قال الدكتور غازي القصيبي وزير العمل : "لقد استبد بنا شيءمن الغرور بل ومن العنصرية، مع أننا كنا عندما يأتي إلينا الأجنبي ننظر إليه نظرة من التبجيل... انقلبت الصورة وأصبحنا ننظر إليهم وكأنهم أتونا كي ينهبونا أو يفسدو مجتمعنا" وما قاله الدكتور القصيبي مع الأسف، بل وأزيد عليه القول بأننا لا نعطي العمالة الأجنبية وخاصة أولئك الذين يعملون في مجال النظافة أجورا عادلة لا تزيد أحيانا على أربعمائة ريال في الشهر وهو يمثل خط الفقر الذي حدده صندوق التنمية العالمي، ليس هذا فحسب بل إننا أحيانا لا نصرف للعمال أجورهم، ويحدث أن تتأخر الأجور شهرا أو شهرين .. وعموما فالعقود التي يوقعونها معنا هي عقود غرر لأنهم لا يعرفون عن بلادنا أي شيء قبل أن يأتوا إليها وخاصة فيما يتعلق بتكاليف المعيشة، وهم يحسبون أن راتب 400ريال راتب عال وخاصة إذا قيس بما يتقاضاه العامل في بلادهم، وعندما يعملون في البلد فترة ويتعرفون على أحوالها يجدون أنفسهم مقيدين بهذه العقود وبكفيل يقيد حركاتهم وسكناتهم، ولهذا يلجأ أغلبهم إلى الهروب من كفلائهم، ويعيشون بذلك خارج القانون، والحل إذن واضح، وهو قيام مكاتب العمل بالدفاع عن حقوقهم ولكن بعد أن نضع حدا أدنى للأجور، وهذا قد يحل مشكلتهم، ولكنه لا يحل مشكلتنا كعنصريين.