احتفت صحف يوم أمس الثلاثاء بعبارة «حضرنا ولم نجدكم»، التي كتبها أمير الجوف على أوراق مدير مكتب العمل هناك في زيارة مفاجئة لأمير المنطقة للمكتب. أمثال هذه الزيارة المفاجئة هي من ضرورات القيادة الناجحة لأنها تكشف الواقع كما هو وتحقق الإصلاح المباشر وتتعرف على آراء وهموم ذوي الحاجات، وتقيم قنوات اتصال طبيعية. والعبارة فيها أثر الزيارة المفاجئة وقد حققت ذلك، لكن احتفاء الصحافة بها على هذا النحو بإيراد الخبر في الصفحة الأولى ثم على مساحة كبيرة داخل الصحيفة هو التشهير بعينه. ساعات الدوام تشكل الحد الأدنى الضروري للقيام بالعمل، لكنها لاتمثل شرط الكفاية في قيام صاحب المسؤولية بأداء ينجز فيه أعمالا يرى الناس ثمارها ويجنون منافعها، فقد يحضر كل الساعات ولايعمل شيئا. كما أن عدم وجوده على مكتبه لايعني أنه لا يعمل، فربما هو في زيارة عمل ميدانية في مكان ما، وهذا ما أنصفته به «عكاظ»، حين ذكرت أنه كان في اجتماع عمل في الغرفة التجارية المجاورة لمبنى مكتب العمل وسيارته موجودة في المواقف. ماذا لو زار مسؤول أعلى مكتب أمير الجوف أثناء زيارته المفاجئة تلك؟ هل سيفترض أن عدم حضوره دليل إهمال؟ وماذا لو عرف الناس أن مدير مكتب العمل كان في اجتماع في مكان آخر، أيقبل أحد هذا التشهير الذي أسقط عليه صفة التسيب والتغيب والإهمال؟. تحتاج الصحافة وأهلها إلى المزيد من الحذر، خاصة وهم لا يأتون على أسماء أو صور بعض مرتكبي الجرائم حفاظا على كرامة المجرم فكيف بالبريء؟.