دراسة ميدانية خطيرة قامت بها جامعة دبي أثبتت أن العرب ينفقون علي الدجل والشعوذة سنوياً ما يقرب من خمسة مليارات من الدولارات وهو رقم ضخم لو تم انفاقه علي مشروعات الصحة والتعليم لأصبح لنا شأن آخر.. الدراسة أكدت أن عدد الدجالين والمشعوذين تضاعف بصورة واضحة خلال السنوات القليلة الماضية ووصل إلي دجال لكل ألف مواطن عربي. المثير أن ضحايا الدجالين في معظم الأحوال ليسوا جهلاء أو بسطاء وإنما هناك رجال أعمال ومثقفون أيضاً. أشارت دراسة ميدانية أجريت مؤخراً أن حوالي نصف النساء العربيات يؤمن بل ويقعن في أسر خرافات السحر والشعوذة. الدراسة أثبتت أن العرب ينفقون 5 مليارات دولار سنوياً علي المشعوذين والدجالين.. منهم رجال أعمال وفقراء، ومثقفون وأميون، ومرضي وعوانس هم أكثر الحالات من ضحايا الوهم والسحر.. وحوالي نصف مليون دجال يمارسون أنشطتهم سراً وعلانية في الدول العربية.. مئات الآلاف من العرب يدعون علاج الأمراض بتحضير الأرواح.. وبالقرآن والكتاب المقدس.. والناس لا يلجأون إلي الخرافة ويتعلقون بأوهامها إلا حين تضيق في وجههم أبوابالأمل وتحاصرهم الشدائد.. وكشفت الدراسة أن أعداد الدجالين في تزايد مستمر ليصل الأمر بحسبة بسيطة إلي معدل دجال لكل ألف عربي.. أما في دبي فقد أشارت احصائية رسمية حديثة إلي أن حجم الجرائم الاقتصادية في الإمارة قد بلغ 1.4 مليار درهم في عام واحد.. مما يعتبر مؤشراً خطيراً ينذر بآثار سلبية علي الاقتصاد الوطني جراء زيادة معدلات ضحايا عصابات توليد الأموال.. وعن أشهر قضايا عمليات النصب بتوليد الأموال والغني اشتهر بها في المنطقة الأفارقة بشكل خاص. وفي أحد البنوك تمكنت عصابة من المشعوذين من الاستيلاء علي حوالي 900 مليون درهم.. عندما أوهمت هذه العصابة مدير البنك بقدرتها علي مضاعفة أموال البنك من خلال عمليات السحر واستحضار الجان.. ولا ترتكب جرائم السحر في حق الأميين والسذج وقليل الخبرة فقط والعوانس والمطلقات بل إن العديد من الضحايا علي قدر عال من التعليم والخبرة فضلاً عن أن كثيراً من المتزوجات يلجأن لأساليب الدجل والخرافات بسبب الغيرة ورغبة في الاستحواذ علي قلوب أزواجهن. ولعل أغرب قصص الشعوذة تلك التي حدثت لمجموعة من السيدات الإماراتيات عندما تعرضن للنصب علي يد مشعوذين ذهبن إليهم لحل مشكلتهن من الوقوع في فخ العنوسة.. فطلب الدجال منهن مليون و200 ألف درهم مقابل عمل سحر يخلصهن من العنوسة.. ولكن مشكلتهن لم تحل فبادرت اثنتان منهن بتقديم بلاغ للشرطة بالواقعة.. ويحكي تاجر اماراتي عن حكايته فيقول إنه تلقي اتصالات من أحد الأشخاص النيجيريين وأخبره بمقدرته علي مضاعفة الأموال.. وتم الاتفاق علي مضاعفة مبلغ 96 ألف دولار لتصبح 28 مليون دولار. واتفقوا أن تتم العملية بغرفة التاجر في أحد الفنادق بدبي وطلب منه أن يقوم بالتجربة أمامه حتي يقتنع ثم سلمه مبلغاً بسيطاً متفقاً عليه.. فوافق الشخص وفور وصوله للغرفة أخرج 3 ورقات سوداء اللون من جيب سترته.. كان يحفظها داخل مظروف وقام برشها بمادة معينة كانت معبأة في حقنة.. وبعد غسلها بالماء تحولت إلي ورقة نقدية من فئة مائة دولار سلمها له ليتأكد من حقيقتها بعدها وافق علي إتمام العملية وأعطاه المبلغ كاملاً وأخبره أن العملية تحتاج إلي بعض الوقت.. وذلك لاقناعه بترك مبلغ أكبر من المال ليقوم بمضاعفته. ثم قام التاجر باستئجار غرفة في نفس الفندق وفي اليوم التالي لم يجده في غرفته.. وعلم من موظف الاستقبال أنه طلب سيارة لتقله إلي المطار.. إلا أن التاجر لم يبلغ الشرطة خوفاً علي مركزه الاجتماعي.. وتتوالي الأحداث في عالم السحر والشعوذة ولا تنتهي حكايات النصب والاستيلاء علي أموال الناس لأنهم يؤمنون بشكل غريب بالخرافات وعالم الغيبيات.. إلا أنهم في النهاية يقعون فريسة لعمليات نصب كبيرة.