قالت داليا مجاهد مستشارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لشؤون المسلمين إنها أوصت أن يحوي خطاب اوباما للعالم الاسلامي عدة نقاط منها الاحترام المتبادل بين الجانبين من خلال السياسات وليس التصريحات فقط، والمشاركة والتعاون في حل مشكلات العالم، وإبداء التفهم لمشاكل المسلمين واسباب غضبهم من الولاياتالمتحدة. وأضافت قائلة ان البعض حاول ان يؤثر على اوباما كي يركز الخطاب على النواحي الدينية والثقافية وهو الأمر الذي اعترضت عليه وطلبت وان يعالج القضايا السياسية ايضا في خطابه ، مشيرة إلى أن مهمتها استشارية فقط. وذكرت ان البيت الأبيض أخذ بتوصياتها في الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي في تركيا. الصراع وقالت داليا مجاهد ان هناك فرقا بين المسلمين وأمريكا في رؤيتهم لأسباب الصراع بين الطرفين، مشيرة إلى ان المسلمين لا يكرهون الغرب بل هم معجبون بنفس الأمور التي تعجب الغربيين أنفسهم (الديمقراطية والتكنولوجيا). وأكدت ان الصراع سياسي وليس ديني فالمسلمين لا تعجبهم سياسات امريكا في حين يعتقد أغلب الأمريكيين ان السبب في الصراع هو الصورة الخطأ التي تروج بين المسلمين عن الغرب. وذكرت انه من الخطأ ربط التدين بالارهاب فمن خلال الدراسات التي أجراها مركز جالوب اتضح ان التطرف مرفوض بين المسلمين فالبلاد الاسلامية ترفض العنف أكثر من أمريكا نفسها، والمسلمون في بعض البلاد يخشون من الارهاب اكثر ممن الشعب الأمريكي. وقالت إن الدراسات وجدت ان بعضا من مؤيدي الارهاب من غير المتدينين في حين ندد المتدينون بالارهاب فيما يؤكد عدم وجود علاقة بين الارهاب والتدين. واضافت مجاهد قائلة "من خلال عملي أسعى لخدمة بلدي أمريكا والله من خلال توصيل صوت المسلمين في مصر وغيرها من البلاد الاسلامية إلى صناع القرار في أمريكا". مستشارة اوباما تؤكد على ضرورة تفهم مشاكل المسلمين عاشت داليا مجاهد السنوات القليلة الأولى من حياتها في حي السيدة زينب الشعبي في القاهرة، وهاجر أهلها إلى الولاياتالمتحدة عندما كان عمرها 4 سنوات فقط. وقد انتقل إلى هناك كباحث في الهندسة بجامعة ويسكونسون. ودرست إدارة الأعمال والهندسة الكيميائية واهتمت بالأبحاث المتعلقة بصورة المسليمن في المجتمع الأمريكي ومن أهم ما ساهمت فيه بحث يحمل عنوان "من يتكلم نيابة عن الإسلام" أعده مركز جالوب. وترأس داليا مجاهد مركز جالوب للدراسات الاسلامية والذي يقوم بابحاث واحصاءات تتعلق بالمسلمين في جميع أنحاء العالم. وهي تعمل منذ سنوات في تقريب وجهات النظر بين المسلمين والغرب وشاركت في العديد من الأنشطة التي تهدف إلى تحسين صورة الاسلام في الغرب. وهي المسلمة الوحيدة في المجلس الاستشاري الخاص باوباما للأديان والذي يضم 25 طائفة وشخصيات علمانية. كانت داليا مجاهد قد قالت عن دورها في هذا المجلس "كمستشارة مسلمة للرئيس اوباما ينصب عملي على عمل دراسات عن المسلمين وطريقة تفكيرهم في العالم ثم أطلع الرئيس على قضايا المسلمين وماذا يريدون خاصة ان الناس تنظر لهم في السنوات الأخيرة كمصدر للمشاكل وانهم يجب ان يصلحوا أنفسهم. وأضافت"نحن نريد القول ان هناك أفكارا وقدرة لدى المسلمين على المشاركة في وضع الحلول لمشاكل العالم الذي يعيشون فيه". ارتداء الحجاب ولكن ماذا عن ارتدائها الحجاب وهل يسبب لها ذلك مشاكل؟ ردت على هذا السؤال قائلة "ان الحجاب يبرز على الفور هويتي كمسلمة، اتفهم أحد عناصر ديني ورغم انه ليس بالأمر الهين ان يبدو الأمر مختلفا إلا انني اعتقد ان الولاياتالمتحدة من أكثر المجتمعات تقبلا للاختلاف حيث نعتبر الحرية الدينية قيمة مقدسة عززت قوة بلادنا ولم يهددها وقد عبر اوباما عن ذلك بقوله ان موروثنا المتنوع نقطة قوة وليس ضعفا". وتقول: "كان عملي الصيفي في مصنع للورق بمدينة ويسكونسون عندما كنت في التاسعة عشرة من العمر، أتولى ادارة عمال وفنيين عمدوا الى تذكيري بانهم تعاملوا مع الآلات لفترة اطول من عمري. وتضيف "كما أخبرني الكثيرون انني أول شخص ملسم يقابلونه. وطبعا شكل ذلك تحديا أمامي لكنني تعلمت الكثير في هذه الفترة وأصبحت في نظرهم خبيرة ولست مجرد إمرأة ترتدي الحجاب".