وقعت ثلاث نساء سعوديات (د. ريم الراشد، أ. منيرة العبدالله، أ. منى العبد الكريم) على رسالة وجهنها إلى الشعب السوداني الشقيق، وكانت الرسالة عبارة عن توضيح للشعب السوادني، حول ما قامت به (جيهان فلمبان ودينا مدني) السعوديتان الموفدتان من منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة لمراقبة الانتخابات في السودان. الموقعات يقلن في رسالتهن: «نحيطكم علما بأنه ساءنا وساء كل عفيفة محتشمة وغيورة على دينها ما قامت به المدعوتان، من سفرهما إليكم لمراقبة الانتخابات السياسية، والذي هو شأن داخلي يخص شعب السودان فقط». ويضفن: «إن ما قامتا به لا يمثل السعوديات ولا الشعب السعودي الغيور، فنساء بلاد الحرمين تربين على الستر والحشمة والحجاب الكامل ويشمل غطاء الوجه، وعدم مخالطة الرجال ومزاحمتهم». ويختمن رسالتهن ب: «وإن النساء السعوديات بريئات من أمثال هذه الأفعال المنكرة؛ فلا يحق للمذكورتين أن يتحدثا بلسان المرأة السعودية، وهما لا يمثلان إلا نفسيهما فقط». لست أدري لِمَ البعض لديه قدرة على أن يتحدث نيابة عن الجميع دون إذن من أحد، هكذا فجأة تقرر ثلاث نساء أن يكتبن رسالة ويتكلمن باسم الجميع ونيابة عن الجميع، وحتى لا يعارضهن أحدا، يقدمن أنفسهن على أنهن يمثلن كل السعوديات والمسلمات، ثم يضعن مواصفات خاصة لمن يحق لها أن تكون سعودية، ومن هي خارج المواطنة، ومن هي المسلمة العفيفة والشريفة، ومن هي التي تخلت عن شرفها. الحق يقال: نحن لم نضع حدا لهذه الظاهرة على مستوى الرجال، إذ كان بعض الأشاوس يقررون أن يرسلوا رسالة ضد شخص ما يتهمونه بشرفه ومبادئه وأنه خائن للدين والوطن، ويستحق العقاب، فيسكت عنهم، من باب التعالي على صغائر الأمور. قلت: لم نضع حدا لهذه الظاهرة، فانتقلت للنساء، وبدأت رسائل القذف تطال المرأة بعفتها وشرفها ومواطنتها، وستستمر هذه الرسائل إلى أن يقرر أحد المتهمين جر هؤلاء إلى المحاكم لتأديب من يسمون أنفسهم (مجموعة من الغيورات عن بلاد الحرمين). إذ ذاك ومع تكرار جر الغيورين الشتامين إلى المحاكم، وجعلهم يدفعون تعويضا لمن شوهوا سمعتهم، ستتوقف مثل هذه الرسائل المليئة بالشتائم والقذف، والموقعة من مراهقات وإن كانت إحداهن دكتورة. فهل تفعلها (جيهان فلمبان ودينا مدني)، لحماية الباقيات في المستقبل؟ يخيل لي المرأة أقوى وأكثر صبرا من الرجل في مثل هذه الأمور، وليت بنت فلمبان ودينا تفعلانها وتجران الغيورات للمحكمة حتى لا تتكرر مثل هذه الرسائل.