ميزة معالي الدكتور غازي القصيبي أنه يطلق التصريح ويغادر، ويشغل الناس من ورائه، تماما كشاعره المتنبي الذي شغفه حبا، حتى قيل إنه يحفظ كل قصائده عن ظهر قلب! آخر تصريحات الدكتور القصيبي التي شغل بها الرأي العام قوله: "كنا عندما يأتي إلينا الأجنبي ننظر إليه نظرة تكاد تقترب من التبجيل، فهو إما طبيب نطلب منه العلاج أو أستاذ نطلب منه المعرفة أو محاسب نطلب منه أن ينظم أعمالنا.. انقلبت الصورة أصبحنا ننظر إليهم وكأنهم أتونا لكي ينهبونا أو يفسدوا مجتمعنا أو لكي ينشروا فيه الجريمة ونحن الذين أتينا بهم، للأسف الشديد استبد بنا شيء من الغرور ومن العنصرية" وهذا مع بالغ الاحترام والتقدير لمعاليه غير صحيح أبداً! لن أعقب على ما قاله القصيبي هذه المرة.. فلا أظن أن ثمة رداً أبلغ من رد الأخ علي الموسى حينما قال إننا أصبحنا لآسيا ولأفريقيا أعظم وأكبر وأجمل وأفخم وأطول وأعرض وأنسب معهد مهني، وأحياناً، أروع كلية تقنية! بعيدا عن تعليق الأخ (أبو مازن)، أود أن يساعدني معالي الدكتور القصيبي في العثور على هؤلاء الذين يقول إنهم يستحقون التبجيل من الوافدين خلال السنوات العشر الماضية! أنا لا أنفي استحقاق هؤلاء لمعاملة إنسانية وحضارية.. وهم بالفعل غالبا ما يجدون ذلك؛ فنحن من أفضل بيئات العمل على مستوى الوطن العربي التي يجد فيها العامل الوافد ذاته ويشعر أنه في مجتمع مترابط.. لكن اليوم سوق العمل المحلي مليء بنوعيات رديئة جداً من العمالة.. الذين يفدون إلينا ليسوا هم الطبيب أو المعلم.. هم حفنة من الجهلة والأميين واللصوص وخريجي السجون.. وليت معالي الوزير يكلف مسؤولي مكاتب العمل الذين كان يمتدحهم، بأن يعملوا استبيانا لمعرفة الحالة التعليمية لهؤلاء ليكتشف.. المصيبة.. وهو في حل وقتها أن يتكتم على المعلومة!