أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارات البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، أن بيان تنظيم القاعدة الصادر أمس، «يمثل عجزهم وفشلهم في أمورهم، فلجأوا إلى التهديد الذي أرجو أن يكون قولا لا حقيقة له». وطالب آل الشيخ خطباء الجوامع في مختلف المناطق بتحذير الناس من خطر الفئة الضالة وشبهاتها، موضحا «ينبغي تثبيت المسلمين وتقوية إيمانهم وألا يصغوا لهذه الفئة الضالة والمرجفين الفاشلين». وقال مفتي عام المملكة: «نحن أمة مسلمة ويجب أن نقف موقف المتحدي لهؤلاء والثبات على مبادئنا وقيمنا، ونحن لا نرضى بالذل والهوان، ولا ينبغي مجاملة الفئة الضالة أو الإصغاء لهم، ولا يجوز لمسلم أن يتعاون معهم». ووصف آل الشيخ الإرهابيين بأنهم «فئة شاذة تنكبت الطريق المستقيم وجانبت الحق»، مشيرا إلى أن هذه الفئة بات لها منهج فكري يسلكه المفتونون به، وله منظرون يدعون إليه، وينشرونه من خلال بعض القنوات التي يستخدمونها. واستنكر مفتي عام المملكة أعمال الفئة الضالة التي تمثلت في استحلال دماء الأبرياء والإفساد في الأرض، ما فتح الطريق أمام أعداء الإسلام للقدح في الشريعة ووصفها بأنها أمة إرهابية، إذ أن الباطل لا يدحضه إلا الحق، مشددا على ضرورة دحض أفكار الإرهابيين، وكشف منهجهم المنحرف. وكشفت مصادر أمنية أن هيلة القصير التي أوقفتها الأجهزة الأمنية قبل عدة أشهر في مدينة بريدة في منطقة القصيم تعد ممولة «لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب»، وأن زوجها المدعو محمد سليمان الوكيل، المقتول في مواجهة أمنية قبل سنوات حين بداية الأعمال الإرهابية في المملكة، كان أحد عناصر التنظيم في المملكة قبل هزيمته على الأرض.. وكشف المصدر جانبا من حياة هيلة القصير الاجتماعية ، مفيدا إنها تعمل مدرسة في بريدة تزوجت زوجها الأول كبير في السن من أهل الطائف وكان موظفا بشركة أرامكو، وتحول إلى حياة التقشف، ومن ثم أعجبت بنظرية الزهد التي يعيشها، فيما قتل زوجها الثاني (محمد بن سليمان الوُكيل) في مواجهة مع قوات الأمن السعودية عام 1425ه بمدينة الرياض في مواجهات بحي التعاون بعد مشاركته في تفجير قرب مقر وزارة الداخلية ومقر قوات الطوارئ الخاصة، وكانت القصير وقتها حبلى في شهرها الخامس وأنجبت منه الطفلة "رباب". وأفادت المصادر أن هيلة القصير تمكنت خلال العامين الماضيين من جمع تبرعات للتنظيم في اليمن عبر الحصول على حلي ومجوهرات ومبالغ مالية تحت غطاء بناء مساجد ودور أيتام هناك.. وبين المصدر أن القصير كانت مسؤولة عن قيادة أكثر من 60 عنصراً متورطاً بالعمليات الإرهابية إضافة إلى أنها كانت تؤوي المطلوبين في منازل آمنة. وأضاف المصدر القريب من التحقيقات أنها قامت بتحويل مبالغ مالية (فاقت المليوني ريال) إلى تنظيم القاعدة في اليمن عبر عمليات غسيل أموال. وأشار المصدر إلى أنه تم عرضها على لجنة المناصحة حيث عرضت على مشايخ طلبتهم بالاسم ليجدوا منها القبول بالأمر، إضافة إلى عدد من الأخصائيات النفسيات. ولفتت المصادر إلى أن القصير كان لها دور كبير في تسلل وفاء الشهري «أم هاجر الأزدية» إلى اليمن، مؤدية مهمات التنسيق للرجل الثاني في تنظيم القاعدة في اليمن سعيد الشهري زوج وفاء. وأكدت المصادر ذاتها أن هيلة القصير كانت تستجلب صغيرات السن من ذوي المطلوبين أمنيا لإدراجهن في التنظيم بشكل أو بآخر سواء عبر توفير الدعم المادي أو المعلومات عن ذوي المطلوبين وأحوالهم، إضافة إلى محاولاتها استقطاب عدد من زوجات المطلوبين وأخواتهم للحاق بهم في اليمن كما فعلت مع زوجة سعيد الشهري. وشددت المصادر على أن محاولات القاعدة في اليمن التصوير للرأي العام بأن نساء المطلوبين مستباحات «لايعدو كونه محاولة يائسة وبائسة لتأجيج المجتمع على أجهزته الأمنية وهم أول من يدرك محافظة تلك الأجهزة على محارم وأعراض الناس مهما بدر من المطلوبين فلا يؤخذ أحد بجريرة الآخر وهذا ديدننا في التعاطي مع كل القضايا الأمنية». وكان الرجل الثاني في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب سعيد الشهري دعا مؤيدي القاعدة الى خطف الامراء والوزراء والمسيحيين في السعودية ردا على اعتقال الناشطة في التنظيم هيلة القصير، في القصيم شمال الرياض، وذلك في تسجيل صوتي بث على الانترنت الخميس. وقال الشهري في التسجيل "كما هو واجب علينا فهو واجب عليكم يا اهل القصيم خاصة ويا اهل الاسلام في ارض الجزيرة وغيرها عامة، ولا نقول لكم اخرجوا من ارضكم ولكن ابقوا فيها وأعدوا بكل ما تستطيعونه من قوة واحرصوا على جمع المعلومات وتحريض المسلمين وجمع الاموال وتشكيل خلايا عملية تقوم بخطف النصارى والامراء من آل سعود وكبار مسؤوليهم من وزراء وضباط".