اعتبرت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية يوم الإثنين 7 /12 /2009 في تقرير نقلا عن (الأسوشيتد برس) أن بيع هيئة الاستثمار الكويتية حصتها في مجموعة سيتي جروب الأمريكية يمثل مفاجآة، لأن الهيئة قالت في شهر سبتمبر الماضي إنه ليس لديها أية نية لبيع ممتلكاتها في (سيتي جروب) أو بنك أوف أميركا على المدى القريب، لأن سياساتها الاستثمارية قائمة على رؤية طويلة الأمد. واتخذت الصحيفة من عملية البيع فرصة لفتح ملف استثمارات الصناديق السيادية في أوروبا والولاياتالمتحدة. قالت الصحيفة إن صناديق الثروة السيادية التابعة لدول الخليج العربي مستثمرون ذوو ثقل في الشركات الأمريكية والأوروبية، ويستغلون ثرواتهم النفطية في شراء حصص في شركات من (سيتي جروب) إلى (فولكسفاجن) و(دايملر) الشركة الأم لمرسيدس بنز. ونقلت عن محللين أن تلك الخطوة تلقي مزيدا من الضغط على (سيتي جروب) وبنوك أمريكية أخرى استغلت المساعدات الحكومية الأمريكية كي تحذو حذوها حتى ولو كانت تلك البنوك لا تزال من الممكن أن تواجه مزيدا من الخسائر حيث يكافح العملاء لسداد فواتيرهم. من جانبها، علقت (نيويورك تايمز) على الخطوة الكويتية بقولها إن الفرسان البيض الذين جاءوا لإنقاذ البنوك خلال الأزمة المالية يعودون إلى منازلهم مرة أخرى، حيث امتلأت خزائنهم بسخاء من أعمالهم الجيدة.
ومضت تقول إن تلك العائدات الضخمة تلقي الأضواء على قدرة الصناديق الحكومية في الخليج ذات الدهاء على الربح من الأزمة المالية العالمية، حتى ولو كان معظم المستثمرين العاديين قد تعرضوا لاجتياح من خلال خسائر بمليارات الدولارات. هذا أيضا يثير الشك حول إذا ما كانت تلك الصناديق ستعمل بوصفها مستثمرين على المدى الطويل، كما أشار بعضها في البداية أم أنها تسعى إلى تحقيق الربح على المدى القصير. وفي تقرير بعنوان "هيئة الاستثمار الكويتية تبيع حصة بقيمة 4.1 مليار دولار في سيتي جروب" قالت (وول ستريت جورنال) إن هيئة الاستثمار الكويتية استثمرت 3 مليارات دولار في (سيتي جروب) وملياري دولار أخرى في (ميريل لينش) Merrill Lynch & Co في عام 2008، في الوقت الذي تحول فيه مقرضو وول ستريت إلى مستثمرين في الخارج لتجديد رأس المال الذي تعرض لضربة قوية نتيجة خسائر الرهن العقاري في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وقالت إن صناديق الثروة السيادية لم تتخل عن استثماراتها في البنوك الغربية بعد شراء مساحات كبيرة من المقرضين عندما وصلت أسعار الأسهم إلى أدنى مستوياتها في ذروة الأزمة المالية العالمية. وتابعت بقولها "يأتي خروج الكويت من (سيتي جروب) في الوقت الذي ربما يضطر فيه صندوق سيادي خليجي منافس هو هيئة أبو ظبي للاستثمار، إلى دفع قيمة إضافية على مبلغ 7.5 مليار دولار من أسهم (سيتي جروب) التي التزمت بشرائها مقابل 31.83 دولار للحصة في اتفاق تم التوصل إليه منذ عامين". وأشارت إلى أن صناديق الثروة السيادية الخليجية الغارقة في الدولارات النفطية نتيجة انتعاش أسعار النفط على مدار 6 سنوات والذي انتهى عام 2008 ضخت مليارات الدولارات للمقرضين الغربيين العام الماضي عندما دخلوا في أزمات. وانتقلت الصحيفة للحديث عن قطر بقولها "هيئة الاستثمار القطرية – صندوق الثروة السيادي التابع لأكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم – باعت في أكتوبر الماضي حصة بقيمة 1.4 مليار جنيه إسترليني أي ما يعادل 2.3 مليار دولار في بنك باركليز البريطاني، وحققت عائدا يقدر ب 610 ملايين جنيه إسترليني". ونوّهت إلى أن هيئة الاستثمار القطرية التي لا تزال تملك حصة 7 % في (باركليز) هي ثاني صندوق سيادي يترك البنك البريطاني بعد أن حققت أبو ظبي 1.5 مليار جنيه إسترليني عندما باعت الجزء الأكبر من حصتها في (باركليز) في يونيو الماضي.