أثار منع دورتين تثقيفيتين في الحياة الزوجية للدكتورة الكويتية فوزية الدريع كان من المزمع تنظيمهما في المنطقة الشرقية استياء بالغا من قبل سيدات كن بانتظار إقامة الدورتين. خصوصا أن المنع جاء لأسباب غامضة كالعادة، ولم تكشف الجهة التي أصدرت قرار المنع عن نفسها. وكان يفترض أن تتحدث الدورتان عن الثقافة الجنسية والأسرية والعاطفية، خصوصا أن مقدمة الدورتين من كبار المتخصصات في هذا الشأن في بلدان الجزيرة العربية، ولها متابعون ومتابعات كثر عبر برنامجها الفضائي الذي تعدّه وتقدمه منذ سنوات. فهل يُقصد من منع إقامة الدورتين المرخص لهما مسبقا، منع الحديث تماما عن الثقافة الجنسية والعاطفية بين الأزواج؟ وأي أثر سيخلفه قمع مثل هذه القضايا على مسائل اجتماعية مهمة كالعنف الأسري والطلاق وضعف الروابط الأسرية؟ هذا التحقيق يحاول الإجابة عن هذه الأسئلة من خلال استضافة سيدات كن بانتظار الدورتين. إلغاء لا تأجيل أكدت مصادر مطلعة لشمس” أن قرار المنع صدر من جهات رسمية بالمنطقة الشرقية ولم يكن تأجيلا وقتيا كما أشيع، إنما إلغاء كامل لهاتين الدورتين وقبل وقتهما بفترة قصيرة بحجة حساسية الطرح وعدم مواءمته مع الثقافة المحلية، على الرغم من حصول هاتين الدورتين على التراخيص اللازمة لإقامتهما أثناء فترة الإعداد المكثف لها لذا سبقته فترة تسجيل امتدت إلى شهرين. الدريع صامتة وأشارت المصادر إلى الصدمة التي لحقت بالقائمين على تنظيم الدورة إلى جانب عدد من الراغبات في الالتحاق بها، إلى جانب امتعاض الدكتورة فوزية الدريع من قرار المنع، التي حاولت “شمس” الاتصال بها إلا أن كافة وسائل الاتصال التي حصلنا عليها لم تصل إليها. المنظمون لا يعلمون واتصلت “شمس” بإحدى وسائل الاتصال المذيلة أسفل الإعلان الذي اكتظت بها معظم المنتديات الإلكترونية النسائية بغية الاستفسار عن هاتين الدورتين، وهل هناك أمل في تنظيمهما مرة أخرى إلا أن المسؤولة عن التنظيم أجابت بأن الدورتين قد ألغيتا ولا علم لها بالأسباب ولا تعلم ما مدى إمكانية تنظيمهما في زمان ومكان آخر. فرصة ذهبية استهجنت وجدان الخالد إلغاء الدورتين، مشيرة إلى أن المسوغ لإلغائهما لم يكن مقنعا للمستفيدات منهما علاوة على أن المعلومات المستقاة من هذه الدورات تعد فرصة ذهبية لكل زوجة تمر بأزمة في علاقتها مع زوجها. وتضيف: “كنت أتوق للقاء الدكتورة فوزية، حيث حاولت مرارا وتكرارا التواصل معها إلا أن محاولاتي باءت بالفشل ورأيت أن وجودها بالمنطقة فرصة لعرض حالتي عليها، حيث أعاني مع زوجي فتورا عاطفيا يصل إلى حد الهجر، ناهيك عن اضطراب العلاقة ككل، التي أدت إلى مشكلات بيني وبينه لم أستطع تجاوزها إلى هذه اللحظة، على الرغم من مرور خمس سنوات على زواجي وإنجابي طفلا واحدا، إلا أن الهوة بيني وبينه في اتساع؛ وهو الأمر الذي يجعلني غير سعيدة في حياتي، خصوصا بعد معرفتي بالصدفة أنه على علاقات متعددة بنساء، وكنت أرجو أن أجد إرشادا أو نصحا من الدكتورة فوزية”. ليست عيبا بدورها أكدت أم أحمد أهمية تعزيز الثقافة الجنسية عند المتزوجات، وتضيف: “تعد هذه الثقافة عند 70 في المئة من المتزوجات ضئيلة جدا وما لديهن من معلومات بسيطة جاء استنادا إلى أحاديث المتزوجات دون استقائها من منابعها الأصلية التي تؤخذ ضمن إطار علمي يتسق مع احتياجات الزوجين، التي لا يعد المساس بها حراما أو عيبا، إلا أن بعض الجهات في المجتمع لا تزال تمارس دور الوصاية حتى على المتزوجين، وهي حقيقة تفسر ارتفاع معدلات الطلاق في الدول الخليجية بشكل عام ومحليا بشكل خاص”. من يحجب النت؟ وأوضحت أم أحمد أن منع الدكتورة فوزية الدريع ومن قبلها الدكتورة ناعمة الهاشمي على الرغم من تسابق النسوة على التسجيل في الدورات المذكورة آنفا، غير مجد إن كان السبب حجب المعلومة فقط، ذلك لأن الإنترنت كفيل بأن يفصح عن هذه المعلومات التي يخشى أن تقال لنا وسط تجمع نسائي يسعى المنضويات تحته إلى الوصول لحياة مستقرة مع أزواجهن بعيدا عن شبح الخيانات الذي يدهم المتزوجات، ويعصف باستقرار الأسر. المنع يتكاثر لم يكن المنع الذي تعرضت له دورتا الدريع في المنطقة الشرقية الأول من نوعه محليا، بل سبقه منع واجهته دورات للدكتورة ناعمة الهاشمي في الرياض قبل عدة أشهر. وتقول إحدى السيدات التي واكبت منع الدكتورة ناعمة الهاشمي في الرياض: “لا توجد في السعودية دورات مماثلة في الطرح أو مجدية النفع. الدورات هنا لا تخرج عن إطار التنظير والإنشائية وهي في الأغلب من أشخاص لا يملكون التأهيل الكبير أو التخصص في العلاقات الزوجية، وهو الأمر الذي دفع مئات النسوة إلى الالتحاق بدورات الدكتورة ناعمة في الرياض إلا أننا جوبهنا بمنعها بسبب جرأتها التي تتنافى مع العادات والتقاليد”. مشيرة إلى أن هذه النوعية من الدورات تعلم المتزوجات أصول احتواء الزوج من الناحية الجسدية والعاطفية والنفسية وفق أطر علمية لا تتعارض مع الدين”.