محمد صادق دياب - الشرق الأوسط خبير سعودي يقول إن العرب ينفقون 5 مليارات دولار سنويا على السحر والشعوذة. والخبير هو الدكتور فهد السنيدي، أستاذ المذاهب المعاصرة بجامعة الملك سعود، وأورد هذه الإحصائية - بحسب «الشرق الأوسط» - ضمن محاضرة له قبل أيام في إحدى إدارات التعليم. وأمام هذا الرقم المهول لا يملك المرء إلا أن يتساءل: متى سيكون بمقدور أمة يضحك الدجالون على عقولها، ويتلاعبون بوعيها، أن تتخلص من سذاجتها وغفلتها؟! 5 مليارات «دوووووولار»! رقم مهول لو ضربته في السنوات العشرين الأخيرة فقط لصعد إلى مائة مليار دولار، ولك أن تتخيل ماذا يمكن لمبلغ مثل هذا أن يفعل لو لم يذهب إلى جيب الشيطان! وهنا لا بد من الإشادة بجهاز القضاء السعودي على مواقفه الحازمة والصارمة من الدجالين والمشعوذين، والعتب على بعض أشقائنا العرب الذين تركوا هؤلاء المحتالين ينصبون فخاخهم للناس في الشوارع وقنوات التلفاز، ما بين قارئ فنجان وكف، وضارب رمل وودع. ولا أظن الكثير من الناس في عالمنا العربي بلغوا درجة من الوعي تمكنهم من حماية أنفسهم من فخاخ الدجالين ومصائدهم، ولما كان «الغافل» في ذمة «المتنبه» فإن أمر ملاحقة الدجالين ومنعهم من ممارسة الاحتيال واجب يفترض أن تضطلع به الدول، ويتبناه المثقفون. ومن العدل أن لا ننظر إلى المتعاملين مع السحرة والمشعوذين باعتبارهم ضحايا كما تصفهم بعض وسائل الإعلام، فهم في واقع الأمر مذنبون، ولولاهم لما استفحل الدجل، وعشعش الخراب في العقول والنفوس، فهؤلاء يستحقون أيضا 5 مليارات جلدة، بمعدل جلدة عن كل دولار وضعوه في حساب ورصيد الشيطان، رغم كراهيتي للجَلد والجلادين، منذ أن سخّر بعض معلمي زماننا أجسادنا الغضة صغارا ل«خيرزاناتهم»، فهرب الكثيرون من التعليم بجلدهم، ولم تصمد سوى القلة، ففي ذلك الزمن لم يصل إلى البعض من معلمينا - رحمهم الله - صوت ابن خلدون يقول: «من كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم سطا به القهر، وضيق على النفس في انبساطها»، وما أكثر ما سطا بنا القهر! [email protected]