نشرت ال سي إن إن، على موقعها الإلكتروني حوارا مع من وصفتها ب"شاعرة" تدعى "جمانة حداد".. لأول مرة أسمع اسمها. سي ان ان التقت ب"الشاعرة" كما قالت قبيل مشاركتها فيما وصفته ب صالون أدبي لندني يديره "فيصل اليافعي" والذي انعقد في مقهى "باردو" ببيروت مساء امس 13 ابريل الجاري في جلسة حوار معها تحت عنوان "لغة الجسد"، وقبل أيام من سفرها إلى مونتريال لاستلام "جائزة بلو ميتروبوليس" للأدب العربي التي حازتها هذه السنة. المحاورة "بارعة الأحمر" وصفت "حداد" بقولها: امرأة متمردة وخارجة عن المألوف بكل المقاييس.. لا يوازي انتقاد اعمالها والهجوم الذي يشن عليها دون هوادة، إلا عدد الجوائز الأدبية والصحفية العالمية التي تنالها كل يوم. واعتدت كلما ذكر أمامي أن فلانا حصد العشرات من الجوائز العالمية أو حتى العربية أن يلعب في صدري مئات الفئران وليس فأرا واحدا.. إذ تظل حكاية الجوائز في حياتنا الثقافية والأدبية مثل "النقوط" التي تتساقط على "نجمة" تعري فاضح.. لا تملك من "المواهب" إلا إفساد الذوق العام، واستفزاز المجتمع في أطهر وأزكى ما يملك. المغربي الراحل محمد شكري، كان رجلا أميا لا يجيد القراءة والكتابة، ومع ذلك حصد أكثر من جائزة أدبية غربية على روايته "الخبز الحافي" التي عرض من خلالها سيرته الذاتية وتجربته الخاصة في عالم المثلية الجنسية واستئجار الجسد لكل عابر طريق يريد قضاء وطره. وسبق لي في مقالات خصصتها ليوم السبت ب"المصريون" أن كتبت عن هذه الظاهرة.. وأشرت إلى نموذج القاصة الكويتية ليلى العثمان والتي ترجمت أعمالها إلى الإنجليزية و الروسسية و اليوغسلافية و الصينية ، و الصربو كرواتية و نشرت روياتها في مجلات متخصصة في بريطانيا و في امريكا ، و نشرت لها دار "اورينت للنشر" الألمانية مجموعتها القصصية (الجدران تتمزق) . و قدمت الباحثة البولندية "بابرا ميتالك" رسالة دكتوراة في أدب ليلى العثمان ، رغم أن الأخيرة تشترك مع المغربي محمد شكري في انهما ليسا متعلمين.. حيث لم تكمل ليلى العثمان دراستها الثانوية.. ولا تجيد إلا الكتابة عن "رغبات" الجسد! نعود إلى "جمانة حداد".. وحاولت أن اتحلى بالصبر في قراءة الحوار، لأكتشف في النهاية انني أمام نموذج مستنسخ لما ذكرت.. فالاحتفال الغربي بهذه السيدة اللبنانية جاء في ذات السياق كمكافأة لها على "التعرية" والحديث عن الجنس وغشاء البكارة والعادة السرية.. واصدارها مجلة في بيروت تحمل اسم "جسد". الملاحظ في هذه الظاهرة.. انها عادة تكون عنوانا للمجتمعات المأزمة.. ولعل ذلك يصحح الصورة والانطباع الذي تركته الدعاية اليسارية والعلمانية المتطرفة والتي سوقت لفكرة ان المجتمع العربي المأزوم بات لا يجيد إلا تصدير "الأصولية" للعالم.. وهذه كذبة كبيرة.. بل لم تعد بعض الدول المغيبة في ازماتها الداخلية.. "فرجة" على تخلفها السياسي فقط، وإنما أيضا عارضة للجنس الرخيص ب"فاترينة" في شوارع البغاء الثقافي. [email protected]