حاولت أن أصرف النظر عن مقال زميلنا الكبير، الصحفي المخضرم الأستاذ محمد الفايدي (أيها الزملاء: أطعم الفم.. تستحي العين) المنشور في صحيفة البلاد بتاريخ 13/11/2009م، الذي عرض فيه بالكتاب الذين استضافتهم الخطوط السعودية لحضور حفل استلام طائراتها الجديدة في فرنسا، حاولت لكني لم أستطع لأن التهمة شنيعة، تتجاوز شرف المهنة الذي ذكره لتمس الأخلاق والضمير والأمانة والسلوك.. لقد وصف الفايدي دعوة الخطوط بالفخ الذي استدرجتنا إليه بغرض احتوائنا لترتاح من مقالاتنا النقدية التي جزم بأنها ستتوقف بعد أن أطعمت أفواهنا واستحت عيوننا، وأنه لن يقتنع بأي تبرير وسيطبق علينا بعد قبولنا الدعوة المثل الشهير: «أسمع كلامك أصدقك.. أرى أفعالك أستعجب».. من ناحيتي، أؤكد للأستاذ الفايدي أن المرة الأولى التي قابلت فيها مدير العلاقات العامة بالخطوط كانت في مطار جدة قبل صعودنا الطائرة، والمرة الأولى التي سمعت فيها صوته عندما هاتفني لإبلاغي بالدعوة، وبالتالي ينتفي أحد الأسباب التي أوردها كمبرر للدعوة، أي العلاقة الخاصة بهذا المسؤول. أما تساؤله هل تم اختيار هؤلاء الكتاب لمكانتهم الصحفية والكتابية أم لمكانة الصحف التي يكتبون فيها فبودي لو يوجهه لأصحاب الدعوة، ويقول لهم على أي أساس اخترتم هؤلاء الكتاب النكرات المرتزقة الذين يسهل شراء ذممهم.. لقد قبلت الدعوة لأن قناعتي تقول إن الخطوط الجوية ليست ملكا لمديرها العام أو مدير علاقاتها أو أي أحد آخر، وإنما هي مؤسسة وطنية إذا كنا نجلدها بسياط نقدنا لسوء خدماتها فلا يوجد سبب منطقي لرفض دعوتها للوقوف على محاولات تطويرها، ولن تكون هذه الدعوة سببا في الإحجام عن نقدها لاحقا إذا استدعى الأمر، ولن ترتاح الخطوط من النقد حين يكون لازما.. لقد أكدت يا أستاذنا أنه قد تم احتواؤنا في حين لم يمضِ على الرحلة سوى أيام قليلة، أفلا ترى أنك استعجلت كثيرا ؟؟.. وإذا كانت الخطوط الجوية قد احتوت كتابا ورؤساء تحرير وألجمتهم بمنحهم تذاكر سفر مجانية لهم ولعائلاتهم كما تقول فذاك شأن من أعطى وشأن من قبل، وإذا صح قولك فإنه عار على الخطوط وعار على الذين قبلوا وهم يعرفون أن هذا هو ثمن إسكاتهم. وإذا كنت تملك الدليل على ذلك فلماذا لا تعلنه لكي تحاسب الخطوط الجوية على إهدارها المال العام في رشوة كتاب وصحفيين يجب أن يشهر بهم.. وإذا صح ذلك فهل يصح تعميم هذا النموذج السيئ على الغير، ووصمهم بهذا الخلق الشائن؟؟.. المسألة ليست شرف مهنة فقط، بل شرف عام للإنسان وذمة وأمانة ومسؤولية، والذين لديهم استعداد فطري لأن يساوموا على هذه القيم لا يستطيعون التخفي والمغالطة طويلا، لأنهم يسقطون سريعا ويفتضح أمرهم المخزي.. صدقني لم أنتظر من الخطوط، أو أية جهة غيرها، شيئا فيما مضى وأنا أنتقدها ولن أنتظر منها شيئا فيما سيأتي. أسافر بلاد الدنيا ببطاقات سفر أدفع ثمنها ولم أفكر في يوم انتظار منحة أو هبة أو هدية. الذين ألفوا التسول وامتهنوه لا يستطيعون التخلص منه لأنه في جيناتهم، والذين يأنفون بيع ضمائرهم لن يسقطوا مهما كان الثمن المعروض، فأرح نفسك من سوء الظن يا أستاذنا،.. أما بقية الزملاء الذين لحقتهم التهمة، عبده خال وعلي الموسى وخالد السليمان وصالح الشيحي فلن أنصب نفسي محاميا عنهم لأنهم أقدر على توضيح آرائهم.. وسامحك الله يا زميلنا الكبير.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة