خلف الحربي - عكاظ سبعة جرائم بشعة في أسبوع واحد.. هذا هو واقع الحال في الطائف التي تحتفل هذه الأيام بمهرجانها السياحي وبانطلاقة فعاليات سوق عكاظ، وقد فرض هذا الواقع نفسه على مراسلي الصحف اليومية في الطائف فأصبحوا يبحثون عن الناطق الأمني في المحافظة أكثر من بحثهم عن المسؤولين في قطاعي السياحة والثقافة. الأسبوع الدموي في الطائف جاء ليشكل نقطة الذروة في حالة غريبة تجتاح مدينة الورد والهواء العليل خلال السنتين الماضيتين والتي شهدت طوال الأشهر الماضية معارك مدرسية غلب عليها الطابع القبلي، ولعل الشيء الوحيد الذي يبعث على الاطمئنان عند قراءة هذه الأخبار هو نجاح شرطة الطائف في القبض على مرتكبي هذه الجرائم البشعة في وقت قياسي، ولكن هذا الأمر لا يلغي حقيقة أن المدينة الجميلة تجتاحها عاصفة عنف لا تتواءم مع طبيعتها الهادئة. زيادة معدلات الجريمة في الطائف أو في أي مدينة أخرى لا يمكن حله بتشديد القبضة الأمنية فقط، بل في البحث عن أسباب الجريمة والقضاء عليها في مهدها، ولعل السبب الأول الذي يساهم في زيادة معدلات الجريمة هو التساهل مع قضايا العنف المدرسي وحالة الانفلات التي يعيشها بعض المراهقين، حيث يصنف الكثير من أفراد المجتمع الاعتداءات التي يقوم بها صغار السن في خانة (طيش الشباب) ولكن المراهق الذي يتخطى جريمته الأولى دون عقاب رادع لايتردد في ارتكاب جريمة أشد بشاعة حين يبلغ مبلغ الرجال. في كل مدن المملكة يتم التعامل مع عنف المراهقين باستسهال عجيب سواء كان مسرح هذا العنف المدرسة أو الحارة فيخرج (المفحطون) بعد توسط أقربائهم لهم وتنتهي المشاجرات الدامية بورقة تعهد في قسم الشرطة، فيكبر المراهقون الذين في غفلة منا وقد أعتادوا على تجاوز القانون لنجد أخبار جرائمهم البشعة تتصدر صفحات الحوادث. ومن المؤسف حقا أن نقول بأننا بعد نصف قرن من مسيرة التعليم نمر بفترة يسيطر فيها الجهل على العقول الصغيرة وتجتاح فيها الروح الهمجية صدور الشباب وتتلاعب المخدرات فيها بأدمغة الفتيان حتى أصبح ارتكاب الجريمة البشعة أسهل من شرب الماء!.