عبد الله باجبير - الاقتصادية عندما كنت رئيساً لتحرير «سيدتي» منذ عشر سنوات .. قدمت باباً جديداً في المجلة تحت عنوان «جريمة عاطفية» وهي الجريمة التي يكون دافعها الحب أو الغيرة أو الكراهية أو الانتقام وأبطالها عادة الزوج أو الزوجة أو العشيق سواء المتهمين أو الضحايا .. ورغم أنني نشرت مئات من هذا النوع من الجرائم إلا أنني لا أذكر جريمة واحدة كان أبطالها من أبناء السعودية. ثم تطل علينا جريمة عاطفية متكاملة الأركان من «الفرعاء» مركز الشعفى «بالمسقى» جنوب مدينة «أبها» .. وهي جريمة عنيفة فيها رصاص وفيها قتيلة .. وفيها متهمة وفيها زوج فقد زوجتين، واحدة بالموت والأخرى ربما بالإعدام أو السجن كما سترى المحكمة التي ستحاكمها. والحكاية أن مواطناً أقدم على التزوج من سيدة بنظام المسيار دون علم زوجته الأولى وأم أبنائه .. وكان يذهب إلى الزوجة الثانية فيقضي الوقت معها ثم يعود إلى زوجته وأم أولاده وبراءة الأطفال في عينيه .. ولكن من المقررات في العلاقات الإنسانية أن الزوجة تحس فوراً بتغير زوجها حال عرف أو تزوج امرأة أخرى وهذا ما حدث .. فقد علمت الزوجة الأولى بزواج زوجها «مسياراً» .. وسرعان ما دب الخلاف ووصل إلى المحاكم. شكاوى وقضايا وقرارات ورأت الزوجة المسيارية أي الثانية أن تحسم الخلاف على طريقة العصابات الأمريكية بإطلاق الرصاص على الزوجة الأصلية أو الشرعية التي كانت سبباً في طلاقها من زوجها (المسيار) فتقتلها. وهذا عجيب، والمنطق أن تقوم الزوجة الأولى بالانتقام من الزوجة الثانية .. أما أن تقوم الثانية بقتل الأولى فهذا من عجائب الجرائم العاطفية التي تعمي العاطفة أصحابها فيقدمون على ارتكاب جرائم منافية للعقل والمنطق .. وهذا فيما أعلم أول جريمة مسيارية في «السعودية».