في تغطية خاصة انفردت بها جريدة المدينةالمنورة، أجمع أهالي الضحايا من الممرضين والمرضى الذين قضوا في حادث الحريق الذي نشب داخل مستشفى الأمراض النفسية ببريدة، أن مبنى المستشفى (المستأجر) كان شبه خالٍ من وسائل السلامة اللازمة، كصافرات الإنذار المبكر، وكاميرات المراقبة. كما أن أهالي الضحايا نفوا الرواية التي تقول بأن الممرضين الثلاثة كانوا يغطّون في نوم عميق أثناء اندلاع الحريق. لقد شهد رجال أمن المستشفى أن الممرضين الثلاثة أدوا برفقتهم صلاة الفجر التي اندلع الحريق بعدها بحوالى 15 دقيقة فقط..! فكيف يمكن أن ينام الضحايا خلال تلك المدة نومًا عميقًا لا يشعرون معه بوقوع الحريق؟! وحتى لو لم يشهد رجال أمن المستشفى بذلك، فإنه من الصعوبة الشديدة أن نصدق أن الممرضين الثلاثة المسؤولين عن الجناح المنكوب كانوا يغطّون في نوم عميق؛ لدرجة أن أحدًا منهم لم ينتبه إلى ما يدور حوله. لقد كان قطاع التمريض ولا يزال من أنجح القطاعات التي استوعبت الكفاءات الوطنية المخلصة، بدليل أن الممرض والممرضة السعوديين، وأقول ذلك عن تجربة شخصية، هما من أكثر العناصر البشرية رقيًا على المستوى الإنساني الذي يشكل حجر الزاوية في مفهوم هذه المهنة النبيلة. إنني أطالب بتحقيق تفصيلي يوضح ملابسات حادثة أو كارثة الحريق قبل أن تبرد دماء الشهداء، وقبل أن يتورط المجتمع في قتل شهدائه من الممرضين للمرة الثانية بإهماله معرفة الحقيقة. نريد معرفة الحقيقة، ولا شيء سوى الحقيقة.