قبل أقل من سنة من الآن، قرأت مقالاً لكاتبة عربية معروفة، تقدم فيه رشيدة داتي وزيرة العدل الفرنسية المغربية الأصل في حكومة ساركوزي، بصفتها نموذجا للنجاح العربي- المسلم في الغرب.. كان النموذج محبطاً جدا في الحقيقة، فرشيدة داتي تمثل انسلاخاً تاماً من كل جذورها العربية والإسلامية، ونجاحها الشخصي أمر لا يمكن أن يحسب إلا لها وحدها، وليس لأصولها المغاربية بأي حال من الأحوال: نحن هنا لا نتحدث فقط عن وجه أسمر تعمّد ساركوزي اختياره في حكومة يمينية متطرفة وضد المهاجرين، ولا نتحدث أيضا عن امرأة فقدت صلتها بدين أسرتها فحسب، بل عن امرأة حملت سفاحاً وأنجبت وهي وزيرة، ووالد طفلتها مجهول حتى اللحظة (لكنها صرّحت أن من حق ابنتها معرفة اسم والدها.. عندما تبلغ الثامنة عشرة!). يومها، حاولت أن أكتب عن نموذج مغاير: عن نموذج لامرأة نجحت في الوصول إلى مركز مهم في الغرب دون أن تفقد هويتها الأصلية.. على الأقل دون أن تفقدها لهذه الدرجة!.. وبصراحة لم أجد.. ربما جهلا مني، وربما تقصيراً مني في البحث.. لكني لم أجد ما أريد: هناك بالتأكيد عدد كبير من السيدات الفاضلات اللواتي حققن نجاحاً كبيراً في الغرب وتمسكن في الوقت ذاته بهويتهن الإسلامية، لكن ذلك كان مرتبطاً على الغالب بنجاح ذي طابع مهني خاص أوضمن نشاط اجتماعي مرتبط بالجالية.. فمن المعروف مثلا أن مهنة الطب بسبب مكانتها الاجتماعية وأرباحها المادية تستقطب المتفوقين من أبناء المسلمين في الغرب ( تقول النكتة الرائجة عن مسلمي أمريكا: قال الأول للثاني بحماس: الإعلام مهم، يجب أن نشجع أولادنا على دراسته، كل ما يحتاجه المسلمون في الغرب هوالإعلام، سأله الثاني: هل درسه أحد من أولادك الأربعة؟ رد الأول: لا الحمد لله، كلهم أطباء!!).. لكن هذا النجاح الشخصي لكثير من مسلمي الغرب الذين تمسكوا بهويتهم الإسلامية لم يرافقه نجاح مماثل في المراكز السياسية في البلدان الغربية التي صاروا مواطنين فيها.. قد يفسر البعض هذا بسياسات تهمشهم وتحصرهم في زاوية معينة بسبب "تدينهم".. لكن مما لا ينكر عزوف الكثيرين من هؤلاء عن الأمر وانشغالهم بتحصيل الرزق و/ أو أمور "الجالية".. في الوقت نفسه: تبرز أسماء مشابهة لرشيدة داتي.. أسماء تحمل الاسم المسلم ولكن تعبر عن ذوبان تام في الهوية الغربية.. بل ومع مغالاة في الأمر كما لو أن أصحاب هذه الأسماء يتعمدون ذلك للتعويض عن الأثر المسلم في أسمائهم.. لست بصدد ذكر بعض هذه الأسماء الآن لكنها كانت مدللة في عهد الإدارة الأمريكية السابقة، وتستضاف وتقدم بصفتها تمثل المنفذ الوحيد لمسلمي امريكا للوصول: أن يكفوا أولاً عن كونهم مسلمين .. لكن مع تعيين "داليا مجاهد" مستشارة للرئيس الأمريكي أوباما في مجلس الأديان الذي أسسه، تغير الأمر كليا.. أود أن أوضح هنا أني لا أكتب عن داليا مجاهد إلا بعد اطلاعي على كتابها (مع جون اسبوزيتو— من يتحدث عن الإسلام ؟ Who speaks for Islam? ) ومشاهدتي لمعظم اللقاءات التلفزيونية التي قامت بها.. أفهم مسبقا كل ما سيقال عن نوايا أوباما في تعيين امرأة محجبة في البيت الأبيض: ومحاولته ربح الحرب التي خسرها بوش عبر اكتساب العقول والقلوب.. وأفهم أيضا من ينظر بتشكك إلى كل مفردات الخطاب الأمريكي الجديد على أنه مجرد مكياج جديد لا أكثر، ومن ناحيتي لا أعول على تغيير كبير في سياسة أمريكا في العالم العربي (حتى لوكان أوباما يريد ذلك فعلا..).. لكنه على الأقل لن يكون أسوأ، فمن الصعب جدا لأي رئيس أن يكون أسوأ من الرئيس السابق.. لكن هذا الأمر يخص الشرق الأوسط فحسب، أما بالنسبة لأمريكا ومسلميها فالأمر لم يعد كما كان.. ولا يجب أن ننسى ذلك أونتجاهله.. بالنسبة لما يقرب من 8 ملايين مسلم أمريكي (إذا صحت إحصائية النيوزويك)، كانت السنوات الثمانية الماضية سنوات عجاف جدا (كما كانت بالنسبة للجميع في كل مكان!)..كان هناك ترصد إعلامي لهم وكانت تهمة الإرهاب تلاحقهم كشبح.. التنوع العرقي الذي هوالأكبر في أية طائفة دينية في الولاياتالمتحدة زاد من تشرذمهم وبالتالي من تأزمهم: كأن الإعلام يعاملهم ككتلة واحدة بينما هم شظايا متفرقة طائفياً وعرقياً واجتماعياً.. نسبتهم السكانية التي لا تتجأوز 4% وعدم وجود ولاية واحدة تفوق نسبتهم فيها ال 3% بالإضافة إلى عزوفهم التقليدي عن المشاركة جعلهم كتلة مهملة انتخابياً إلا في مناطق قليلة جدا.. ذلك جعل هويتهم (المهددة أصلاً) أكثر عرضة للذوبان والخطر في عهد السنوات العجاف الثماني.. (رغم أن هذا كله ولّد رد فعل عند البعض للمزيد من التمسك.. لكن هذا موضوع آخر). لكل ذلك، وبغض النظر عن نوايا أوباما، فإن دخول سيدة "محجبة" إلى البيت الأبيض، له معان كثيرة للمسلمين في أمريكا.. سينظر لي البعض "نظرة" تأفف وازدراء: معان كثيرة من أجل قطعة قماش ؟.. متى ستكفون عن ذلك؟ نعم.. معان كثيرة في قطعة قماش تختصر منظومة فكرية متكاملة.. قطعة قماش هي بمثابة علم ترفعه داليا مجاهد كل صباح عند دخولها لمكتبها التابع للبيت الأبيض.. فلنتذكر هنا أن داليا مجاهد ليست موظفة في مصلحة حكومية في واحدة من بلداننا، تضع "ايشاربا" على شعرها كيفما اتفق، وربما لا تصلي حتى، وربما لا تضعه أحيانا..! لا.. داليا مجاهد متمسكة بحجابها ضد تيار عاتٍ لا يجبرها حقيقة على خلع حجابها (كما حدث في بعض بلداننا الإسلامية!) لكنه يجردها أولا وبالتدريج من المنظومة الفكرية التي يمثلها هذا الحجاب، وبالتالي يصبح الحجاب مجرد قطعة قماش يسهل نزعها تحت هذه الحجة أو تلك (كما حدث للكثيرات بالفعل). لكن داليا مجاهد ليست من هؤلاء.. لا أشك للحظة واحدة أن مشوارها المهني الناجح الذي أوصلها إلى معهد غالوب أهم مراكز الاستطلاع وقياس الرأي ( أوتكوينه؟) في الولاياتالمتحدة قبل أن يوصلها إلى البيت الأبيض كان سيكون أسهل بكثير فيما لوكانت بلا حجاب.. لكن الطرق السهلة ليست بالضرورة هي الطرق الصحيحة، خاصة لمن كان يمتلك منظومة فكرية متكاملة لها منهجها الخاص ومقاييسها الخاصة.. في كل مرة تتحدث فيها داليا مجاهد فإنها تتحدث بلغة مفهومة جدا بالنسبة للغربية: لا أقصد هنا الإنجليزية السليمة فهذا سهل، بل أقصد لغة الأرقام، لغة الإحصاء الذي يكون أحيانا أكثر إقناعا من أي منطق بالنسبة للغربيين (حتى لوكانت الأرقام لا علاقة لها بالمنطق!)