خلف الحربي - عكاظ السعودية أنا لا أحب هيئة الاتصالات، لا أكرهها أبدا.. ولكنني لا أطيق سيرتها فهي هيئة حسودة و(الحسود بعينه عود)، هذه الهيئة لا تظهر أبدا حين تتعرض جيوب المواطنين للاستنزاف المبرمج، ولا نسمع عن قراراتها الحاسمة إلا إذا فكرت إحدى شركات الاتصالات بتقديم عروض مجانية لمشتركيها!. أفكر اليوم بالبحث عن حنضلة بائسة أضعها على سيارتي من الخلف وأكتب عليها (أنا لا أحب هيئة الاتصالات)، هل في سلوكي هذا أدنى علاقة بتقليد الغرب البائس المنحل؟!، أشعر بانسجام كبير مع نفسي ومع المجتمع حين أعبر عن حالة اللا حب (بكيفي.. مزاجي كذا)، وأرى أن جميع مسؤولي هذه الهيئة دمهم ثقيل لا يمكن هضمهم إلا بعد تناول علبة سفن أب بريال ونصف ويبقى نصف ريال يردها لي البائع على شكل علكة لتغيير طعم المرارة التي تسببت بها قرارات هذه الهيئة... فهل يمكن أن يحاسبني أحد على شعوري هذا؟!. أفكر أيضا في رشوة الفراش الآسيوي الذي يعمل في هيئة الاتصالات كي يجلب لي (غسول الفناجين) في جميع مكاتب موظفي هيئة الاتصالات كي أوزعه مجانا على المواطنين البؤساء، فهل يمكن أن يعتبر تصرفي هذا إهدارا للأموال العامة؟!، فأنا قد ضقت ذرعا بالعين الحارة لهيئة الاتصالات بعد أن اتخذت قرارا يمنع شركات الاتصالات من تقديم خدمة الاستقبال المجاني للمكالمات أثناء تجوالهم خارج البلاد، وأتوقع أن يكون قرارها القادم هو إلغاء عروض الباقات المخفضة لدى بعض الشركات، وإذا كنا قد فرحنا في يوم من الأيام بتعدد شركات الاتصالات لأننا اعتقدنا أن المنافسة سوف تساهم في تخفيض الأسعار وزيادة الخدمات فإن هذه الهيئة جاءت لتقضي على ميزات المنافسة تحت شعار (حماية المنافسة)!. سوف أبحث في السوق عن دمية دب قبيح (ليس أحمر اللون بالطبع!) وسأرسله إلى هيئة الاتصالات وأكتب على البطاقة المرفقة: (يا سلام عليكم، أفسدتم إجازة الناس، ونجحتم كالعادة في التنكيد على المسافرين، أعرف الآن أنكم في غاية الانبساط والانشكاح لأنكم منعتم الشركات من تقديم عرضها المجاني الوحيد، ولا أذكر أنكم قد تحركتم في يوم من الأيام لمصلحة المشتركين، لذلك لا أجد هيئة في العالم أثقل دما منكم، أنا لا أحبكم حتى لو كنتم تستمتعون بشعور اللا حب هذا، خذوا جوالي.. افصلوه.. خللوه.. احشوه، فلدي ثلاث شرائح من ثلاثة بلدان أخرى، وسأعتمد على خدمة التجوال الدولي داخل البلاد.. بكيفي.. مزاجي.. أحد شريكي؟!).