أحمد عبدالرحمن العرفج - المدينة السعودية في يوم الجمعة 25/11/1430ه؛ كَتَب صديقنا الأستاذ «أبوانتظار» محمد الفايدي مقالاً في جريدة البلاد تحت عنوان: «إطعمْ الفَم تستحي العين».. والمقال باختصار يُشير إلى وفد صحفي اختارته الخطوط السّعودية؛ لمُرافقتها لفرنسا بمُناسبة استلام طائراتها الجديدة مِن الشَّركة الفرنسيّة! وكان الوفد يضم بعض الزُّملاء الأعزَّاء، مِن أمثال الكُتَّاب/ علي الموسى وحمود أبوطالب وخالد السليمان وعبده خال.. وقد حار زميلنا الفايدي قائلاً: لا أدري على أي أساس تم اختيار هذه المجموعة؟!.. هل تم لمكانتهم الصحفيّة؟!.. أم لمكانة الصّحف التي يكتبون فيها؟!.. أم لارتباطهم «بعلاقة خاصَّة» مع مسؤول العلاقات العامة في الخطوط السّعوديّة..؟! حقاً.. إنَّ القلم يحتار في سبب الاختيار، قُلتُ في نفسي: لعلَّ اختيار الزَّميل علي الموسى جاء مِن باب التَّرجمة، ولكن الرَّجُل مِن أجهل النَّاس في الطَّائرات! وقلتُ: لعلَّ اختيار الدَّكتور حمود أبوطالب؛ جاء مِن باب الكشف على الطَّائرات، وخلوّها مِن «أنفلونزا المكسيك».. ولكن ذلك لم يحصل! أمَّا صديقنا عبده خال فقُلتُ: لعلَّ أمر التَّفاوض كان يحتاج إلى رواية، لذا يتصدَّى لها هذا الرِّوائي.. ولكن ذلك لم يتم! أمَّا خالد السليمان فقلتُ: لعلَّ الأمر يحتاج إلى فلسفة، خاصّة أنَّ خالداً يُجيد التَّفلسف بذوق رفيع.. ولكن ذلك لم يحصل -أيضاً-! أمَّا صالح الشيحي فقلتُ: لعلَّ الوفد كان بحاجة إلى «كائن شمالي»، يتحدَّث في كُلِّ شيء ليُرفِّه عن مُستمعيه.. ولكن ذلك لم يحدث! إنَّ القُرَّاء يسألون - وأنا واحد منهم -؛ لماذا ذهب هؤلاء وهُمْ مِن أجهل النَّاس بالطَّائرات؟!.. بل إنَّ بعضهم لا يعرف كيف يربط «الحزام»، ولا نستبعد أنَّ أحدهم اشترى رواية «الحزام» لأحمد أبودهمان، ظناً منه أنَّها تتحدَّث عن ربط الحزام وكيفيّة التَّعامل معه! ولا يُبالغ القلم إذا زعم أنَّ بعضهم قد يُخالف الأنظمة، ويُشعل سيجارته في دورات المياه بالطَّائرة! والسُّؤال الذي يطرح نفسه، هل استضافة هؤلاء تمَّت لكي يكتبوا بعد ذلك «إيجابيًّا» عن الخطوط؟!.. أظن ذلك، ولكن القارئ أذكَى مِن أن تنطلي عليه هذه «الحملات ..............»، فهو يتعامل مع الخطوط يوميًّا، ويكتوي بمآسيها في كُلِّ رحلة! خُذ مثلاً.. قبل نشر هذا المقال بيومين؛ كانت رحلتي مِن جُدَّة - بضم الجيم - إلى لندن، وكان موعدها السَّاعة 1.40 صباحاً، ذهبتُ إلى المطار مُسرعاً حتى لا تفوت عليَّ رحلتي، وإذا بي أُفاجأ بأنَّ الرّحلة قد تأجّلت حتى السَّاعة 3.30 صباحاً، علماً بأنَّ هذا التَّأخير يتكرّر كثيراً، وبعد ذلك تعوّضك الخطوط باعتذارٍ بارد، لا يُسمن ولا يُغني مِن جوع! نعود مرَّة أخرى إلى الزُّملاء الأعزَّاء ونتساءل: هل ذمم الكُتَّاب لا تتجاوز ثمن تذكرة لباريس؛ مع إقامة في فندق لا يسكنون في مثله إلَّا في الأحلام.. - كما ألمح إلى ذلك الزَّميل الفايدي في مقاله -؟! بعد ذلك.. ألا يجدر بنا أن نكون شفَّافين أكثر ونقول: إنَّ هؤلاء الكُتَّاب أزعجونا بالكِتابة عن الفساد ومحاربته، والمطالبة بالإصلاح وتطبيقه، وإذا بهم الآن يصبحون جزءاً منه ودخلوا في منظومته! تُرى كم كلَّفت هذه الرَّحلة..؟! بالتَّأكيد الكثير.. والمواطن لم يَستفد منها أي شيء، لماذا لم يُستغل المبلغ لبناء شارع أو مستوصف، أو يُصرف لمُستحقي الضَّمان، أفضل مِن صرفه في رحلة كُتَّاب؛ هُمْ أجهل النَّاس في الموضوع الذي ذهبوا له.. ولا غرابة إذا كانت رحلتهم تتناول رأس «عبده خال»، الذي اختلف الشيحي فيه مع الموسى؛ حول حجم رأس هذا الرّوائي، ولا عجب، فكلاهما رأى «رأسه»! أكثر مِن ذلك، إذا تجاوزنا المصاريف الماليّة.. فكيف تغيّب هؤلاء عن أعمالهم، وأغلبهم يعملون بوظائف ويأخذون عليها أجراً..؟! في النّهاية.. حقاً.. لن نقبل مِن هؤلاء الكُتَّاب الكِتابة عن الفساد، وأرجو ألَّا يزعجونا بهكذا كِتابات بعد أن كُشف أمرهم؛ حين أصبحوا هُمْ جزءاً مِن التَّرهُّل الإداري، والنَّموذج الأمثل لتوظيف الكِتابة للمصالح الشخصيّة الضيّقة! إنَّ هذه الخطوة هي تصرَّفات مَن لا يملك لمَن لا يستحق.. ويجب مُساءلة الطَّرفين!.