اليوم في كل محافظة سعودية هناك صحيفة إلكترونية خاصة بها.. وهناك محافظات تتنافس على أسواقها أكثر من صحيفة .. هناك صحيفتان وثلاث وأربع.. يتضاعف العدد في بعض المناطق بشكل لافت .. في منطقة جازان كما قرأت في صحيفة الرياض هناك 15 صحيفة إلكترونية! تؤدي هذه الصحف خدمات إعلامية وإعلانية مختلفة وتحظى بمتابعة كبيرة من سكان تلك المحافظات.. واستطاعت أن تستقطب العديد من الشباب الهواة الذين اصبحوا يتفوقون على بعض مراسلي الصحف الورقية.. ساعد على هذا النمو الهائل توقف عجلة النمو الورقية.. يكفي أن نسأل عن صحيفة "الصباح" أين ذهبت وأين اختفت ولماذا لم تظهر للنور بعد كل هذه الآمال والطموحات والاجتماعات والاستعدادات والأموال! والشيء بالشيء يذكر: أذكر قبل ثلاث سنوات في جازان وزعوا علينا استمارة تتضمن 15 اسما مقترحا لصحيفة جازان القادمة وطلبوا منا اختيار المناسب.. وكتبنا اقتراحاتنا.. وغادرنا جازان و.. تلاشى الحلم.. وقبلها " المطاف" وإيلاف الورقية والقصيم وغيرها!! الخلاصة: الصحف الإلكترونية استغلت العراقيل الوهمية التي وضعت في طريق إصدار الصحف الورقية، وانتشرت انتشارا مهولا خلال السنوات الثلاث الماضية، وأصبح لكل مدينة وقرية، كما ذكرت قبل قليل، صحيفتها الخاصة بها.. وهذا ما يدفعنا للمطالبة بالإسراع في إعلان الضوابط الخاصة بالنشر الإلكتروني.. إذ إن اللافت أن هذه الصحف إلكترونية يتم إطلاقها دون "أحم ولا دستور".. ودون إذن من أحد.. ودون رقابة من أحد.. أي نعم المتلقي يمتلك الوعي الكامل لفرز الصحف الجيدة من تلك غير الجيدة.. لكن هذا ليس مبررا لترك الباب مفتوحا لكل من أراد أن يصدر صحيفة إلكترونية ويطلق خدمة الجوال الإخباري.. دون أن نعرف من هو.. وأين يختبئ؟!