ما عندي شك في أننا اليوم نعايش طفرة مؤسسات مجتمع مدني من كل شكل ولون ونوع فى مجتمعنا هذا ونظام مؤسسات المجتمع المدني لم تعتمده الحكومة بعد على الرغم من صدوره من مجلس الشورى حسب علمي من فترة ليست بالقصيرة.. يعني وبمجرّد صدور النظام سنجد أنفسنا أمام منظمات غير حكومية ناشطة فى كل صغيرة وكبيرة فى الشأن العام فى البلد .. ولا تستغربوا ابدا جمعيات ومنظمّات ما تخطر لكم على بال مثل جمعية الرفق بالفحول من جور الحريم والتي اعلن صاحبها عن عزمه على استكمال إجراءات الترخيص والإشهار لها قريبا لتمارس نشاطها فى المجتمع .. بيت القصيد هنا أن مؤسسات المجتمع المدني بالمجمل تفرض وجودها احتياجات حياتية أساسية للمجتمع او لفئات فيه، وفى أنشطة ومجالات لا تستطيع مؤسسات الحكومة القيام بها لسبب او لآخر..ومعظم هذه المنظمات غير الحكومية بالمجمل تظهر لتسد فراغا مؤسسيّا فى المجتمع تجاه ظواهر أو مشكلات فردية أو جماعية من وقت لآخر ومن واقع دراسات أو إحصاءات تتطلّب تدخلا مجتمعيا رسميا او غير حكومي للحفاظ على التوازنات الطبيعية للواقع الاجتماعي .. ومسألة جمعية للرفق بالفحول في مجتمعنا، وحمايتهم من سطوة النساء وجبروتهن على سبيل المثال، أتمنّى الا تكون مجرّد فرقعة إعلامية او مسألة ترف مؤّسسيّ لا لزوم له الآن ولا فى قادم الأيام، خاصة ان الحلقة الأضعف فى المجتمع التي تنتهك حقوقها وآدميتها دوما هي المتهم هنا.. يعني بعبارة سليمة واكثر دقة من الصعب تصديق صورة المرأة الحديدية فى مجتمعنا فى ظل الإحصاءات والأرقام التي تقول إن المرأة والطفل لدينا ضحايا لا جلّادين !!وهل هناك من يريد أن يقنعنا بأن فتيات وسيدات تحت أيديهن سلطة وكاش، ومناصب وظيفية ووجاهة اجتماعية ينتهكون حقوق الرجال فى البلد، وينالون من كرامتهم بشكل لا يقل سطوة عما تتعرّض له النساء من عنف وإذلال كرامة وانتقاص من حقوقهن واضطهاد غير مفهوم ولا يمت لقيم مجتمع مسلم من قريب او بعيد !! إضبارات القضايا فى المحاكم ولدى الشرط وفى السجون وفى العقود والأنكحة وفى داخل البيوتات كلها تقول إن المرأة هي الطرف الذي يتعرّض لسطوة الرجل وجبروته أيا كان الرجل زوجا او أبا او أخا او مسؤولا .. انا لا أنفي هنا أن هناك نساء متسلّطات ويمارسن الكثير من الانتهاكات المعنوية وربما الجسمانية للرجال، ولكن كم هي نسبة هؤلاء يا جماعة ؟! وكم هي نسبة هؤلاء النسوة من تعدادنا السكّاني النسائي تحديدا لكي نقول إن الوضع غير طبيعي ولابد من الوقوف مع الرجل المنتقص الحقوق هذه الأيام لمكافحة عنف وتمرّد المرأة؟؟! أظن أننا بحاجة لترشيد جهودنا لتعكس واقعنا الحقيقي لا تقليدا للآخرين أو تعاطفا مع حالات قليلة لا حكم لها ولا تعكس طبيعة نظامنا الاجتماعي الاقتصادي والسياسي القائم.. ويا ألطاف الله وبس .. [email protected]