طارق الحميد * نقلا عن "الشرق الأوسط" السعودية عرض وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو رؤية بلاده لمستقبل منطقتنا، من موريتانيا إلى فاس، ومضيق هرمز واسطنبول، مشدداً على أن السدود العائقة لانفتاح تركيا على المنطقة قد بدأت بالسقوط، و«أن مجرى التاريخ يعود إلى طبيعته»، مؤكداً أن تركيا «معنية بكل قضايا المنطقة، وستهتم بجميع تفاصيلها»! على أثر ذلك سألتُ مجموعة من المسؤولين العرب، وزراء خارجية، أو مستشارين لهم، أو مساعدين، لتزويدي بقائمة تبضع، Shopping list لما يريدونه من السلطان العائد، الذي «يطير بأجنحة متعددة وله الأفق المترامي»، بحسب تعبير كبير مستشاري الرئاسة التركية. وبالطبع جاءت الطلبات متشابهة، ومنها التالي: أولا، حل القضية الفلسطينية، وبالتالي الصراع العربي - الإسرائيلي، بما يضمن الانسحاب الإسرائيلي من الجولان، وإن كنا لا نعلم كيف ستساعد تركيا في ذلك مع توتر علاقتها بإسرائيل، وهذا أمر يقلق السوريين بحسب مصادر مطلعة. ثانياً، أن تقنع إيران بكف يدها عن دول المنطقة، وتتوقف عن زرع خلاياها، وتكف عن اختطاف العراق ولبنان. الأمر الآخر، وبحسب مسؤول عربي، فطالما أن الأميركيين قد فشلوا في نشر الديمقراطية فالمطلوب من تركيا أن تشرع بنشر العلمانية بمنطقتنا، خصوصاً أن كبير مستشاري الرئاسة التركية أرشاد هورموزلو ينفي أن بلاده أمام تحول تاريخي نحو الدولة الإسلامية، قائلا «غير ممكن، فتركيا تقوم على أربعة أسس لا يمكن تغييرها أو تعديلها، وأولها علمانية الدولة وديمقراطيتها ومبدأ تداول السلطة». وهنا يقول مسؤول عربي «ليت حماس تقتدي بتركيا، لا العكس» وبالتالي تساعد أنقرة في تعليم حماس مبادئ الدولة التركية، وأهمها عدم الانفراد بالسلطة، عبر الانقلاب. ولأن الشيء بالشيء يذكر فإن المطلوب من تركيا أيضاً، وبحسب مسؤول عربي، هو أن تسعى لجعل الجيوش العربية حامية للدساتير، على غرار النموذج التركي، وتحديداً في العراق ولبنان، وليس على غرار الحرس الثوري الإيراني، وبالطبع جيد إن أقنعت تركيا إيران بعدم قمع شعبها، والتوقف عن تصدير الثورة، والتحول نحو العلمانية. كما أن جل من تحدثت إليهم أجمعوا على ضرورة أن تباشر تركيا، مشكورة، بحسب قول أحدهم، بحل القضية اللبنانية، خصوصاً التدخل الإقليمي، وتقنع سورية بأن لبنان دولة مستقلة، كما عليها أن تمنع إيران من جعل لبنان منصة صواريخ لأزماتها. وبالنسبة للعراق فإن المطلوب، ببساطة، هو أن توقف تركيا، وإيران، الاعتداءات المتكررة على الأراضي العراقية، واستهداف الأكراد؛ فبحسب أحد المسؤولين العرب فإن الأكراد بشر أيضاً مثل أهل غزة! هل انتهت القائمة؟ بالطبع لا! فالطلبات تطول، خصوصاً أن أفق تركيا يتمثل في 360 درجة، كما يقول وزير الخارجية التركي، ولذا ففي القائمة أيضاً، وبإيجاز، حفظ السودان من التشرذم، وحل قضية الصحراء الغربية، ومشكلة اليمن، وحل قضية الجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران، وكذلك مشكلة الصومال، وهناك بالطبع قضايا التنمية وغيرها، مثل مكافحة الإرهاب. ويقول مسؤول عربي إذا حققت تركيا نصف هذه المطالب سننادي بها سلطاناً لمدة 500 عام جديدة! لكن ماذا فعلت لنا تركيا في الخمسمائة عام القديمة؟