من الصعوبة وانت خلف القضبان كمتهم في قضية تحريض على قتل ان يشاهدك مئات الملايين وفي برنامج تدفع به الملايين لرعايتك الاعلانية له، بث مستمر وهشام طلعت مصطفى خلف القضبان لمحاكمته وبين كل فاصل وفاصل اعلان عن امبراطوريته الكبيرة ومشروعه العمراني الكبير "مدينتي"، وذلك عبر برنامج "القاهرة اليوم" على اوربت، لحظات مريرة تسبب بها الانفتاح الاعلامي لقضية مقتل المطربة سوزان تميم وأضحت هذه المحاكمة تبث بكل تفاصيلها المروعة والدقيقة على الفضائيات، وكأنك تشاهد جزئية من جزئيات المسلسلات المصرية المعتادة ولكن هذه المرة بصورة حقيقية!! محاكمة مباشرة على الفضائيات وأمور محزنة تستغرب ان تتناولها الفضائيات بالصورة التي شاهدناها ومذيع يناور على عرض صورة لقتيلة مشوهة ويعتبر بثها فضائيا سبقا إعلاميا لبرنامجه، وتتوقف الحياة الفضائية العربية ليوم كامل لتعرض هشام والسكري خلف القضبان لتكون هذه المحاكمة الاشهر عربيا من الناحية الاعلامية!! سوزان تميم لم تحظ بالشهرة في حياتها كما حظيت بها وهي ميتة، اثارت بالفعل العديد من الاستفهامات حولها وحول في الوقت نفسه علاقة الفن العربي بالاقتصاد والسياسة، فمثلث الفن السياسة الاقتصاد عربيا مثلث النواحي السلبية طاغية فيه، واغلبية عناوين هذا المثلث على مدى التاريخ مرتبطة بالمخدرات والقتل والليالي الحمراء، والشواهد على مثل هذه العلاقات لا يحتاج لتذكير وان كانت قضية تصفية سوزان تميم الابرز والاهم من وجهة نظري!! بورصات مالية كبرى كادت ان تتزعزع، علاقات اقتصادية كبرى كادت ولاتزال تحت تأثير ظروف هذه القضية، شخصيات سياسية مؤثرة لامسها طوفان عملية القتل وأسرارها، امبراطوريات اقتصادية مهددة بالانهيار، ظروف متعددة تقف خلف اسرار مقتل مغنية غير مشهورة كثيرا!! تقف مذهولا وانت تتابع التفاصيل المحيطة بسوزان وعلاقاتها، احيانا تسأل نفسك هل تستحق هذه المغنية كل الهيلمة التي احاطت بها في حياتها وبعد موتها، اسئلة عادية تتوارد امام مخيلتك، تربطها احيانا بالشكل وأحيانا بالحضور وأحيانا بالتأثير السحري لشخصيتها وأحيانا للصراع الانساني الذكوري حول الفريسة، ووصول الأمر ان يكون للملايين من الدولارات تأثير في جعلها (خلو طلاق) لكي يقبل بها زوجها عادل معتوق لكي يطلقها !! عواصم عربية وعالمية ارتبطت بموت هذه المغنية وشخصيات بريطانية وعربية وخليجية ارتبطت بهذه الحادثة، والسؤال هل الامر يستحق كل هذا، سيناريو مثير نتابع اخباره يوميا وتفاصيل بوليسية اكثر اثارة واسرار موت مغنية طغى على اسرار اغتيال العميد السوري محمد سليمان رغم ارتباط اغتيال هذا الاخير بأحداث سياسية عالمية مهمة ولكن ولانها مغنية عربية الأهم لدينا اخبارها ومتابعة لياليها وأيامها السابقة، ليطل علينا الجانب المظلم من الفن العربي!! ولا نستغرب ان نسمع عن اعتزام المخرجين لعمل مسلسل عن تفاصيل اغتيالها وتظهر الكتب كما هو الكتاب الاخير الذي ظهر قبل ايام، وتتناول هذه الكتب الحديث عن علاقتها بامبراطوريات المال والسياسة وهكذا نحن في الوطن العربي، الفضائح تطغى على النواحي الجمالية لمفهوم الفن، لانه للاسف الذي نشاهده حاليا عبارة عن كاباريهات تعرض على الفضائيات تحت مسمى الفيديو كليب ومناظر مصاحبة للمطربين والمطربات العرب تخدش الحياء، فاصبحت فضائح علاقات الفنانين العرب مع رجال السياسة والاقتصاد هي السمة البارزة، لان الوصول لهم اصبح سهلا والامر لا يتعدى فيديو كليب فاضح عبر قناة فضائية لا تهتم بالمعايير الاخلاقية!! فهل نسمع مزيدا من الفضائح من خلال مثلث الفن السياسة الاقتصاد، أم تكون عملية اغتيال سوزان تميم والاحداث المثيرة بعدها سبب رادع لتفكير الكثيرين بارتباطهم بمثل هذه العلاقات، مجرد سؤال!!