* يوجد في معظم الدول المتمدنة طبيب لكل أسرة.. ومن مهام هذا الطبيب المتابعة والإشراف والتوعية للنواحي الصحية لدى أفراد الأسرة.. إن من حيث تاريخ المرض، وتطوره، أو من حيث الجينات الوراثية، أو من حيث المستجدات في عالم الطب والاستفادة منها... الخ. * في تلك الدول لا يذهب المرض للطبيب المختص من تلقاء نفسه؛ لمجرد اعتقاده بأن ما يشكو منه يحتاج لذلك الطبيب المختص.. لكن طبيب الأسرة هو الذي يوجهه للطبيب الاختصاصي المناسب، بحسب ما لديه من معلومات ومتابعة، فيكون المريض أمام الطبيب المسؤول عن الحالة المرضية وليس سواه. * طبيب الأسرة يجنّب أفراد العائلة من الاجتهادات من قِبل أشخاص لا علاقة لهم بالطب، والتي قد تؤدّي إلى كوارث صحية، إذا ما سار المريض في طريق طبي خاطئ، ويكون بمثابة الرقيب والحامي لأفراد الأسرة من الانسياق خلف الدعايات، والإشاعات غير الصحيحة وخلافه. * طبيب الأسرة يرشد أفراد العائلة لأفضل طرق الوقاية من الأمراض، سواء الموسمية، أو المستجدة، أو التي تحدث بطريق العدوى، ويساهم في بث الوعي الصحي لديهم حفاظًا على سلامتهم. * إن سلامة أفراد الأسرة يعني سلامة المجتمع، وسلامة التعليم والتفكير والعمل والإنتاج.. فلا يخسر الوطن أفرادًا يمكن أن يكونوا فاعلين ومنتجين ومبدعين ومطلوبين للمشاركة في مسار النهضة والتنمية الشاملة. * وطبيب الأسرة يكون جاهزًا للانتقال إلى مريضه عند الطلب، وعند الحاجة فهو الذي يعرف العنوان، وأفراد الأسرة، ولديه كل الخلفية، فلا يكون المريض أمام طبيب جديد، قد يقع في أخطاء طبية في حالات الطوارئ. * في مقابل ذلك يوجد في نفس تلك الدول محامٍ خاص لكل أسرة، وتكون من مهامه حماية أفراد العائلة من الوقوع في الأفخاخ الانتهازية والاستغلالية من قِبل ضعفاء النفوس من بعض المحامين، الذين لا يرون سوى الاستفادة المالية، ويتاجرون بقضايا الناس. * محامي الأسرة يحتفظ بملفات قضائية وقانونية لكل فرد من أفراد العائلة تساعده لدراسة أي قضية مستجدة، والبت فيها إن كانت ناجحة، أو ستكون غير ذلك. ويضع التصوّر السليم لخطواته القادمة للدفاع عن موكله، ويكون بمثابة السياج الآمن لأفراد الأسرة في ظل النظام والقانون. * بعض الناس يجهلون ما لهم وما عليهم في محيطهم، ومجتمعهم وبلدانهم، فسيكون المحامي هو المساعد القانوني لتوعيتهم وتوجيههم الوجهة السليمة لسلوك الطريق المناسب للوصول إلى حقوقهم القانونية، فلا يكون مسارهم غامضًا ومجهولاً، وبذلك تقوى إرادتهم في المطالبة والدفاع عن حقوقهم. * إن بعض المحامين الذين لا يرون سوى مصالحهم، ويتاجرون بحاجات الناس إليهم، ويتصيّدون كل ما يزيد من رصيدهم المالي، ويقبلون كل قضية تعرض عليهم مقابل الحصول على المال.. فيكون محامي الأسرة بمثابة السياج الحامي من هكذا استغلال، ولسلامة أفراد العائلة. طبيب الأسرة، أو محامي الأسرة ليس شرطًا إلزاميًّا، ولكنه شأن اختياري متمدن، يحتاج إلى توعية سليمة ومتكاملة لأهميته، يشارك فيها المؤسسات الصحية والإعلامية والتعليمية؛ لإيجاد منهج متطور للحماية الصحية والقانونية للأسرة، ومن ثم المجتمع كله.. وبالله التوفيق.