمد أمام جملة التحديات، المملكة بفضل الله انتصرت على الإرهاب حيدت الإرهابيين، أنشأت منظومات أمنية وفكرية ومعلوماتية لمواجهة هذا الإرهاب فكانت قوة المملكة العربية السعودية هائلة في هذا المجال مقارنة بدول أخرى وبمناطق أخرى مكنتها من أن تقوم بدورها الإقليمي في قيادة المنطقة في نشر الأمن والأمان وفي إعداد خطة استراتيجية تنهض تنمويا بهذه المنطقة. استراتيجية الموقع في المملكة العربية السعودية هي حقيقة أحد العوامل التي جعلت من المملكة دولة ذات موقع استراتيجي على مجال الطرق البرية وسلاسل الإمداد البحري وعلى شبكات الخطوط الملاحة الجوية، المملكة في هذه المنطقة غرب آسيا وعلاقتها المباشرة وقربها من المضائق والمحيطات والبحار جعل منها دولة تستطيع بهذه المكانة وادارتها الحكيمة من مواجهة هذه التحديات والمخاطر، وهذا الأمر ليس باليسير فالمملكة تقع على البحر الأحمر غربا وهي أكبر دولة تمتلك شواطئ على هذا البحر وأيضا مطلة على الخليج العربي وقريبة من قناة السويس، وقريبة من مضيق باب المندب ومضيق هرمز، وتشرف على عدة حدود برية سياسية أخرى، استطاعت المملكة أن تجنبها التوترات والخلافات الحدودية والدخول في الحروب، هذا الموقع الكبير والمهم للمملكة تحول من أن يكون نقطة ضعف إلى أن أصبح قوة تستطيع من خلاله أن تواجه هذه التحديات والمخاطر على الجانب السياسي وعلى الجانب الدفاعي ومن جانب محاربة الإرهاب، وأيضا على جانب اقتصادي مهم جدا وهو ربط هذه القارات ببعضها عبر الطرق المختلفة التي أشرنا إليها برا وبحرا وجوا.
المملكة العربية السعودية حاليا بقيادتها الحكيمة هي القائد لنهضة هذه المنطقة، خطة المملكة العربية السعودية 2030 هي إحدى القوى المهمة جدا التي وضعت المملكة العربية السعودية بفضل الله في موقع القوة، ومكنها من أن تكون خطتها 2030 ليست كما يعتقد الكثير بأنها محصورة داخل المملكة ولكن أثرها يمتد إلى جميع دول المنطقة، وبالتالي سيجبر قوة وتحالفات بعيدة إلى أن تحترم هذه المنطقة وأن تتعامل معها كمنطقة يوجد بها حضارة وثقافة وتنمية وطنية شاملة، وهدوء وهذا هو الأهم، المملكة بهذه السياسة ومن خلال هذه الرؤية استطاعت أن تواجه مخاطر مختلفة كأن يراد لهذه المنطقة أن تقع فيها، فتجنبتها بفضل الله ثم رؤيتها وبوحدة قيادتها التي تمكنت من وضع رؤية نرى حاليا نتائجها ملموسة على أرض الواقع.
