كشف مرشحون للانتخابات البلدية عن رغبتهم في إيقاف البحث عن الدعم من الجمعيات السياسية، بعد مرحلة طويلة مما وصفوه ب (الاستجداء)، وقرروا الدخول بصفة الاستقلالية في الاستحقاق الانتخابي المقبل، خصوصاً بعد بعض التصريحات المثيرة لفعاليات سياسية في بعض الجمعيات عكست صعوبة تحقيق مكاسب في انتخابات 2010. وأرجع بعض المرشحين تفضيلهم قرار الاستقلالية إلى أنه من واقع انتخابات 2002 و2006 فقد كانت حظوظ مرشحي الجمعيات السياسية أفضل بكثير من المرشحين المستقلين، وهو ما دفع كثيرا منهم إلى البحث عن دعم من الجمعيات السياسية قبل فترة طويلة من الموعد الافتراضي للانتخابات. ولكن للأسف يبدو أن الوضع صعب جداً الآن، لأن هناك إحباطا لدى بعض الجمعيات التي تعتقد أن حظوظها ضعيفة بسبب عدم امتلاكها الشارع. كما أن الجمعيات السياسية الجماهيرية لا تبحث أبداً عن مرشحين، لأن لديها أعضاءها وبإمكانها الاختيار من بينهم، ولهذا فهي لا تفكر جدياً في البحث عن مترشحين مستقلين. وقال أحد المرشحين، فضل عدم ذكر اسمه: "بصراحة طرقت باب جمعيتين حتى الآن، إحداها طلبت وديعة مالية لضمان الالتزام والانخراط في كتلتها البرلمانية في حالة الفوز، وأخرى شددت على أن المعيار الأساسي في تشكيل قائمتها هو الالتزام الديني.. وأقول كيف يمكن التأكد من الالتزام الديني، وهل المعيار الأساس بديل عن الكفاءة التي تطالب بها الجمعيات؟". وأثارت تصريحات بعض الشخصيات السياسية تساؤلات حول قدرة الجمعيات التأثير في الاستحقاق الانتخابي المقبل، إذ أشار عضو الهيئة المركزية بجمعية الوسط العربي الإسلامي إبراهيم جمعان إلى أن الدعم المالي والدعم المعنوي من قبل القوى المؤثرة من اتجاهات دينية أو رؤوس أموال أو من خلال المؤسسات الفاعلة في المجتمع كلها عناصر ستلعب دورا أساسيا في تشكيلة مجلسي 2010 و2014 كما لعبت دوراً رئيساً في مجلس 2002 ومجلس 2006. فيما أكد القيادي في التجمع القومي رسول الجشي في تصريح صحافي سابق أن حظوظ التيار الذي تمثله الجمعية "ضعيفة وهو بحاجة إلى وقت ليستعيد أنفاسه بعد الهجوم المركز عليه". مشدداً على حاجة التيار إلى مزيد من الوقت حتى يكسب الشارع. مثل هذه التصريحات دفعت بعض المترشحين للعدول عن الحصول على الدعم السياسي من الجمعيات، في وقت تتزايد فيه حالة الإحباط من أداء النواب والبلديين الحاليين، وتزايد رغبة الجماهير في تغيير الوجوه خلال استحقاقات 2010.