تتسابق الفضائيات حاليا في بث كثير من المواد التى تخص الطفل .. فمنها الهدّام الذى يؤثرفي عقلية الطفل ومنها الهادف.. فمثلا هناك أفلام كرتون لا تخلو من مشاهد عنف وأحداث خيالية لا تمت للواقع بصلة بغرض الربح المادي، بما يشد انتباه الطفل ويجعله محصورا ومقيدا بما يُعرض، وقد يصدق الطفل هذه القصص إذا ما غابت الرقابة الأسرية مما يؤثر بشكل كبير في تكوين فكره وشخصيته. (عناوين) تحدثت مع مهتمين ومختصين بهذا الجانب، فقد أكد محمد آل عبيد مؤلف قصص أطفال، أن أفلام الكرتون التي تُعرض على الفضائيات اليوم 10 % منها فقط هادفة أم بقية الأفلام فتركز على مشاهد العنف وتخلو من القيم والمبادئ، وإن وجدت، فإنها مبالغ فيها ولا تمثل أرض الواقع، فعلى سبيل المثال، الشجاعة تصور في أغلب أفلام الكرتون اليوم بشكل خيالي أو بطريقة فيها إسفاف مما لا يتناسب وعقلية الطفل وثقافة مجتمعه وبيئته التي ينتمي إليها. ويلقي آل عبيد باللوم على مؤسسات الإنتاج المحلية التي كانت سببا في ميل القنوات الفضائية اليوم إلى شراء أفلام من مؤسسات غربية، وبالتالي هذه الأفلام تعبّر عن ثقافة المجتمع الغربي ولا تناسب الطفل في مجتمعنا، معربا عن حاجتنا إلى كُتّاب متخصصين، فهم موجودون لكنهم غير مؤهلين بشكل كافٍ، على الأخص السيناريست، فالكاتب هنا يحتاج إلى استشارات نفسية خاصة للتعرف على فكر الطفل وميوله ونفسيته مما يؤثر كثيرا في كتابته للنص. ويستدرك آل عبيد بالقول: إن هناك قناة الجزيرة للأطفال وهي من بين القنوات التي تُعنى بالطفل وتعد من أفضل القنوات المناسبة للطفل من حيث إنها قناة تثقيفية تعليمية هادفة فيها من التوجيه الشيء الكثير مطالبا عبر (عناوين) بضرورة مضاعفة الجهود من قبل المؤسسات الإنتاجية المحلية لمنافسة ما تنتجه وتعرضه الفضائيات اليوم، والذي لا يمت لمجتمعنا بصلة، وهذا يتطلب دعما ماديا كبيرا نفتقده كمهتمين بالكتابة للطفل. وعبّرت الأخصائية الاجتماعية والمستشارة في شؤون الأسرة زهرة الخضاب ل (عناوين ) عن تأثر الطفل بشكل كبير جدا بما يشاهد من أفلام كرتونية لا تحمل قيما وأهدافا، كما كانت سابقا، حيث قالت: تقع المسؤولية الكبرى على الأهل في توفير الجو المناسب للطفل، فالرعاية والمتابعة أمران ضروريان في مرحلة الطفولة التي يكون فيها الطفل مستعدا لقبول أي فكر أو ثقافة أو سلوك، وقد يشب على هذه الأفكار في المستقبل مما يؤثر في تكوين شخصيته، وهنا يأتي دور الأهل في الرقابة على أبنائهم فيما يشاهدون. وقالت إن كثيرين يرون أن الطفل في مأمن حين يتابع التلفاز غير مدركين لتأثير هذا الجهاز في عقلية الطفل، فهناك قصص كثيرة لأطفال تأثروا بشخصيات أفلام كرتونية وساقهم تقليد هذه الشخصيات إلى مآسٍ وحوادث مما يتطلب الحذر وأخذ الحيطة فيما يُعرض على الفضائيات اليوم.
وتشير الخضاب في حديثها مع (عناوين) إلى أن تأثيرات مثل هذه الأفلام متنوعة، فهناك التأثير الفكري والذهني من ناحية الخيال، فبعض القصص تجعل الطفل يسرح بخياله لأبعد الحدود مما يعارض الواقع وأخرى تصور للطفل بأن الشجاعة مرادف للعنف وأن الأنانية صفة إيجابية، إضافة إلى التأثير الاجتماعي حيث يعاني الطفل، الذي يعكف على متابعة هذه الأفلام، ضعف مهارات التواصل مع الآخرين حيث حرمه جهاز التلفزيون من تعلم هذه المهارات، فنجد هناك أطفالا لايجيدون فن التحدث مع الآخرين حيث سلبت عقليتهم بما يشاهدون من أفلام بعيدة عن الواقع.