الإنسأن المواطن السعودي، هو عنصر قوة وفريد من نوعه في ولائه وفي مواقفه وفي وحدته وتوحده خلف قيادة واحدة، مثل هذه القوة مكنت المملكة من أن تضع برامج وخطط استراتيجية تنموية لبناء هذه الدولة الأكبر في المنطقة من حيث المساحة ومن حيث حجم التأثير ومن حيث علاقتها بالعالم، فتمكنت بفضل الله بناء على هذه الوحدة ووعي المواطن ووقوفه خلف قيادته واستشعاره لدوره الوطني، ومشاركته المباشرة في التنمية والمحافظة عليها، وبعده عن ما يجعل المملكة كغيرها من الدول التي لا يوجد بها تنمية، هذا المواطن أصبح عنصرا استراتيجيا قويا من عناصر المملكة التي تعتمد عليها بعد الله في بناء نفسها وفي مواجهة التحديات والمخاطر التي حقيقة هي موجهة أو محيطة من المملكة العربية السعودية، المواطن السعودي بوعيه بفكره بموقفه وحبه لقيادته ووطنه وولائه لأرضه أثبت بأنه العنصر الأول وأنه الرقم الأصعب الذي يتمكن بفضل الله أن يواجه هذه المخاطر وأن يحبط جميع المؤامرات الموجهة للمنطقة وخصوصا المملكة العربية السعودية. وبما أن المملكة العربية السعودية هي من الدول التي لها تأثير إقليمي ودولي فهي في الواقع بعلاقاتها الخارجية الثابتة والمستقرة والمبنية على المصالح التي تحقق ما ترجوه المملكة العربية السعودية ويعود من نفع على الآخرين، المملكة لا تبني علاقاتها الخارجية مرحليا لغرض معين وإنما تبني هذه العلاقات وتنسجها من أجل إيجاد عنصر قوة وطني يمكن المملكة من أداء أدوارها ومن الحصول على المكانة الدولية المرموقة التي تحتلها حاليا، هذه البراعة السياسية مكنت المملكة من مواجهة المخاطر ومكنتها أيضا من أن تكون دولة موثوقة على مستوى العالم، مصداقيتها عالية قيادتها معروفة في جميع أقاليم وفي جميع دول العالم، وأيضا صوت المملكة هو صوت المنطق والعقل، هذه قوة تفتقر لها الكثير من الدول، ولذلك المملكة عندما تقول تفعل وحينما تعد تفي بوعودها، وحينما تضع اسمها وثقلها خلف أي قضية وأي دولة فالعالم كله يثق بأن النجاح سيكون حليف المملكة، وهذا المشهود في اكثر من مكان حتى في نزاعات دولية خطيرة جدا للمملكة فيها بصمات، كما يجري حاليا في أوكرانيا من وساطة لمحاولة إنهاء هذه الحرب ولفك المحتجزين والأسرى، والمملكة تلعب دورا متوازنا في هذه القضية وفي غيرها.
المملكة العربية السعودية مرة أخرى، في هذه المنطقة الملتهبة التي لم تشهد الاستقرار منذ عقود من الزمن أصبحت هي اليوم من يقود العمل السياسي والاقتصادي والتقني وايضا المعنوي والنفسي والإنساني من اجل استقرار هذه المنطقة، المملكة هي حاليا القائد الأول الذي يسعى بكل ما أوتي من قوة لبسط الامن والاستقرار، التحديات عظيمة والمخاطر جسيمة وهناك أعداء كثر لهذه المنطقة ومع هذا، كل يوم نرى نجاحات المملكة في هذا الجانب ونرى أن المملكة بفضل الله أصبحت جهودها ملموسة على أرض الواقع من خلال خطتها الوطنية 2030 ومن خلال محيطها العربي والإسلامي الذي أصبح حاليا يرى في المملكة هي القائد والمؤثر وبسياساتها أصبحت تقرر مسار السلام في المنطقة وهذا أمر مشهود وفي نفس الوقت مؤمل عليه من جميع الدول إقليميا ودوليا، الجميع يشيد ويعترف بأدوار المملكة العربية السعودية، هذه الأدوار والاعترافات هي من ضمن الممكنات والعوامل التي جعلت المملكة تقف في وجه هذه المخاطر وتلعب هذا الدور الاستراتيجي وتتغلب على المؤثرات التي يراد لها أن تحبط هذه المشاريع.
