المجيب العلامة/ عبد الرحمن بن ناصر البراك عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية السؤال أهل زوجي اعتادوا أن يقيموا حفلة لكل طفل إذا أكمل السنة، فبعد السنة بأسبوع يقيمون حفلاً ويحضرون الهدايا.. فما حكم هذا الاحتفال؟. الجواب الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد: من المقاصد الشرعية تميز المسلمين عن الكفار بترك التشبُّه بهم في أمور دينهم وعوائدهم الخاصة، وأكثر الشرور التي شاعت في مجتمعات المسلمين منشؤها التشبه بالكفار، والتشبه بالكفار على مراتب، وقد ينتهي إلى الكفر.. وسبب التشبه بالكفار الجهل بدين الإسلام ومقاصده – وكذلك الإعجاب بالكفار بسبب ما أوتوا من حظوظ الدنيا ومظاهر الحضارة، ومن القواعد في علم الاجتماع تقليد الضعيف للقوي.. وما ذكر في السؤال من الاحتفال عند مرور سنة على المولود هو نوع من التشبه المذموم، والناس في هذا لهم عادات مختلفة، فمنهم من يتوسع في حفلات الموالد ويكثر منها، فمنهم من يحتفل بمولد الأم والأب والأولاد كلهم، بعد سنة أو بعد سنتين، ومنهم من يقتصر على الاحتفال بمرور السنة الأولى على المولود، وما يشبهه الاحتفال الزوجين بذكرى زواجهما بعد سنة أو عشر سنين أو خمسين أو أكثر أو أقل، ولكنها عادات دخيلة على المسلمين، فينبغي تجنبها.. والفرح بالأولاد وإعطائهم الهدايا ليس له وقت محدد، فالفرح بهم معتاد في كل وقت، والأولاد من نعمة الله التي يجب شكرها من شكر نعمة الأولاد وتربيتهم على الأخلاق الفاضلة، وعلى طاعته سبحانه وتعالى والدعاء بصلاحهم، كما قال تعالى من عباد الرحمن "وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا" [الفرقان:74]. والله أعلم.