..لا تتحدث داليا مجاهد عن الإسلام قط، ولا عن نصوصه، ولا عن كونه يدعوإلى السلام والرحمة فذلك الحديث استهلك تماما ولم يعد له أثر حقيقي، بل إنه استخدم أحيانا من الأشخاص ذاتهم الذين قادوا حروبا "دينية" ضد المسلمين.. داليا مجاهد لا تدافع عن إسلام مثالي تاريخي لم يعد له وجود، فذلك أمر لا يهم المتلقي الغربي من قريب أو بعيد، إنها تستخدم لغة الأرقام لتقدم له صورة أخرى عن المسلمين.. صورة مغايرة عما هوسائد في الإعلام الغربي.. تمارس داليا مجاهد انتقاءات إحصائية محترفة وتقدمها بذكاء شديد لتصدم النظرة الغربية، من انتقاءاتها المفضلة مثلا: العداء لأمريكا في فرنسا مقارب للعداء لأمريكا في العالم الإسلامي، بل ويفوقه بكثير فى بعض الدول الإسلامية!.. نسبة من يؤيد الحكم بالكتاب المقدسBible (بعهديه القديم والجديد) في الولاياتالمتحدة مقاربة جدا لنسبة أولئك الذين يدعون إلى حكم الشريعة في بلدان العالم الإسلامي، ونسبة أولئك الذين يدعون إلى أن يكون الكتاب المقدس هو"المصدر الوحيد للتشريع" مقاربة جدا لأولئك الذين يدعون الدعوة ذاتها في بعض بلدان العالم الإسلامي. نسبة من يؤيدون "قتل المدنيين الأمريكيين" لا تتجاوز ال 7 % في العالم الإسلامي، وهذه ال 7% -كما تقول داليا- لم تكن أكثر تدينا على الإطلاق من الآخرين الذين يرفضون الأمر.. أكثر من هذا: إن من يرفض قتل المدنيين برر رفضه بالاعتماد على نصوص دينية (نص قرآني أوحديث نبوي) بينما لم يكن هناك ولا حتى شخص واحد — كما تشدد داليا - من النسبة المؤيدة استخدم نصا دينيا ليدعم تبريره.. لماذا إذن ارتبط الأمر في الأذهان بالدين الإسلامي ونصوصه؟ ترد داليا مجاهد بحسم بشقين: الأول إصرار الإعلام الغربي الذي يلعب دور تكوين الأذهان على ذلك، والثاني هو أن من قام بهذه العمليات استخدم حقيقة أن 80% من المسلمين يقولون: إن الدين يشكل جزءا مهما من حياتهم، ليبحث عن قاعدة للدعم له.. لا ننسى هنا أن نسبة تأييد المواطنين الأمريكيين لقتل المدنيين المسلمين تفوق ال7% بكثير! (حسب إحصائية قامت بها جامعة ميريلاند ونشرتها الكريستيان ساينس مونيتور بتاريخ 27/2/2007 فإن 24% من الأمريكيين يؤيدون ذلك ذلك!!) من المواضيع الشائكة الأخرى التي تستخدم فيها داليا مجاهد الأرقام لتقول شيئا مختلفاً عما تردده ماكنة الإعلام الغربي ( والعربي المتغرب في أحيان كثيرة وبحماس منقطع النظير) هو موضوع حقوق المرأة في العالم الإسلامي.. فالمرأة تقدم إعلاميا بصفتها "الحسناء المعذبة" من قبل الشريعة ورجالها في العالم الإسلامي: لكن داليا مجاهد تقول: إن أرقام النساء والرجال سواء في تأييد الشريعة بلا فارق إحصائي يذكر( أي إن تأييد الشريعة لم يتأثر بالجندر طيب الذكر!)