أكد مدير الطب الشرعي في الرياض وعضو البرنامج الأسري الدكتور سعيد الغامدي أن اتهام منطقة معينة في المملكة, بأنها أرض للعنف والجريمة , اتهام باطل لا أساس له من الصحة، مشيراً إلى أن الجرائم لا تقتصر على منطقة محددة, بل هي حالات فردية ساهمت في وجودها عوامل كثيرة في هذا "العصر" مثل البطالة والفقر والمخدرات والاختلاط مع جنسيات أخرى اعتادت على ارتكاب أي نوع من "الجرائم" إضافة إلى تجمعات الشباب غير الآمنة في الاستراحات لتعاطي المخدرات أو السهرات الماجنة فهي بيئة خصبة للجريمة. وأضاف الغامدي ل"سبق" إن الأسر التي تتمتع بمستوى معيشي مرتفع, ودخل ممتاز ولا يوجد بين أفرادها " عاطل عن العمل" أو متعاطي للمخدرات هي بالتأكيد أسر لا يوجد فيها "حوادث إجرام". وقال: إننا لا نملك أرقاماً دقيقة حول ظاهرة العنف، إلا أن أكثر الحالات المسجلة عام 2008 أن مدينتي جدةوالرياض في المقدمة، وأن الرجال يرتكبون 90% من حوادث العنف الأسري، و50% منها موجه للمرأة، وشهدت المملكة حوادث عنف أسري قاسية لم تشهدها البلاد من قبل، من أبرزها مقتل الطفلة غضون (9 أعوام) تعذيباً على يد والدها وزوجته، وإقدام مواطن في العقد الرابع من عمره على ضرب ابنته ذات الأحد عشر ربيعاً حتى فارقت الحياة, في حي السلام شرق العاصمة الرياض، ونحر أب ابنته البالغة من العمر 19 سنة في جريمة بشعة شهدها حي الفيصلية بجدة، وشهدت القطيف إقدام أب على حلق حواجب ابنته ذات ال 19 ربيعاً لرسوبها في الامتحان! وقتل زوج يبلغ من العمر 26 لزوجته الشابة التي تبلغ 25 عاماً في محافظة صبيا الجنوبية. كما تشير الإحصائيات في نفس العام " 2008 م" إلى زيادة معدلات الجريمة بنسبة 14% عن العام السابق 2007، وأوضحت تقارير أن عدد الجرائم المسجلة بلغ (78737) منها (27888) جريمة اغتصاب ومضايقة جنسية، أي ما يعادل 35% من مجموع الجرائم الكلي. وفي تقرير عن آثار العنف الأسري في الرياض أشارت دراسة علمية للدكتور عبد الله الرشيد إلى تزايد عدد حالات العنف في الرياض لتصل إلى نحو 11.3 حالة في الشهر الواحد، فيما وصل عدد محاولات الانتحار إلى 16 حالة شهرياً. وقال "الرشيد" في دراسته "إن ذاكرة الهواتف المحمولة التي أخذت من مراهقين تظهر أن 70% من الملفات تحوي مواد إباحية و8.6% لها علاقة بالعنف. وفي أحدث تقرير لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فإن السعوديين يشكلون ما نسبته 56.8% من إجمالي المضبوطين في القضايا الأخلاقية! أما الأجانب فقد بلغوا نسبة 2.43%. وفي استطلاع ل "سبق" مع عدد من المواطنين أكدوا أن وصف الحوادث التي تنشر في الصحف المحلية عن جرائم العنف ب"الظاهرة" مبالغ فيه, خاصة إذا ما أتت هذه الأخبار من مناطق محددة , مشيرين إلى أن أخبار العنف التي تنشر عبر الصحف المحلية, والتركيز على منطقة معينة, أمر يعود لنشاط المراسل الصحافي, وعلاقاته الجيدة بالجهات الأمنية التي تمده بالأخبار, في هذا الجانب, كما أن بعض العمالة الوافدة لها دور كبير في انتشار أنواع من الجريمة في بعض المناطق. بينما رأى آخرون أن حوادث العنف قد ترتفع في مناطق محددة لأسباب كثيرة.