السفير عبدالله المعلمي.. دور المملكة المحوري يتمثل في كون المملكة طرفاً مؤسساً في معظم التجمعات الدولية
وعاد معالي السفير عبدالله المعلمي ليتحدث عن الدور المحوري للمملكة في المجتمع الدولي منذ التوحيد وحتى الرؤية 2030 قائلاً : دور المملكة المحوري يتمثل في كون المملكة طرفاً مؤسساً في معظم التجمعات الدولية بدءاً من الأمم المتحدة، حيث كانت المملكة واحدة من خمسين دولة مؤسسة للأمم المتحدة، وقد حرصت المملكة العربية السعودية أن تكون مؤسسة ومشاركة في جميع المنظمات التابعة للأمم المتحدة.
دور المملكة العربية السعودية يكمن في أنها لا تمثل نفسها فقط وإنما تمثل مكأنتها في العالم العربي والإسلامي، وتمثل قيادتها الروحية والفكرية والاقتصادية له، لذلك نرى أن المملكة دائماً تنطلق من منطلق مسؤوليتها ليس تجاه دولتها ومواطنيها فحسب وإنما تزاحم أبناء الوطن العربي والإسلامي في كل أنحاء الأرض.
د. إبراهيم النحاس.. النجاحات السياسية التي حققتها المملكة هي ثمرة من ثمرات الحكمة التي أدارت السياسة الخارجية للمملكة
بينما أكد د. إبراهيم النحاس على دور السياسة السعودية على تعزيز علاقات المملكة بالمجتمع الدولي وفق رؤيتها 2030. وتحقيق التوازن الأمثل في العلاقات الخارجية مجيباً: النجاحات السياسية التي حققتها المملكة هي ثمرة من ثمرات الحكمة التي أدارت السياسة الخارجية للمملكة التي تبنتها قيادتنا الحكيمة على امتدادها وتعززت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان هذا التوازن مكّن المملكة من إقامة علاقات متوازنة مع جميع دول العالم على الرغم من التناقض لدى هذه القوى الدولية، فعلى سبيل المثال في الشرق لدينا علاقات متميزة مع الصين وروسيا، وفي الغرب لدينا علاقات متميزة مع الولايات المتحدة والدول الأوروبية أيضاً. وهذه الحكمة في توازن العلاقات هي عدم السقوط في الصراعات البينية بين هذه الدول، وإنما تقيم المملكة علاقاتها على أساس المصالح المشتركة هذا من جهة، ومن جهة أخرى عملت المملكة في هذا العهد الزاهر على تعزيز العلاقات مع دول لم نتفاعل معها سابقاً بشكل كبير مثل دول أميركا اللاتينية ودول آسيأن والدول الأفريقية، هذا التفاعل في السياسات السعودية جعل من المملكة مركزاً قوياً جداً في المجتمع الدولي ومكّنها أيضاً من تعزيز علاقاتها الثنائية وفتح ممثليات لها في تلك الدول، يضاف إلى ذلك القمم الكبيرة التي استضافتها المملكة، وقيادتها الدولية والمتنوعة لعدد من المنصات الدولية أعطى رسالة للمجتمع الدولي بأن هذه العاصمة (الرياض) هي قلب نابض للسياسة الدولية ولديها من الحكمة ما يجعلها محل اهتمام على مختلف المستويات الدولية، نحن نتحدث عن نجاحات كبيرة نتيجة السياسات الحكيمة للمملكة العربية السعودية وخدمتها لمصالحها ومراعاة المصالح الدولية وحرصها على الأمن والاستقرار الدولي الذي جعلها مقبولة على جميع المستويات.
