صالح محمد الشيحي - الوطن السعودية مهما كان المقال مقنعاً، ومهما علت أصواتنا، ومهما سقنا المبررات وقدمنا الرجاءات، ليس لذلك كله قيمة هذه اللحظة أبداً.. ولو كنا نعلم، أو: لو كان الرفض مبكرا، ربما أقول ربما استطعنا إقناع الجهة التي رفضت إقامة دورتين نفسيتين لمقدمة برنامج "سيرة الحب" على قناة الرأي الكويتية الدكتورة فوزية الدريع كما نشرت "الوطن" أمس.. التي تؤكد "مصادرها المطلعة "أن حظر الدورتين تمّ بسبب عدم مواءمة الطرح الذي تنتهجه الدكتورة الدريع مع الثقافة المحلية!! ليس لي احتجاج على الرفض، خاصةً أن الأسباب التي منعت إقامة الدورتين ما تزال مجهولة وتدور في فلك التوقعات.. والحكم على الشيء فرع عن تصوره.. فقط سأبدي استغرابي إزاء المصادر التي وصفها الخبر ب"المطلعة".. كيف تصف إقامة دورة تربوية بأنها لا تتواءم مع الثقافة المحلية؟! ما هي هذه الثقافة المحلية وتحت أي غطاء تزدهر وتكتسب وجودها وشرعيتها؟ وأي ثقافة هذه التي تمنع إقامة دورة تثقيفية، تكشف أرقام الطلاق المفزعة في المجتمع حاجة الكثير من أفراده لها؟ ثم ما الذي كان يمنع إقامة الدورة بشروط المنظمين؟ كأن يتم الاتفاق على المحاور العامة والخطوط العريضة للندوة؟ كنت أتمنى لو أرجعت المصادر المطلعة الرفض لارتفاع الرسوم مثلاً.. وهو ما سيحرم الكثيرين من الاستفادة من دورة تربوية/ نفسية/جنسية! أما وقد أرجعت الرفض لما تزعم أنه ثقافة محلية ترفض الحديث عن العلاقات العاطفية بين الزوجين في مجتمع يرفع شعار" لا حرج في الدين" ، فلا أعتقد أن ذلك مقنع؛ بدليل أن الدورة لو عقدت على مسافة 30 كيلو متراً في الجوار البحريني فلن تجد مقعدا شاغراً.. هل فات على المصادر المطلعة أن برنامج السيدة الدريع يحظى بمتابعة لا يستهان بها من العائلات الخليجية؟! الخلاصة: ذهبت فوزية الدريع كما ذهب غيرها.. القاسم المشترك أنها ستأتي في يوم من الأيام بشروطها هي!!