أنس زاهد - المدينة السعودية بعيدا عن عدم وجود مساهمة عربية تذكر في نشاط قافلة الحرية التي تستهدف كسر الحصار المشين المضروب على قطاع غزة منذ سنوات، فإن مواكبة الإعلام العربي للحدث تبدو هزيلة بل ومخجلة. وحتى لا أنساق في توجيه الاتهامات دون وجود أدلة دامغة، فإنني أفضل أن أطلق تعبير (لا مبالاة) على التغطية الإعلامية العربية للحدث، رغم اجتهاد بعض وسائل الإعلام الواضح، بدلا من كلمة (تعتيم). على سبيل المثال فقد خلت نشرات أخبار بعض الفضائيات العربية السبت الماضي، من مجرد الإشارة إلى الخبر. في حين اكتفت بعض الفضائيات بتغطية الخبر في عجالة وباقتضاب دون أن تبرزه ضمن أهم ما قدمته من أخبار. إحدى الفضائيات أصرت على متابعة آخر تطورات ملف مقتل المغنية الشابة سوزان تميم، في حين أنها سكتت تماما عن الكلام المباح - هو بالتأكيد كلام مباح - الخاص بقافلة الحرية! تصوروا..! نشرة أخبار تقدم ضمن أنبائها الرئيسة آخر التطورات القضائية فيما يخص مقتل المغنية الشابة سوزان تميم مع تقديم تحقيق واف عن الموضوع، في نفس الوقت الذي تخلو فيه ولو من إشارة عابرة لاقتراب قافلة الحرية من شواطئ غزة! وحتى لا يتهمني أحد بعدم التعاطف مع المجني عليها، فإنني أؤكد بأنني أكن كل التعاطف مع كل إنسان مظلوم بغض النظر عن دينه أو قوميته. لكنني لجأت فقط إلى عقد هذه المقارنة (الإعلامية)، نظرا للتزامن الذي حصل بين إعادة استئناف النظر في قضية جنائية ذهب ضحيتها شخص واحد، وبين محاولة بعض أحرار العالم التصدي لجريمة إبادة جماعية يتعرض إليها شعب بأكمله منذ أكثر من أربع سنوات. إنني لم أكن أعرف أن حياة الفرد في العالم العربي تساوي الكثير حتى لاحظت الاهتمام الإعلامي بنقل آخر تطورات قضية مقتل المغنية سوزان تميم. كما أنني لم أكن أعرف أن حياة الشعوب العربية لا تساوي شيئا إلا بعد حالة الصمت التي لفت المسئولين في رام الله حيث لم يخرج علينا أحد منهم بمجرد تصريح يثمن فيه جهود أعضاء قافلة الحرية التي تحاول إنهاء أطول محرقة عرفها التاريخ الحديث. هل أصبحت قافلة الغناء لدينا أهم من قافلة الحرية؟!