أو عنق زجاجة الفكر ( كما يحلو وصف عملية النشر للمقالة الصحفية) ولا داعي لاستخدام العبارات المطاطية أو تضييق العبارة لتناسب إحدى المقاسات ولا داعي للغضب من المقالة أو الرضا عنها هي ومضة كاتب يتحدث عن وجهة نظره كسائر المتحدثين حول رؤية مركب الفكر كيف يمر عبر النشر الورقي ثم مع تطور أساليبنا أصبحنا نمخر عباب النشر في بحر الانترنت الالكتروني .. النشر الورقي منذ عرفت البشرية صناعة الورق والكتابة مدرسة بشرية لا تتوقف حتى يرث الله الأرض ومن عليها .. النشر الورقي تتربع عليه صاحبة الجلالة ومهنة المتاعب ( الصحف ) .. وهي تصنف وفق معايير عالمية بين القمة والقاع .. والمقاييس تختلف من مطبوعة لأخرى فبعضها في القمة من حيث ما تنشر لكنها في القاع من حيث التوزيع وقد تصبح بعضها في القاع من حيث ما تنشر لكنها في القمة من حيث التوزيع .. وهناك مقاييس أخرى لايجب إشغال أنفسنا بحسابها ما يهم المستثمر في عالم الصحافة النشر في أوسع رقعة ممكنة وللتوزيع هندسة تدرسها الجامعات ويفعلها الخبراء ممن يعرفون من أين يتم كسب الجمهور الذي كلما اتسع زادت قيمة الإعلان الذي يدفع .. النفع المتبادل بين الناشر وبين المنشور له يجب أن يكون بالحسبان في عالم النشر فلا يمكنك أن تنشر لمن لا يسوق لك مطبوعاتك ولا يمكن لمطبوعاتك أن تستقطب مفكرا له جمهور إلا بحوافز مختلفة تدور حول الجمهور الذي يتلقى المنشور الصحفي ويقرأ ويتابع ويصبح متفاعلا وعن طريق ردود الفعل تستطيع قياس كمية من يتداول المطبوعة الورقية .. قيمة المطبوعة الحقيقية تتجلى في قدرتها على نقل وتلقي آراء الجمهور للمنتصبين في المنصة وكل صحيفة لها أسلوب ( كما لكل شيخ طريقة ) في تدريس العلوم كما يقولها الناس في وصف أساليب التدريس .. ومن يجادل لينشر الفكر بالقوة القصوى سيجد من سيقاوم بالقوة القصوى والمجال في كل الأحوال بين مضيق لا تمر المراكب فيه إلا وفق جدول إبحار وإن شئنا التضييق أكثر عنق زجاجة وإن شئنا التوسع لقلنا إن مشكلة المضيق هي نفس مشكلة المحيط الذي لا يوجد فيه نظام للنشر ينتظم سعته وعمقه وكثرة المبحرين فيه الجديد أن في المحيط الذي لا يعاني مشكلة المضيق كثرة المراكب الفكرية وكل مركب فكري أصبح كديوانيات المنازل كل ديوانية لها رواد وزوار وفيها بعض الجواسيس لديوانيات أخرى وكل ديوانية لها فلسفة لنقل حديث الناس وأخبارهم النشر الورقي ضرورة ولابد من المرور عبر المضيق الورقي وقد تضطر لركن مركبك في ناحية من المرسى الدولي وقد تفسد بضاعتك لكونها انتهت مدة صلاحيتها لأسباب كثيرة منها أن تضطر لتنتظر مرور بعض اليخوت الفخمة وبعضها قوارب لبعض الصيادين الحفاة العراة الغرلا لكن مأمور الميناء يسمح لهم أو قد يسمح لهم بعض الحراس بالمرور سريعا في هدأ ة الليل ومركبك الكبير الضخم يستريح طويلا وقد نسى الحارس رقمه أو تناساه لكثرة المراكب التي تمر أو تنتظر المهم أن المحيط على سعته قد لا يكفي بكل دواوينه أن ينشر فكرك ولا تكتفي منه وتصر على عبور المضيق وقد تعبر بعد حين وما إن تعاود الكرة حتى يشاكسك الحارس مرة بتجاهلك ومرة بنسيانك ومرة بتمرير مركبك وقد تكون أحيانا بسبب أن البضاعة ثمينة ليس لكونها في ذاتها مهمة لكن المحمولة إليه أو المحمولة منه عندما تعجز مع حارس المضيق فلديك عدة خيارات لتتحاشى التوقف الطويل في المرسى الدولي وتفسد بضائعك .. عسكر في المحيط واصنع لنفسك منصة وستجد جمهورا كبيرا من المارين بعضهم من القراصنة وبعضهم من البحارة وآخرون ممن يقتاتون في المحيط وغيرهم كثير وفي النهاية لا مشكلة عبر عن فكرك ولو في منصة المحيط وستجد من يرد عليك ولا تقاطع مضيق النشر الورقي أو عنق الزجاجة والحراس يتناوبون على مدار الساعة بعضهم قد يسمح لك بالمرور وبعضهم سيصدك وبعضهم مرة ومرة إن أردت أن تزيد زبائن فكرك فتواصل مع بقية المنصات المحيطية ولو عن طريق موجات الأثير الطريقة التقليدية القديمة التي مهما تطور النشر فهي فسحة لن تنهي لتبقى أصداء الصوت تصدح عبر الأثير السؤال هل هي معركة بين النشر الورقي والنشر الالكتروني للكتاب والمفكرين وغيرهم أم هي مجرد حالة عابرة ستنتهي آجلا بسبب أو بدون سبب ؟ من لديه الجواب فدونه المحيط أو عنق الزجاجة أو المضيق وإن لم يجد ففي الأثير ما ينقل كل ألوان رجع الصدى ودمتم سالمين .. [email protected]