الفتوى بتحريم الطالبات من ممارسة الرياضة في المدارس تحتاج إلى تأصيل من مختصين موثوقين وإلا كان مجرد رأي لا يستند إلى دليل ولا يحقق أثرا ولا يخدم مصلحة. إن قال به عالم دين فأين الدليل من كتاب أو سنة وأين التأييد من رجال علم آخرين متزامنين أو سابقين، ولا يعقل أن يعطل الشرع أمرا من الأمور الضرورية كهذا إما في تقديم الدليل أو في تناول أهل العلم. إن قال ماقال مستندا إلى علم ومعرفة فلابد أن يذكر ما استند إليه خارج النص الشرعي من علوم طب أو اجتماع أو نفس أو غير ذلك مما يحتج به في هذا الشأن. ممارسة الفتاة للرياضة موجودة اليوم في أكثر المنازل وعبر الأجهزة المخصصة لذلك أو الأفنية التي تمارس فيها الفتاة المشي أو حتى في ممرات أعدتها بعض أمانات المدن من أجل تشجيع النساء على الرياضة. معلوم أن قيام المرأة في السابق بكثير من الأعمال في المنزل وفي الحقل ومابينهما أتاح لها قدرا أكبر من الحركة التي تجعل جسمها أقدر على مزاولة النشاط ونفسيتها أقدر على تحمل الضغوط أما اليوم فمع طبيعة الأكل غير الصحية وعدم مزاولة الحركة الرياضية ساهمت في وجود جيل من الفتيات مترهل وذي قابلية لاستقبال الأمراض. وجود الرياضة في المدارس يحقق إيجابيات كثيرة أهمها الطالبات اللاتي يقمن في منازل أو شقق صغيرة لاتتيح لهن مجالا للنشاط، كما أنها تحقق تفاعلا أكثر وممارسة مبادئ الانضباط والحزم والارتباط السلوكي. إن كان هناك بعض الفتاوى التي أصبحت خارج السياق عبر السنين لأنها جاءت على غير أساس فإن الحكمة تقتضي من أولي العلم التريث ومدارسة الظروف والحكم على النتائج واستيعاب الزمان والمكان حتى لايغدو الدين ميدان تجارب قاصرة.