..بل إن النسوة غالبا- عكس ما هوسائد إعلامياً - يعتبرن أن الشريعة هي التي ستمنحهن حقوقهن.. تعرض مجاهد أيضا أرقاماً إحصائية عن مرتكبي جرائم الشرف فتثبت أنهم غالبا غير متدينين ولا يؤدون أبسط الشعائر (الصلاة والصيام ) كما أنهم غالباً ما يحملون تاريخاً في السوابق الإجرامية: أي إن الأمر في النهاية مجرد جريمة أخرى لا علاقة للتدين بها، ( على العكس قد يكون التدين عاملا إيجابيا في الأمر بطريقة ما: ربما يساهم في منع الجريمة بمنع أسبابها أصلاً..!).الأمر ذاته بخصوص الديمقراطية التي تعتبرها ماكنة الإعلام الغربية (والناشطون العرب من ورائها..) هي الحل لكل مشاكل المسلمين، فإن الغالبية العظمى ممن أحصتهم داليا يرغبون في رؤية تداول سلمي للسلطة يحدث في بلدانهم لكن دون الأخذ بالديمقراطية الغربية كنموذج يجب تطبيقه بالتفصيل.. الأمر المهم في كل هذه الأرقام ليس نتائجها المغايرة للسائد فحسب، بل إنها تتخذ طرقا علمية في قياس الرأي بحيث يكون النموذج المأخوذ من دولة ما يمثل بشكل نسبي الطبقات الاجتماعية — معدل الدخل والتعليم - في هذه الدولة.. وهكذا هوالأمر بالنسبة ل35 ألف شخص في 35 دولة إسلامية شملتها الدراسة.. وهكذا فإن رأي من يسمون غالبا بالناشطين والناشطات في الجمعيات إياها يتحول ليأخذ حجمه الحقيقي (مقارب للصفر..!)..حيث إن هذه الجمعيات ونشاطاتها تتبع مصادر تمويلها حتماً.. ولذا نرى الفرق الكبير بين ما تقوله الإحصائية وبين ما تردده ناشطات حقوق المرأة مثلاً.. هل ستحدث إحصائيات داليا مجاهد صدمة بحيث تغير الرأي العام الغربي؟ لا طبعاً فالأمر أعقد من ذلك بكثير.. لكنها ستحدث على الأقل ثقباً ما في الجدار العالي الذي استطاع لعقود أن يغسل الأدمغة في الغرب وفي غير الغرب..هذا الثقب المدعوم بقوة من مكانة غالوب وسمعتها قد لا يكون كافياً ولكنه جيد كنقطة انطلاق جديدة خاصة بالنسبة لمسلمي الغرب.. لكن ما هو مهم جدا في كل ما تمثله داليا مجاهد هو وجود نموذج ناجح للجمع بين الإسلام وبين المواطنة الفاعلة في المجتمع الأمريكي.. داليا مجاهد مثلها مثل الملايين اكتسبت الجنسية الأمريكية وعلينا أن نعتبرها مواطنة أمريكية حتى لواحتفظت بجنسيتها المصرية، بمجرد أدائها لقسم المواطنة فإن واجبها كمسلمة سيحتم عليها عدم الحنث بهذا القسم والإخلاص للوطن الذي انتمت له: لكن واجبها كمسلمة سيحتم عليها أيضا أن تحاول الإصلاح ما استطاعت ضمن هذا المجتمع، أن تحاول أن تكون نموذجاً إيجابياً فاعلاً للإسلام في هذا المجتمع (وهوأيضا واجب المسلمين في مجتمعاتهم من باب أولى، قبل أن ننسى!)..