عبدالرحمن الشلاش - نقلا عن صحيفة الوطن السعودية الحريق الذي شب في مستشفى الصحة النفسية بمدينة بريدة وراح ضحيته ستة أشخاص منهم ثلاثة ممرضين وثلاثة مرضى جاء ليذكرنا بحادث الحريق الهائل الذي اندلع قبل سنوات في مستشفى الولادة في بريدة وذهب ضحيته عشرات الأطفال الأبرياء.. وليثبت هذا الحادث الفاجعة أنه صورة كربونية ومكررة لحالات الفوضى واللامبالاة والإهمال والاتكالية.. وسوء المتابعة وعدم تقدير المسؤولية من قبل إدارة المستشفى والتي تتحمل في نظري الوزر الأكبر.. فأرواح البشر ليست رخيصة لهذه الدرجة! وما حدث إهمال وتفريط ويجب محاسبة المهملين والمتسببين على سوء أفعالهم عاجلا من الجهات العليا وعلى رأسها إمارة المنطقة ووزارة الصحة. الإهمال والتقصير كانا حاضرين قبل اندلاع الحريق والجميع يشهدون بذلك وإلا فمن يفسر لنا عدم وجود أدوات لإطفاء الحريق..وخلو العنبر المنكوب من مخارج طوارئ مهيأة لخروج العاملين والمرضى في مثل هذه المواقف العصيبة؟..وكيف يقفل باب العنبر من الخارج؟.. ومن الذي أقفل الباب كي تتم محاسبته ليكون عبرة لغيره، فقد تسبب في هلاك البشر؟ ثم أين كان الحراس ورجال الأمن من صرخات الاستغاثة التي أطلقها الممرضون والمرضى رحمة الله عليهم قبل مفارقتهم للحياة؟ وأين إدارة المستشفى من كاميرات المراقبة الداخلية والمخصصة لمراقبة الأقسام والتي لا تعمل منذ ستة أشهر؟ أم أن هذه الإدارة لا تدري بما يدور حولها؟ وعند وقوع الكارثة أجزم بأنها قد بادرت وبصورة عاجلة لجمع الأعذار والمبررات التي تحسن صورتها أمام المسؤولين وتحميها من طائلة العقاب الدنيوي. ثم لماذا تأخرت فرق الدفاع المدني في إخماد الحريق؟ وهو سؤال يجب أن يوجه لمسؤوليه.. وما مدى صحة وجود ولاعة مع أحد المرضى في العنبر المنكوب وأنه السبب في إشعال الحريق؟ وإذا كان هذا الخبر صحيحا فهذا إهمال آخر يضاف للقائمة الطويلة من الأخطاء الناتجة عن سوء الإدارة! مع تقديم تعزيتي الحارة لأسر المنكوبين أضع كل التساؤلات الواردة في هذا المقال أمام كبار المسؤولين في منطقة القصيم لوضع الأمور في نصابها.. وبالتالي محاسبة كل المقصرين في أداء واجباتهم ليكونوا عبرة لمن لا يعتبر.