فيما يمكن وصفه بأول استطلاع رأي شامل للعالم الإسلامي, وأكثر تعبيرا عما يدور بخلد أكثر من مليار مسلم, كشف معهد جالوب الأمريكي عن أن الصراع بين المسلمين والمجتمعات الغربية ليس حتميا, لكنه ينبع من إصرار الغرب علي معاملة المسلمين كتابعين وليس كأنداد. وجاء الاستطلاع الذي استغرق ست سنوات عقب هجمات الحادي من سبتمبر2001 ليعبر عن رأي عينة عشوائية من50 ألف شخص في35 دولة إسلامية, وليكشف عن حجم الفجوة بين العالمين الإسلامي والغربي وأسبابها. نشرت نتائج الاستطلاع الذي أعده الباحثان داليا مجاهد, وجون اسبوسيتو الأستاذ في جامعة جورج تاون في كتاب عنوانه من يتحدث باسم الإسلام.. فيما يفكر مليار مسلم فعليا, ويعد من أكثر الأبحاث موضوعية حتي الآن في هذا الصدد. وأكد الكتاب أن الخلاف بين المسلمين والغرب يتعلق بالسياسة أكثر مما يتعلق بالمبادئ, فبرغم المشاعر المعادية للولايات المتحدة وبريطانيا, فقد قال المسلمون في شتي أنحاء العالم إنهم في واقع الأمر معجبون بكثير مما يميز الغرب مثل حرية التعبير والديمقراطية, والتقدم التكنولوجي والوصول إلي المعرفة, وإن نظرتهم إليه أساسها الخطوط السياسية, وليست الثقافية أو الدينية. ودلل البحث علي ذلك بأن أغلبية مسلمي العالم ينظرون إلي الولاياتالمتحدة, وبريطانيا, بعد غزو العراق وأفغانستان باعتبارهما معتديتين و غير مرغوب فيهما, لكن السواد الأعظم منهم أبدي إعجابا شديدا بأهم ما يميز هاتين الدولتين وهو حرية مواطنيهما. وفي حين يعجب المسلمون بالقيم الغربية, إلا أن كثيرا منهم يشعرون بأن الغرب لا يحترمهم, وأن القيم التي يعتنقها الغرب مثل الديمقراطية ليست إلا كلاما مرسلا عند تطبيقها في العالم الإسلامي. وقالت مجاهد: إن أكثر من65% من المصريين والأردنيين والإيرانيين يعتقدون أن الولاياتالمتحدة لن تسمح للشعوب في منطقتهم بتشكيل مستقبلهم السياسي بالطريقة التي يرونها مناسبة دون تأثير أمريكي مباشر. وكانت التغطية الإعلامية, بحسب الاستطلاع, أحد العوامل التي تلقي بظلالها علي رأي كل طرف في الآخر, حيث أشار إلي أن معظم التغطيات الإخبارية التليفزيونية في الولاياتالمتحدة للإسلام كانت شديدة السلبية, في حين كانت التغطية محايدة عندما تناقش المسيحية في محطات تليفزيون إسلامية.