طلعت حافظ.. التوجه هو لتنمية الإيرادات غير النفطية
على حساب الإيرادات النفطية
وحول محور يعزا النمو غير النفطي في الاقتصاد إلى قوة الطلب المحلي لاسيما الاستثمار الخاص غير النفطي، تتطلب مواصلة هذا الأداء تطبيق سياسات اقتصادية، في هذا الاتجاه، كيف (ترسم) المسار الاقتصادي للمملكة نحو مستقبل أفضل أجاب طلعت حافظ: أود التعقيب على ما ذكره الأستاذ عبدالله، إن الرؤية أحيت قطاعات لا أقول إنها كانت مهمشة ولكن لم تكن تحظى بالاهتمام الكافي. فقطاع السياحة في العام الماضي حقق المستهدف له وهو (100) مليون إلى (106) ملايين، وأدخل على البلد (250) مليار ريال سعودي، عدا أنه قلل الهدر الخارجي والذي كأن يقدر ب (70) مليار ريال سعودي. وقد وصل (27) مليون سائح أجنبي، وخلال النصف الأول من هذا العام تجأوز (141) مليار ريال. بالنسبة لرسم سياسة مسار الرؤية، وهي بأن لا نعتمد على مصدر (واحد)، لذا قد قال في أحد لقاءاته إننا لا نقول بأننا لا نريد النفط فهو نعمة وهبة من الله ولكننا نريد أن نحول كل مفاصل الاقتصاد إلى نفط. وهذا ما حصل، فنحن نميل إلى القطاعات غير النفطية، وفعلاً فإن الأنشطة غير النفطية في الربع الثأني من العام الجاري وفقاً للهيئة العامة للإحصاءات حققت نمواً أكثر من (4 ٪) رغم نزول الأنشطة النفطية بأكثر من (9 ٪)، ووصلت الإيرادات غير النفطية إلى (457) مليار ريال من سنة الأساس (166) مليار ريال، وساهم في الإنفاق في الميزانية العامة للدولة ب (45 ٪) بدل (28 ٪) سابقاً.
إذاً التوجه هو لتنمية الإيرادات غير النفطية على حساب الإيرادات النفطية.
طرفة المطيري.. ما يحصل اليوم بالمملكة
هو أعظم قصة تروى بهذا القرن بلامنازع!
فيما علقت طرفة المطيري عن رحلة الصناعة في المملكة من التوحيد إلى عهد رؤية السعودية 2030 التي ترسم خارطة طريق لتطوير الاقتصاد الوطني وتنويع مصادر الدخل، وتعد الصناعة من أهم الروافد الاقتصادية قائلة : إن القطاع الصناعي من أهم القطاعات في رؤية 2030 لأن في هذا القطاع موازنة للميزان التجاري، وموازنة بين الواردات والصادرات والتحول من الاعتماد على الدخل النفطي وهو المورد الرئيس وتحويله إلى صناعات متقدمة وصناعات تحويلية، بالإضافة إلى الاستفادة من الموقع الاستراتيجي للمملكة العربية السعودية وجعلها محطة لسلاسل الإمداد العالمية ونقل الصناعات وتوريدها من خلال محاور الطرق التجارية العالمية، بالإضافة إلى وجود ثروة معدنية غزيرة في المملكة من فوسفات وذهب ومختلف المعادن والتي اكتشف منها القليل، والتوجه إلى اكتشافها بشكل أوسع لتكون الرافد التالي بعد النفط.
بهذه المناسبة والتي تصادف ذكري توحيد الجزيرة العربية وشعبها العظيم تحت راية ومصير واحد على يد المؤسس البطل المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز نبارك ونهني قادتنا العظام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمأن حفظه الله وسمو سيدي ولي العهد رعاه الله
وهذا الاحتفال والذكرى الميمونة تتزامن مع أنجازات تتوإلى لرويه 2030 في وطن عظيم يتجذر اصاله وعمق عبر تاريخ عميق وفروع شاهقه تعأنق السحاب فكرا وعلما وحضارة وصناعه، نحن السعوديين نعيش حاله استثنائية بالعالم ووطنا العظيم يتموضع إقليما وعالميا في مصاف الدول المتقدمة بفضل الله ثم قياده طموحه عملت وتعمل منظومه متكاملة لنقله وتنمية شاملة وتطويرة تشمل مختلف الجوانب الاقتصادية والصناعية والبشرية والسياسية والمدنية والثقافية والرياضية، ما يحصل اليوم بالمملكة هو أعظم قصة تروى بهذا القرن بلامنازع.
من بين هذي النواحي التي تنمو وتتطور بتسارع كبير هو قطاع الصناعة والذي هو محور رئيس في الاقتصاد السعودي الحديث حيث التحرر من الاعتماد على النفط كمصدر رئيس وتنويع مصادر الدخل ومعادله الميزأن التجاري من صادرات و واردات بل وتحويل جزء من صادرات النفط لمدخلات صناعيه لتأسيس صناعات تحويليه بمستويات عديده لمنتجات نهاجيه ولتحقيق هذا الهدف اتخذت اجراء كبيره وعلى أعلى مستوى بالدولة بتوجيه ومتابعه حثيثة ولحظيه من سمو سيدي ولي العهد وجندت اجهزه ومنظومات الدولة بمختلف قطاعاتها لهذا الهدف وتأسست وزاره الصناعة وهييه المحتوى المحلي والتي كأنت مفصل محرك قوي خلق الفرص الصناعية الحقيقية والواعدة من القوى الشرائية الضخمة بالمملكة.
وهدف القطاع الصناعي يتمحور في جزيئات عدة منها خلق صناعات متقدمة تكنولوجية والكترونية وفي تامين سلاسل الامداد لصناعات الطاقة المتجددة والسيارات والطائرات والسفن وتحليه المياه، ايضا العمل على نمو الصناعات والتي تأمن الاحتياجات المحلية كالصناعات العسكرية والصناعات الطبية والدوائية والصناعات الغذائية والصناعات التي تخدم قطاعات الاسكان والمشاريع الحكومية حيث أن المملكة تملك مقومات كبيرة حدا من مواد أوليه وموقع جبار على منافذ بحريه يربط اصقاع العالم بالإضافة لطاقات بشريه شابه متعلمه وهي النواة الرئيسة لهذه الانطلاقة الصناعية الواعدة،
كما أن المملكة بصحاريها ومختلف تضاريسها وأجواء الاستثنائية اصبحت مولد ضخم لثروات معدنيه كالسيلكون كالسيلكا ووالفوسفات والتاتنيوم والذهب والفضة و قد اعلن عن ارقام تريليونه تتعدى ال9 تريليون كقيمه مبدئية لهذه الثروات من المعادن والتي لم تستغل إلى الآن «تعتبر هذى ثروة حقيقيه ضخمه بعد النفط» وجاري العمل للتنقيب عليها والعمل على تصنيعها وتحويلها لمدخلات صناعيه وليس فقط استخراجها، لذلك اصبحت المملكة محط أنظار كبريات الشركات العالمية لتأسيس استثماراتها والانتفاع من هذه المدخلات الصناعية والحصول على فرص عمل بالمشاريع الضخمة
لا سيما أن هناك لبرنامج ضخم برنامج ندلب للتطوير البنى التحتية واللوجستية للصناعة،والتي ستحرك كل مفاصل الاقتصاد بكل فروعه وشرائحه ليس فقط بالمملكة وحتى بالإقليم.
بعد ذلك بدأت مداخلات الزملاء وذلك على النحو الآتي:
أ. هأني وفا
* سؤال لمعالي السفير، وأنت من أبرز الدبلوماسيين السعوديين، نحن نتكلم عن مرحلة التوحيد، ومن الطبيعي أنها مرحلة فيها ظروف دولية وإقليمية مختلفة، خاصة أن العالم كأن خارجاً من الحرب العالمية، وكأن الضغط شديداً جداً، كيف استطاع الملك المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أن يتعامل مع هذا الظرف وينشئ هذا الوطن؟
معالي السفير عبدالله المعلمي.. التجربة الوحدوية للمملكة قامت على العدل والمساواة فأبسط مواطن يستطيع الوصول للملك عبدالعزيز أو أحد أبنائه أو إلى أمراء المناطق ويعبر عن ما يريده.
