لا يصعب عليك عندما تزور بلدا أو مجتمعا لأول مرة وتمكث فيه لوقت قصير أن تخرج بانطباع عن هذا البلد وأهله بسمات عامة حيال الانضباط في الأنظمة المرورية – مثلا – واحترام القانون , وطريقة التعامل مع الآخرين .. وعندما أرى ضعف هذه السلوكيات في مجتمعنا , وغيابها في أحيان أخرى أتساءل : من الذي يقف خلف إكساب المجتمع ثقافة سلوكية معينة ؟ و مالذي ينقصنا لكي تتواجد لدينا ثقافة سلوكية ايجابية؟ مالذي يجعل مجتمعين عربيين خليجيين متجاورين مختلفان بصورة كبيرة في ثقافتهما السلوكية؟! هل نحن بحاجة للنظام ؟أم للصرامة في تطبيق النظام؟ وكيف يأتي الحزم في تطبيق النظام ومن يقف خلف النظام جزء من هذا المجتمع؟ أعني عندما أرى قائد سيارة المرور عند الاقتراب من الإشارة الحمراء يقوم بإضاءة "السفتي" ثم يعود ليطفئه بعد أن يتجاوز الإشارة بأمتار , أو يقوم برمي عقب السيجارة من نافذة السيارة أمامك .. هذا بخلاف المحسوبية والمزاجية في التعامل مع النظام.. أم نحن بحاجة للأسرة؟ أم هو التعليم ؟... حقيقة لا أعلم مالشيء القادر على إحلال ممارسة سلوكية إيجابية في المجتمع وجعلها جزء من ثقافة المجتمع .. غير أني أعتقد أننا بحاجة لجعل مجتمع - كان يعاني من الفوضى وعدم احترام النظام ثم نجح في قلب المعادلة – حالة تتم دراستها والوقوف أمامها طويلا , وبالتالي الإفادة منها.