لعقود كان المهاجرون المسلمون يجدون أنفسهم أمام خيارين عندما يصبحون مواطنين أمريكيين: إما الذوبان التام وفقدان كل أثر للهوية المسلمة، أو الانكفاء والعزلة عن الفاعلية والتأثير داخل مجتمعهم الجديد، داليا مجاهد تمضي إلى الطريق الآخر ( والأصعب ولكن الأسلم على المدى البعيد).. إنها تمضي إلى التوفيق الإيجابي بين مواطنتها في هذا البلد وبين دينها وقيمه.. بالمناسبة: "حجاب" داليا مجاهد أبعد ما يكون عن "الحجاب الأمريكي" السائد في أوساط كثيرة حتى داخل مجتمعاتنا: الذي ليس أكثر من غطاء للرأس مع ملابس ضيقة جدا، هذا الحجاب الأمريكي هومجرد قطعة قماش "لإسقاط الفرض" لا أكثر ولا أقل.. دون أن يرتبط بما وراءه من قيم، لكن حجاب داليا، المقبول كمواصفات حتى داخل مجتمعاتنا، أكثر جدية بكثير: لأنه يمثل فعلاً منظومة فكرية تحرص داليا على إبرازها دون خجل أوشعور بالدونية.. وهي تقدم بذلك — خاصة بدخولها إلى البيت الأبيض - المثال والنموذج لذلك الجيل القادم من المسلمين الأمريكيين الحيارى بين مفترقي الطريق: إما الضياع أوالعزلة، مجرد وجود داليا مجاهد بحجابها ومنطقها المتماسك، وتمسكها بدينها يفتح لهم طريقا آخر.. طريق أن تكون أمريكيا دون أن يعني ذلك أن تتخلى عن تدينك أوتتركه جانبا.. بل أن نجعل منه وسيلة للإصلاح داخل مجتمع يحتاج إلى الكثير من الإصلاح.. من يخاف من داليا مجاهد إذن؟.. بالتأكيد الخوف واضح في أوساط اليمين الديني المحافظ الذي يتصيد لأوباما أية هفوة، مواقعهم التي تداولت الخبر قالت بالحرف في عناوينها الرئيسية إن داليا مجاهد قريبة من تنظيم متشدد مستدلة على أنها أدلت بتصريحات لموقع الإسلام أون لاين..!، أحد هذه المواقع قال إن القاعدة افتتحت مكتبا للاستشارات في واشنطن!!، وموقع آخر قال: "مسلم كيني يعين مسلمة مصرية مستشارة له!!".. لكن هناك خوف أكبر وربما أقل وضوحاً وربما لا يحاول أصحابه التعبير عنه: أولئك النسوة اللواتي تم دعمهن للظهور في الإعلام الموالي لللإدارة السابقة على أنهن نموذج للنساء المسلمات: بعضهن كن يبدون كما لو أنهن قد تم استقدامهن من المصحة للتو لتقديم هجوم مقذع على الإسلام ونبيه، وبعضهن كن أكثر أدباً يتحدثن عن الإسلام بإيجابية أكثر ولكنهن عمليا يقدمن إسلاماً نظرياً لا مكان فيه لأي شيء (عدا عن الحجاب طبعا..).. أدعياء التجديد الديني أيضا، يحق لهم أن يخافوا من داليا مجاهد، فقد بذلوا جهودا كبيرة لخلع الحجاب في العالم الإسلامي، وإضفاء صفة الشرعية على هذا الخلع، تمريراً لمشروع ليبرالي واضح المعالم، وإذا بداليا مجاهد وحجابها يضعهم ومشروعهم جميعا في زاوية ضيقة للغاية. كل ناشطة إسلامية في الغرب عموماً وفي أمريكا خصوصا، وضعت حجابها لهذا السبب أوذاك، عليها أن تراجع أسبابها حقا مع ظهور نموذج مغاير مثل نموذج داليا مجاهد .. بالمناسبة : حجاب داليا مجاهد ليس على رأسها فقط.. إنه على رأسي أنا أيضا.. كما يقول أهل الشام الغاليين.. بلهجتهم المحببة..