معالي السفير عبدالله المعلمي:
* هذا السؤال مهم جداً، ودائماً أكرر أن التجربة الوحدوية للمملكة العربية السعودية هي أنجح تجربة وحدوية في الوطن العربي كله في التاريخ الحديث وربما من مئات السنين، لأنها قامت على أسس بسيطة وهي العدل والمساواة بالدرجة الأولى، وأسس عدم وجود حاجز بين الحاكم وبين المواطن، فأبسط مواطن يستطيع الوصول للملك عبدالعزيز أو أحد أبنائه أو إلى أمراء المناطق ويعبر عن ما يريده. وأقول أيضاً إن من أسباب قيام ثورات ما يسمى بالربيع العري هو وجود قصور في الأنظمة العربية، ومن ضمنها وجود فجوة بين المواطن والحاكم وكذلك وجود فجوة بين تطلعات المواطن والدولة، فكثير من أولئك المواطنين كأنوا يشعرون أن مستقبل أبنائهم سيكون أسوأ من حاضرهم وماضيهم، وهذا الوضع لو ساد في أي بلد فهو وضع ظلامي، وسيؤدي إلى الأنهيار حتماً. وفي المملكة العربية السعودية - ولله الحمد - نشعر دائماً بتفاؤل أن أبناءنا سيجدون دولة قوية ستحميهم وتؤمّن لهم الفرص المثيرة للاهتمام وتساعدهم على العيش بأمن وسلام ورخاء في هذا الوطن، فتجربة المملكة في إرساء قواعد أساسية للوحدة بما فيها العدالة والمسأواة بين المواطنين هي تجربة مهمة وتذكر وينبغي أن تكون نبراساً لأي تجارب وحدوية في العالم.
مداخلة أ. خالد الربيش
* لا شك أننا كل سنة نحتفي باليوم الوطني، ونحن كجهة إعلامية نرصد كل المنجزات التي تحققت في هذا العام أو منذ تأسيس وتوحيد المملكة من خلال ملحق في الصحيفة وهذه الندوة.
السؤال المهم هو: كيف يمكننا تحويل اليوم الوطني إلى مشروع وطني يعزز أنتماءنا كسعوديين للوطن؟
أ. طلعت حافظ
* أعتقد أنكم تتفقون معي بأن رؤية المملكة 2030 عززت المواطنة ورسخت الهوية الوطنية، فاليوم حتى الطفل الصغير يتكلم عن الوطن، فبرنامج جودة الحياة وبرنامج التحول الوطني أرسى مفاهيم كثيرة لدينا، وليس منها تعزيز الهوية في الداخل فحسب بل عززها في الخارج أيضاً، من خلال الصورة الذهنية لدى الشعوب الأخرى، فمن غير شك أن الرؤية المباركة عززت وغيرت الكثير من التصورات المسبقة عن المملكة، فاليوم حينما يتكلم سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان وزير الطاقة بأننا سنتجه إلى الطاقة النووية السلمية، وأننا قدمنا كل ما يلزم لشمولية الطاقة النووية للمصالح السلمية. فالمملكة أصبحت حديثاً على كل لسأن. فالرؤية تدرّس ومثلٌ يحتذى به لأنها حركت الكثير من الدول لتنهج نهج الرؤية في المملكة.
د. إبراهيم النحاس
(تعقيب)
* السؤال يعد سؤالاً استراتيجياً، وأعتقد أنه لابد أن يكون عملاً مؤسسياً، بمعنى أنه لدينا الإعلام الذي يساهم في ترسيخ هذا المفهوم بالإضافة إلى مؤسسات أخرى ومنها: هيئة الترفيه والتي تعمل عملاً عظيماً. والسؤال هنا كيف نوصل هذا المشروع لأبناء المملكة جيلاً بعد جيل، من خلال إظهار كيف كأنت المملكة وكيف أصبحت، وكيف بذل الملك المؤسس جهوداً عظيمة لتوحيد المملكة، وكيف أصبحنا اليوم مع هذه الرؤية، وما هو المستقبل الذي نتطلع إليه، فالعمل المؤسسي تقوم به مؤسسات الدولة والإعلام إحدى هذه المؤسسات الرئيسة ومعها التعليم والسياحة، لذا فإن العمل هو ما يجب أن يكون.
أ. طلعت حافظ
(إضافة)
* اليوم نحن نحتل مراكز متقدمة في المؤشرات الدولية وهذا أمر عظيم، فحين تكون المملكة العربية السعودية الأولى عربياً والثأنية عالمياً في الأمن السيبرأني فهذا أمر عظيم، وعندما نحرز مراكز متقدمة في الذكاء الاصطناعي وإقامة سدايا لاجتماعات افتراضية لمجموعة العشرين لأول مرة في تاريخ المجموعة وتأسيسها في العام (1999) وبنجاح مبهر، فهذا كله يحسب للمملكة العربية السعودية.
( مداخلة ) أ. عبدالله الحسني
* شكراً لصحيفتنا الرائدة وهذه الندوة التي تمتد دائماً ناحية الوطن وإنجازاته.
إن محور الثقافة لم تتم مناقشته كما يليق به، وأنطلق مما سأله الأستاذ خالد الربيش، وهو كيف نجعل من هذا اليوم الوطني تعزيزاً للهوية الوطنية وكما أشارت طلعت حافظ إلى جودة الحياة، فأعتقد أن الثقافة جزء من هذا التحول الوطني، وأصبحت الثقافة نمط حياة الآن، وليس بمستغرب هذا الاهتمام بالجأنب الثقافي، ومنذ عهد التأسيس فالملك عبدالعزيز - رحمه الله - كأن يغشى مجالسه العلماء والمؤرخون والكتاب والمثقفون، وكأن يقربهم ويستشيرهم ويحتفي بهم. إن رؤية 2030 بمرتكزاتها الثلاثة مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، كأن من ضمنها التحول الوطني الثقافي، حيث بدأ المشروع باستحداث وزارة خاصة معنية بالثقافة وتعزيز الهوية الوطنية، وشرعت الوزارة بمشاريع ومبادرات عديدة عبر تخصيص أعوام لهذه المشاريع كعام الإبل وعام القهوة وعام الخط وعام الشعر، وسيكون عام 2025 خاصاً بالحرف اليدوية، فكل هذه الأعوام تدل على الاهتمام وتعزيز الهوية ويتيح المجال لنخدم موروثنا، خاصة مع تنوع الموروث لدينا فالمملكة منطقة خصبة ثرية بهذا المجال، وقد آن الأوأن في ظل هذه الممكنات وفق رؤيتنا العظيمة أن ننقل قصتنا للخارج، فنجد ثقافتنا تجوب العالم سواء عبر الموسيقى أو معارض الكتاب وغيرها.
ضيوف ندوة الرياض كل عام والمملكة العربية السعودية في تنامي، وقوة ورفعة وخير وازدهار، ويوم وطني يرافق نجاحاتكم الشخصية والمهنية شاكرين لكم تجثم عناء الحضور والمشاركة الثرية في ندوة الرياض (يوم الوطن.. توحيد ورؤية).
ضيوف الندوة
معالي السفير عبدالله المعلمي
د. إبراهيم النحاس
طلعت حافظ
د. إسماعيل سلامات
اللواء طيار ركن عبدالله القحطاني
عبدالمحسن آل محمود
عبدالعزيز الحسين
أمل العتيبي
طرفة المطيري
حضور الندوة
هاني وفا
خالد الربيش
صالح الحماد
عبدالله الحسني
نوال الجبر
سليمان العساف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.